السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 18 سنة، عانيت من نوبة هلع منذ ثلاث سنوات، من أعراضها القلق من غير سبب، ورجفة وخفقان في القلب، وخوف من الجنون، لم أكن أعرف ماذا يحصل، كنت أحس بأنني غريبة، ومن حولي غرباء، ولكن عندما أحاول أن أهدأ نفسي لا أشعر بأنني غريبة أو بغرابة من حولي، زرت جدتي، ونسيت الحدث، وسافرت بعد ذلك، وتجاهلت الأمر لثلاث سنوات.
منذ ثلاثة أسابيع تقريبا -وقت إجازتي بعد رمضان-، وكان لدي فراغ كبير، وأنا من النوع الكسول نوعا ما والمنعزل، ولا أختلط بالناس أو أخرج كثيرا، كنت قلقة لأن بعض الوساوس قد راودتني بشأن ديني، حيث أفكر ماذا إذا كان القرآن محرفا؟ وماذا إذا كانت قصص الأنبياء غير صحيحة؟ أنا أشعر بأنني مؤمنة بداخلي حقا، ولكنني كنت أقلق من هذه الوساوس أن أعتبر كافرة وأدخل النار، علما بأنني أصلي وملتزمة -الحمد لله-، هذا كان سبب قلقي، في البداية أحسست بتوتر، وحالة التوتر هذه ذكرتني بأعراض نوبة الهلع السابقة، فازددت قلقا، وحصلت معي نوبة هلع لكنها خفيفة، ولكنني أحسست بعدها بالضيق والاكتئاب؛ لأنني كنت أعتقد بأنني تخلصت من نوبات الهلع.
ذهبت إلى الطبيبة، ووصفت لي seroxat 12.mg CR، أنا منتظمة في أخذه قرصا يوميا منذ أسبوعين، و-الحمد لله- تحسنت 80% من ناحية تطور الأعراض، فلم أعد أشعر بخفقان قلب شديد وضيق كما السابق، لكنني أشعر بتوتر خفيف، وأحيانا كنت أشعر بأنني غريبة ولا أستوعب جيدا ما يحصل، لأتأكد ما إذا كنت أعاني من القلق حتى بعد الدواء أم لا؟ وأحيانا لا أشعر بذلك وأقول لنفسي غريبة لماذا؟ إن الله سبحانه وتعالى خلقني كما أنا، هكذا ليختبرني في الدنيا، فأنسى الأفكار، لكن أحيانأ أضعف وأشعر بالغرابة قليلا.
بحثت على الإنترنت عن الشعور بالغرابة، فقرأت مايسمى باختلال الأنية، ومنذ ذلك الحين وأنا قلقة، لكنني لا أصاب بنوبة هلع، بل مجرد إحساس بأن هذه الحالة معي، ومن شدة تفكيري بهذا الموضوع أصبحت أصدق بأنني مصابة بتغرب الذات، لكنني لا أشعر بأنني في حلم أو بانفصال عن ذاتي، أو أنني أراقب نفسي، بل أشعر بأنني غريبة، وما حولي غريب، وعندما أنظر في المرآة أشعر بأنني غريبة، ولكن ممكن بعد دقيقة أتناسى الشعور، لكنني لا أنسى، علما بأنني في الأسبوع الثاني من العلاج لم أشعر بذلك، ولكن مع تفكيري في هذه الحالة أحسست بالأعراض، وعندما أحاول أن أشعر بالشعور نفسه.
آسفة على الإطالة، أدعو الله أن يجزيكم الخير ويسعدكم في الدنيا والآخرة، أثقلت عليكم بطول مشكلتي، ساعدوني أرجوكم وأجيبوني، هل من الممكن أن يذهب هذا الشعور مع علاج seroxat لمدة 6 أشهر التي سأستمر عليها -إن شاء الله- أم أنني مصابة فعلا بتغرب الذات وأحتاج إلى علاج آخر؟