أشكو من نوبات صداع مع غثيان وتغيرات نفسية وإنهاك شديد!

0 352

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

تحية طيبة إلى المشرفين على هذا الصرح الراقي.

أعاني منذ سبعة إلى ثمانية أشهر من نبض في أعلى الرقبة عند نهاية الرأس في الجهة اليسرى، نبض بدون أو مع صداع خفيف يمتد على طول الـ temporal bone، يبدأ كنبض وشد في عضلات الرقبة والكتفين وفروة الرأس، ثم ارتخاء كامل ومؤلم بطريقة ما في جميع عضلات الجسد مع دبيب واهتزاز، وتغيرات نفسية آنية وإنهاك شديد، وارتفاع درجة حرارة الجسم، تترافق معه دوخة، غثيان، عدم القدرة على الكلام -وأعني الشعور بالغثيان والإنهاك عند محاولة تحريك وفتح الفك للكلام- وضعف في التركيز، وضغط داخل الرأس ونسيان شديد، وأذكر أنني في أحد المواقف نسيت كل ما كنت قد راجعته للاختبار الشفوي.

ولا تنفع جميع المسكنات مع هذا الألم، وأضطر لربط رأسي واعتزال الجميع في غرفتي لحين انتهاء النوبة، وقد تباغتني في أي وقت وأحيانا قبل النوم فتمنعني من النوم وتؤرقني لساعات، أستطيع القول أنني يمكنني لمس مكان الألم والشعور بانتفاخ بسيط والنبض فيه.

وددت التنبيه على أنني اكتشفت قبل ثلاثة أشهر وجود ورم عنكبوتي في الجهة اليسرى من S1، وصداع نصفي خف بدرجة كبيرة بعد الاحتجام، ودسك بين C3 and c4.

حفظكم الله ووفقكم لما يحب ويرضى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملاك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

وصف الصداع الذي تعانين منه ينطبق تماما على الصداع النصفي، ويأتي في نوبات متكررة ويسمى cluster headache، والذي يحدث في جانب واحد من الرأس، وهو ألم شديد يصاحبه زغللة واحمرار ودموع في العيون، وتصاحبه اضطرابات سمعية وعصبية مثل: الغثيان وشم رائحة غير طبيعية، والحساسية الزائدة من الضوء والأصوات؛ وبالتالي فإنها وطنين الأذن أعراض مترابطة وتعرف بالنسمة أو Aura، وهي أعراض تسبق الشقيقة أو الصداع النصفي وتكون مرتبطة بها.

والجلوس في غرفة مظلمة وربط الرأس يؤدي إلى الراحة والتخفيف من تلك الآلام، لأن أحد أهم الأسباب في نوبات الصداع تلك هو التوسع الذي يحدث في شرايين فروة الرأس، والتي ترسل بدورها إشارات عصبية للمخ فيؤدي ذلك إلى الشعور بالألم، وربط الرأس يقلل من ذلك التوسع ويخفف الألم، ولذلك اهتدى الناس إلى مسألة ربط الرأس للتقليل من آثار الصداع، وللحجامة فضل كبير في علاج نوبات الصداع وقد تم إجراء بحوث علمية على فائدة الحجامة في علاج الصداع، فلك معاودة الاحتجام على فروة الرأس.

وقد يصاحب الصداع النصفي صداع من نوع آخر وهو الصداع التوتري نتيجة الشد العضلي لعضلات الرقبة الخلفية إما بسبب وسادة عالية أو منخفضة، أو بسبب الجلوس والاتكاء الخاطئ ويسمى Tension headache أو الصداع التوتري، وهذا أكثر ما يكون في المنطقة الخلفية من الرأس.

والصداع هو عرض لمرض وليس مرضا في حد ذاته، والأمراض التي تسبب الصداع كثيرة جدا، لأن التهاب الجيوب الأنفية، وألم وتسوس الأسنان، وضعف الإبصار وفقر الدم، كل ذلك يؤدي إلى صداع، بالإضافة إلى الصداع النصفي، وعليك بتنظيم النوم ليلا وترك السهر وعدم التعرض للإجهاد.

ويصاحب نوبات الصداع النصفي انخفاض في مستوى هرمون السيروتينين، وهذا يؤدي الى توسع الأوعية الدموية الطرفية في محيط الرأس مما يؤدي إلى الصداع، ويتم تشخيص المرض من خلال التاريخ الطبي والفحص البدني.

علاج الصداع أو الشقيقة عموما من خلال مسكنات الألم مثل بروفين أو كتافلام، وحبوب تريبتان وهي ذات الأدوية التي تعالج آلام الغضروف وآلام الظهر، مع ضرورة تناول كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كل أسبوع كبسولة واحدة، ويفضل أخذ حقنة فيتامين (د) جرعة 600000 وحدة دولية تؤخذ في العضل كل 4 إلى 6 شهور، وشرب المزيد من الحليب وتناول منتجات الألبان، والتغذية الجيدة، مع تناول حبوب تحتوي على الحديد وعلى فوليك أسيد مثل كبسولات fefol مرة واحدة يوميا، وكل ذلك ضروري لتقوية الدم والمناعة.

ولكن من المهم الذهاب لطبيب أمراض الباطنة لتوقيع الكشف الطبي، وعمل صورة الدم والأشعة المطلوبة، وأخذ التاريخ الطبي ووصف الأدوية، وأخذ النصائح الضرورية للتعامل مع هذا المرض، وفي حالة اتباع نظام معين من الأدوية الوقائية والعلاجية فإن نوبات الصداع سوف تقل أو تختفي -إن شاء الله-.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات