مبتلى برائحة الفم الكريهة، ما الحل المناسب للتخلص منها؟

0 292

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ فترة طويلة وأنا أمارس العادة السرية، ولم أستطع التخلص منها، وفي كل مرة أعد نفسي، وبعد ذلك أرجع وأمارسها، ودائما قبل النوم، المشكلة الأكبر من ذلك أنها سببت لي رائحة الفم الكريهة.

وإلى اليوم وأنا أعاني من الاثنتين: رائحة الفم الكريهة، والعادة السرية، وأنا منعزل عن العالم بسبب الرائحة، واستخدمت كثيرا من الأدوية والأعشاب لكن دون فائدة، وبعدت عن الأصدقاء والأقارب والناس.

ولا أدري ماذا أفعل؟ كيف سأتزوج وأمارس حياتي بشكل طبيعي؟ أصبت بالقلق والتوتر المستمر، وأشعر بألم خفيف في الكبد والمعدة، وانتفاخ البطن، وسوء الهضم، ورعشة، وتشتت الذاكرة، والضعف العام.

أنا ضعيف جدا، ووزني 54 كغم، مع العلم أن عمري 25 سنة، وآسف إن أطلت، ولكن المشكلة كبيرة جدا بالنسبة لي شخصيا؛ لأنها حياة أو موت، تعاسة أو سعادة.

سؤالي: كيف أتخلص من الرائحة؟ لأني تركت الوظيفة بسببها، وأنا بدون وظيفة، فكيف أتخلص نهائيا منها؟ وكذلك كيف أتخلص من العادة السرية نهائيا؟ هل يفيدني زيارة طبيب نفسي؛ لأني زرت كثيرا من الأطباء لكن دون فائدة، ما عدا النفسي فلم أقم بزيارته؛ حتى أتخلص من العادة والرائحة أيضا، ولأن الدراسة الحديثة تؤكد أن القلق والتوتر يسبب رائحة الفم، وأنا لدي قلق مستمر بسبب العادة.

أتمنى الإجابة، وشكرا جزيلا لكم على هذا الموقع المبارك، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة لرائحة الفم الكريهة فهي مبحث طويل وأسبابها متعددة: ولا بد في البداية من تشخيص السبب الأساسي في هذه الرائحة, فرائحة الفم الكريهة في حوالي (85%) من الحالات سببها الفم نفسه, وهناك أسباب هضمية من المعدة، وكذلك التهابات الجيوب الأنفية المزمنة، والتهابات الأنف التحسسية المزمنة.

الأسباب الأنفية تتناول التهابات الأنف التحسسية المزمنة، والتهابات الجيوب المزمنة, والتي تتسبب في انسداد الأنف المزمن؛ وبالتالي التنفس الفموي الذي يؤدي لجفاف مفرزات الفم، وحدوث التخمرات التي تعطي رائحة الفم المزمنة, كما أن المفرزات المخاطية والقيحية أيضا من الأنف والجيوب الأنفية تتسبب في حدوث الرائحة الفموية.

هذه الأسباب تعالج ببخاخات الكورتيزون الأنفية الموضعية بشكل طويل الأمد، وأحيانا يلزم علاج التهاب الجيوب بالمضادات الحيوية، ومضادات الاحتقان والتحسس، والغسول المتكرر بالسيروم الملحي للأنف والجيوب الأنفية.

الأسباب الفموية, والتي قد تكون بسبب الالتهابات المزمنة في اللوزتين والبلعوم، وتعالج اللوزتان بالاستئصال، والبلعوم بالعلاجات الموضعية التي سأذكرها لاحقا, أو بسبب عدم التنظيف الصحيح للأسنان واللثة واللسان.

وهناك من الأسباب الهامة لرائحة الفم وجود جفاف الفم (والذي قد يكون لأسباب نفسية متعلقة بالتوتر النفسي -كما في حالتك- وقد تكون لأسباب التهابية تنكسية في الغدد اللعابية, وكذلك استعمال أدوية معينة مثل مضادات التحسس، وبعض خافضات الضغط، وأدوية السكري، والاكتئاب, وأيضا من أهم الأسباب في جفاف الفم هو التدخين، والإكثار من القهوة) فلا بد من إزالة العامل المسبب، وعلاج الحالة بحسب هذا المسبب.

بالنسبة لتنظيف الأسنان: لا بد من أن تتخلل فرشاة الأسنان بين كل الأسنان، ولا ننس الأسنان الخلفية، وكذلك السطوح الداخلية للأسنان، والتي قد تهمل تنظيفها عند استعمال السواك، إذ لا بد من التنظيف في كامل السطوح السنية بدءا من حافة اللثة واتجاها نحو حافة الأسنان، وكذلك بين الأسنان باستعمال الخيط, وتنظيف اللثة بفرشاة الأسنان المعتدلة القساوة (الوسط), كما لا بد من تنظيف اللسان (وهو مهم جدا هنا) بفرشاة اللسان الخاصة التي تباع في الصيدليات، وهذا التنظيف يجب أن يتم بلطف؛ حفاظا على الحليمات الذوقية، وهو يتم بدءا من القسم الخلفي للسان باتجاه الأمام، ونحاول الوصول إلى أبعد ما يمكن من هذا القسم, ويمكن تطبيق الملح البحري بالأصبع على اللسان بعدها بدون بلعه، ولمدة ثلاث دقائق، ثم المضمضة بالماء، وبعدها إعادة الفرشاة للسان بالطريقة المذكورة حتى تظهر الطبقة الوردية له.

كما يمكن استعمال الغسول الفموي باستخدام كيس سيروم ملحي (0.9%) (نصف ليتر) يضاف له ملعقة صغيرة من الصودا (بيكنج صودا) وأربع ملاعق صغيرة من الغليسرين الطبي، ويحرك جيدا، ثم يتم المضمضة والغرغرة به, وهناك غسول آخر يتكون من كيس نصف ليتر سيروم ملحي (0.9%) مع ملعقة صودا صغيرة، مع (10 مل) من سائل الماء الأوكسيجيني (بتركيز 20%) حيث إن الماء الأوكسيجيني ينتج فقاعات الأوكسجين ضمن الأثلام العميقة للوزتين واللسان والأسنان، وهذه الفقاعات تدفع فضلات الطعام للسطح حيث يتم التخلص منها, ويمكن بعدها دهن الغلسيرين الطبي بالإصبع على اللسان.

هناك الغسول أيضا بخل التفاح، وفرك اللثة والأسنان واللسان بقشر البرتقال، فهي تعمل من ناحيتين: فاحتواؤها على حامض الستريك يساعد في تقليل البكتريا الناشئة في الفم، والمسببة للرائحة، ومن ناحية أخرى فإن أغلب الحمضيات ذات رائحة مميزة ذات مفعول شبيه بمفعول غسول الفم المنعش.

كما أن الشاي بنوعيه الأخضر والأسود يحتوي على مادة البولي فينول، والتي تعمل كقاتل للبكتريا، والشاي عموما يعتبر مطهرا للفم، وخاصة إذا أضيف له أي من التوابل العطرية كالقرفة، والهيل، والقرنفل، أو النعناع.

شرب شاي المرمرية (أو الميرامية) أيضا يفي بالغرض في حالة رائحة الفم الكريهة (مع مراعاة عدم الإكثار منه؛ لأنه قد يسبب جفاف الفم لوجود مادة العفص، وهو ما يؤدي للرائحة بدوره).

يذكر أن للبقدونس فوائد أيضا؛ لاحتوائه على مادة الكلوروفيل التي تقضي على البكتريا، إضافة إلى كونه مساعدا في تحسين الهضم؛ مما يعني تقليل الرائحة بطريقة أخرى، خاصة إذا تم مضغه نيئا أو غمسه في القليل من الخل. ويمكنك أيضا شرب عصير البقدونس من حين لآخر؛ لضمان رائحة أفضل لفمك.

مع أطيب التمنيات لك بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.

مواد ذات صلة

الاستشارات