السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 19 عاما, بدأت منذ أسبوع تقريبا أسمع صوت تنفسي من أذني، وهذا الأمر لا يحدث كثيرا بل مرة أو اثنتين على الأكثر في اليوم، ومدة كل مرة (5-10) دقائق، فما الحل؟ وهل يستدعي الأمر الذهاب للطبيب المختص؟
مع العلم أنني لا أسمع أصوات صافرات أو شيء من هذا القبيل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذا الصوت هو علامة انسداد مؤقت في نقل الصوت عن طريق مجرى السمع في الأذن الوسطى للأذن التي تسمع فيها صوت التنفس. وسبب هذا الانسداد -إن كان من الأذن الخارجية- هو صمغ الأذن الذي قد يتجمع في مجرى السمع ويسده بالتالي, وأما في حال كون السبب من الأذن الوسطى، فهو على الأغلب التهاب مصلي في الأذن الوسطى، وقد يكون سببه انسداد أنبوب تهوية الأذن الوسطى (نفير أوستاشيوس) حيث عندها تصبح الأذن الوسطى بدون تهوية، ويسبب انحباس الضغط السلبي فيها للشد على غشاء الطبل، وبالتالي يمنع حركته الطبيعية. في كلا الحالتين (سبب الانسداد من الأذن الخارجية أو من الأذن الوسطى) تصبح هذه الأذن معزولة عن أصوات المحيط الخارجي، وبالتالي تتمكن هذه الأذن من سماع أصوات الجسم الداخلية من تنفس، ومضغ، وتثاؤب، وحتى دقات القلب.
لا بد من الفحص السريري للأذن، والعلاج حسب السبب: فالصمغ الأذني يعالج بغسيل الأذن, والتهابات الأذن الوسطى تعالج دوائيا بمضادات الاحتقان والتحسس، وقطرات الأنف المضادة للاحتقان، والأهم من هذا كله هو إجراء مناورة (فالسالفا) والتي يقوم فيها المريض بنفخ الهواء قسريا داخل الأذن الوسطى؛ لتعديل الضغط السلبي فيها، وهي كالتالي:
إغلاق كلا فتحتي الأنف باليد، وثم ضغط الهواء بزفير قسري صعودا من الصدر باتجاه البلعوم في الأنف (وليس الفم) والاستمرار بالضغط حتى يتراكم ضغط كاف لفتح نفير أوستاشيوس (الأنبوب الواصل بين الأذن الوسطى وبين البلعوم الأنفي) وعبر هذا الأنبوب يمر الهواء قسريا نحو الأذن الوسطى، وهكذا يتم تعديل الضغط بداخلها، ويتحرر غشاء الطبل من الشد المطبق عليه نحو داخل الأذن الوسطى بسبب الضغط السلبي الذي كان داخلها.
يجب تكرار هذه الحركة كل عشرين دقيقة، وبشكل مستمر لعدة أيام حتى تمام الشفاء بالنسبة للأذن الوسطى، وبالتزامن مع العلاج الدوائي الذي ذكرته سابقا.
مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.