السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
لو تكرمتم، محتاج مساعدتكم في أمر ضروري ومهم جدا.
أنا شاب متزوج حديثا منذ سنة، ولم يحدث حمل، والحمد لله على كل حال.
زوجتي تشتكي منذ أكثر من سبعة شهور من نزيف مزمن يبدأ من أول أيام التبويض حتى انتهاء الدورة، يعني يتوقف النزيف لمدة سبعة أيام، وهي من بعد انتهاء الدورة وحتى أول أيام التبويض، وباقي الشهر نزيف مزمن.
ذهبنا لأكثر من دكتورة، وكان الرد: الحمد لله لا توجد مشكلة.
كان يوجد مشكلة بسيطة في (tsh) وكانت النتيجة (5) وأوقاتا (7) درجات، ورحنا لدكتور وكتب لنا دواء (50) ولم نلاحظ فرقا كبيرا. والدكتورة أخبرتنا بأن الغدة لا تسبب نزيفا بهذا الشكل، فطلبت عمل ألترا ساوند على الرحم، وتحاليل هرمونات، والتحاليل كانت جيدة، والألترا ساوند أثبت وجود كيس صغير الحجم (2) سم على المبيض الأيمن، وليس ورما، والحمد لله.
الدكتورة لم تستطع أن تحدد وظيفة الكيس أو محتواه، وعملنا تحاليل المزرعة، و-الحمد لله- جيدة، هذا من الناحية الطبية.
لو تكرمتم ما الحل لوقف النزيف وحدوث حمل؟ وما المفروض أن نعمل؟ والحمد لله كل حال.
أما من ناحية أخرى، فقد شككنا أن يكون سحرا أو عينا، وسألنا شيخا، ودلنا على بعض الأدعية والأذكار، وقراءة القرآن على ماء، والغسل والشرب منه.
زوجتي أيضا تعاني من أحلام وكوابيس مزعجة، كلها مملوءة بالخوف والفزع، وحصل تحسن بسيط، ولا تزال الأحلام والنزيف مستمرا، وأيضا كان يحدث مشاجرات على أشياء بسيطة؛ لأن زوجتي كثيرة الجدال، والحمد لله كانت تنتهي على خير.
محتاجون لنصيحتكم وتوجيهاتكم، ما الحل؟ وهل هذه مشاكل صحية أم لا أم سحر أو عين؟ وما هو العلاج؟
وجزاكم الله خيرا عنا وعن المسلمين أجمعين على مجهوداتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حسب ما تبين لي من رسالتك -أيها الأخ الفاضل- فإن زوجتك تعاني من نزول دم بشكل متقطع بين الدورات الشهرية, أي أنها لا تطهر لفترة كافية, وكان من الأفضل لو أنك أرسلت لنا بنتائج التحاليل والتصوير التي تم عملها لها, للاطلاع عليها.
على كل حال, ما أنصح به الآن هو أن يتم إعادة عمل هذه التحاليل ثانية؛ للتأكد أكثر, فبوجود مثل هذا الدم المتواصل, يجب أن يتم عمل التحاليل أكثر من مرة؛ لنفي احتمال وجود أي خطأ مخبري فيها. ولذلك أنصح بأن يتم إعادة التحاليل ثانية, وأن يتم عملها في اليوم الثاني أو الثالث من الدورة, وفي الصباح, وهذه التحاليل هي:
(LH-FSH-TOTAL AND FERR TESTOSTERON-TSH-FREE T3-T4-PROLACTIN-DHEAS) كما أنصح بأن يتم إعادة التصوير التلفزيوني عند طبيبة مختصة وذات خبرة؛ لمعرفة طبيعة الكتلة أو الكيس الذي شخص لها, وهل ازداد حجما أم لا؟.
إذا تبين بأن التحاليل طبيعية، وأن التصوير طبيعي, واختفت الكتلة, فعلى الأرجح بأن يكون سبب نزول الدم بهذا الشكل هو وجود حالة تكيس على المبايض, لكنها غير ظاهرة بالتحاليل ولا بالتصوير, وهنا سيفيد زوجتك خفض وزنها إلى الحد الطبيعي إن كان وزنها زائدا, وأيضا تناول حبوب تسمى (غلكوفاج) عيار (500) ملغ, حبة واحدة يوميا في الأسبوع الأول, ثم حبتين يوميا في الأسبوع الثاني, ثم ثلاث حبات يوميا في الأسبوع الثالث, والاستمرار على ثلاث حبات بعد ذلك لمدة (6) أشهر.
