ألم الحلق واللسان ورائحة الفم الكريهة، ما علاج ذلك؟

0 273

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

في البداية أحب أن أشكركم على ما تقدمونه من مجهودات عظيمة -جزاكم الله عنا خير الجزاء-.

أنا شاب أعاني من مشكلة منذ سنتين ونصف أو أكثر، وهي أني أشعر دائما بألم في حلقي، وطعم غريب في فمي، وألم في لساني واللوزتين، وعندما أتكلم أشعر بألم ورائحة فمي كريهة، وذهبت إلى أكثر من دكتور طيلة هذه السنين الماضية، لكن دون فائدة ومع احترامي والتقدير الشديد لهم لم يفلح أحد في تشخيص حالتي، فأحدهم يقول لي: جيوب أنفية، والآخر يقول: حساسية، والآخر يقول: التهاب باللوزتين، وأخذت الكثير والكثير من الأدوية، لكن دون فائدة تماما حتى تعبت معدتي من كثرة الأدوية.

لا أعرف ما هو تشخيص حالتي حتى الآن! وهذه المشكلة تسبب لي الكثير من الإحراج، ورائحة الفم الكريهة شيء مزعج جدا، فأرجو حل لهذه المشكلة، أرجوكم فأملى كبير في الله، ثم بكم وآسف جدا على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ e s حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا بد في البداية من تشخيص السبب الأساسي في هذه الرائحة, فرائحة الفم الكريهة في نحو85% من الحالات سببها الفم نفسه, وهناك أسباب هضمية من المعدة، وكذلك التهابات الجيوب الأنفية المزمنة.

الأسباب الأنفية تتناول التهابات الأنف التحسسية المزمنة والتهابات الجيوب المزمنة, والتي تتسبب في انسداد الأنف المزمن، وبالتالي التنفس الفموي الذي يؤدي لجفاف مفرزات الفم وحدوث التخمرات التي تعطي رائحة الفم المزمنة, كما أن المفرزات المخاطية والقيحية أيضا من الأنف والجيوب الأنفية تتسبب في حدوث الرائحة الفموية.

هذه الأسباب تعالج ببخاخات الكورتيزون الأنفية الموضعية بشكل طويل الأمد، وأحيانا يلزم علاج التهاب الجيوب بالمضادات الحيوية، ومضادات الاحتقان والتحسس والغسول المتكرر بالسيروم الملحي للأنف والجيوب الأنفية.

الأسباب الفموية, والتي قد تكون بسبب الالتهابات المزمنة في اللوزتين والبلعوم، وتعالج اللوزتين بالاستئصال والبلعوم بالعلاجات الموضعية التي سأذكرها لاحقا, أو بسبب عدم التنظيف الصحيح للأسنان واللثة واللسان.

وهناك من الأسباب الهامة لرائحة الفم: وجود جفاف الفم، (والذي قد يكون لأسباب نفسية متعلقة بالتوتر النفسي، وقد تكون لأسباب التهابية تنكسية في الغدد اللعابية, وكذلك استعمال أدوية معينة مثل مضادات التحسس، وبعض خافضات الضغط وأدوية السكري والاكتئاب, وأيضا من أهم الأسباب في جفاف الفم هو التدخين والإكثار من القهوة), فلابد من إزالة العامل المسبب وعلاج الحالة بحسب هذا المسبب.

بالنسبة لتنظيف الأسنان فلابد من أن تتخلل فرشاة الأسنان بين كل الأسنان، ولا ننس الأسنان الخلفية، وكذلك السطوح الداخلية للأسنان، والتي قد تهمل تنظيفها عند استعمال السواك إذ لا بد من التنظيف في كامل السطوح السنية بدئا من حافة اللثة واتجاها نحو حافة الأسنان، وكذلك بين الأسنان باستعمال الخيط, وتنظيف اللثة بفرشاة الأسنان المعتدلة القساوة ( الوسط ), كما لابد من تنظيف اللسان ( وهو مهم جدا هنا ) بفرشاة اللسان الخاصة التي تباع في الصيدليات، وهذا التنظيف يجب أن يتم بلطف حفاظا على الحليمات الذوقية، وهو يتم بدءا من القسم الخلفي للسان باتجاه الأمام، ونحاول الوصول إلى أبعد ما يمكن من هذا القسم, ويمكن تطبيق الملح البحري بالإصبع على اللسان بعدها بدون بلعه، ولمدة ثلاث دقائق، ثم المضمضة بالماء، وبعدها إعادة الفرشاة للسان بالطريقة المذكورة حتى تظهر الطبقة الوردية له, كما يمكن استعمال الغسول الفموي باستخدام كيس سيروم ملحي 0.9% ( نصف ليتر ) يضاف له ملعقة صغيرة من الصودا ( بيكنج صودا )، وأربع ملاعق صغيرة من الغليسرين الطبي، ويحرك جيدا، ثم يتم المضمضة والغرغرة به.

هناك غسول آخر، يتكون من كيس نصف ليتر سيروم ملحي 0.9%، مع ملعقة صودا صغيرة، مع (10 مل) من سائل الماء الأوكسيجيني، بتركيز 20%، حيث أن الماء الأوكسيجيني ينتج فقاعات الأوكسيجين ضمن الأثلام العميقة للوزتين واللسان والأسنان، وهذه الفقاعات تدفع فضلات الطعام للسطح حيث يتم التخلص منها, ويمكن بعدها دهن الغلسيرين الطبي بالأصبع على اللسان.

هناك الغسول أيضا بخل التفاح وفرك اللثة والأسنان واللسان بقشر البرتقال، فهي تعمل من ناحيتين: فاحتواؤها على حامض الستريك يساعد في تقليل البكتريا الناشئة في الفم والمسببة للرائحة، ومن ناحية أخرى: فإن أغلب الحمضيات ذات رائحة مميزة ذات مفعول شبيه بمفعول غسول الفم المنعش.

كما أن الشاي بنوعيه الأخضر والأسود يحتوي على مادة البولي فينول، والتي تعمل كقاتل للبكتيريا، والشاي عموما يعتبر مطهرا للفم، وخاصة إذا أضيف له أي من التوابل العطرية كالقرفة والهيل والقرنفل، أو النعناع.

شرب شاي المرمرية أو الميريمة أيضا يفي بالغرض في حالة رائحة الفم الكريهة، مع مراعاة عدم الإكثار منه؛ لأنه قد يسبب جفاف الفم لوجود مادة العفص، وهو ما يؤدي للرائحة بدوره.

للبقدونس فوائد أيضا لاحتوائه على مادة الكلوروفيل، التي تقضي على البكتيريا، إضافة إلى كونه مساعدا في تحسين الهضم؛ مما يعني تقليل الرائحة بطريقة أخرى، خاصة إذا تم مضغه نيئا أو غمسه في القليل من الخل، يمكنك أيضا شرب عصير البقدونس من حين لآخر لضمان رائحة أفضل لفمك.

كما أن لتناول الأجبان والألبان وخصوصا صباحا دورا في تقليل رائحة الفم؛ باستعادة التوازن بين الزمر الجرثومية في المجرى الهضمي.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.

مواد ذات صلة

الاستشارات