وخلال فترة تناول زوجتك لهذه الحبوب يجب أن تقوم بعمل تصوير ظليل للرحم والأنابيب؛ للتأكد من أنها سالكة, ومن عدم وجود لحميات أو بوليبات داخل الرحم, وكذلك يجب أخذ مسحة من عنق الرحم تسمى (pap smear).
ويجب عليك عمل تحليل للسائل المنوي بعد الامتناع عن الجماع مدة (3) أيام؛ للتأكد من أنه طبيعي ومخصب.
إذا كان كل شيء طبيعيا, يمكن بعد ذلك البدء بتنشيط المبيض عندها عن طريق تناول حبوب تسمى (كلوميد) مع مراقبة الإباضة بالتصوير؛ لتحديد أفضل الأوقات لحدوث الجماع من أجل إعطاء أكبر فرصة لحدوث الحمل بإذن الله تعالى.
نسأل الله -عز وجل- أن يرزقكم بما تقر به أعينكم عما قريب.
+++++++++++++++
انتتهت إجابة د. رغدة عكاشة استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم
وتليها إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
+++++++++++++++
نرحب بك -أخي الكريم- في استشارات إسلام ويب.
بالنسبة للجزئية الأساسية في استشارتك حول زوجتك الفاضلة، قامت الدكتورة رغدة عكاشة استشارية أمراض النساء والتوليد -جزاها الله خيرا- بالإجابة على استفسارك، وقد وجهت لك الإرشاد المتقن والرصين، والذي أرجو أن تتبعه، وأسأل الله تعالى أن يجعل في ذلك خيرا لكما.
من الناحية النفسية -أيها الفاضل الكريم- التوترات والقلق وعدم الارتياح النفسي قد يضر بالصحة الإنجابية عند المرأة، لا أقول أنه يسبب العقم، أو يكون سببا رئيسيا للنزيف المتكرر مثلا، لكن قطعا إذا وجدت عوامل أخرى لهذا النزيف وكانت الحالة النفسية غير مستقرة -وهو أمر مفهوم في مثل هذه الحالات- هنا بالفعل الجانب النفسي قد يكون له أثر سلبي، يعني قد يؤدي إلى المزيد من عدم الاستقرار، وربما تأخير الإنجاب.
أما بخصوص موضوع السحر والعين؛ فالذي أريده بالفعل من زوجتك الفاضلة هي الرقية الشرعية، والأدعية والأذكار، والحرص على الصلاة في وقتها، وتلاوة القرآن، وأن تعلم زوجتك علم اليقين أنها في حفظ الله تعالى، وأن الإنسان مكرم، وأن الإنسان له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن الشيطان ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.
ولا أريدكم أن تتوهموا أو تقفوا كثيرا عند هذا الأمر، ولا أن يصبح الموضوع شغلكم الشاغل لدرجة الهوس به وتفسير كل شيء في جانب السحر والعين -كما يفعل البعض-، فالرقية الشرعية لدى الراقي الثقة -غير المشعوذ- هي بإذن الله تشفي المريض وتبطل السحر إن كان موجودا.
الأمر الثاني: هو بالطبع أن تذهب زوجتك للطبيبة النسائية وتتابع معها.
والأمر الثالث: هو أعتقد أن زوجتك تحتاج لعلاج بسيط جدا لعلاج القلق والتوترات التي تعاني منها الآن، هنالك دواء رائع جدا يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft) أو يعرف تجاريا أيضا باسم (لسترال Lustral) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) أريد زوجتك أن تتناوله بجرعة نصف حبة (خمسة وعشرين مليجراما) لمدة شهر، ثم تجعلها حبة كاملة ليلا لمدة شهرين، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم ليلا لمدة شهر آخر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.
أخي الكريم: بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله تعالى لزوجتك العافية والشفاء.