السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا سيدة متزوجة، أعاني منذ 6 أشهر من شعور دائم بالإغماء وكأنني سوف يغمى علي في أي لحظة، مما يجعلني أفقد توازني، ولكن -والحمد لله- لم يغم علي حتى الآن، أجريت فحوصات كثيرة أهمها: رنين الدماغ، وفحوصات السمع والأذن، ورنين الرقبة، وتخطيط الأعصاب، وتخطيط وايكو للقلب، وسونار كامل للبطن، وفحص الدم ووظائف الكلى، وأنزيمات القلب، وجرثومة المعدة، والدهون والكوليسترول والغدة الدرقية، ودوبلر للغدد في الرقبة، وكلها -بحمد الله- سليمة، ورغم ذلك ما زلت أعاني من ذلك الشعور بالإغماء، وأشعر بالخمول والتعب في سائر جسدي، ولا أقوى على فعل أبسط الأعمال.
كما أعاني من ألم في الظهر والرقبة، وعندما أضغط على عضلات صدري تؤلمني كذلك، فقرأت على الإنترنت لعلي أعرف سبب ما أعانيه بعد أن فشل الأطباء في تشخيص حالتي، فوجدت أن أكثر مرض يتناسب مع ما أشعر به من أعراض هو متلازمة التعب المزمن، ولكن لا أعرف هل يؤدي إلى الشعور بالإغماء، وهل سأشفى منه، وهل له علاج، وهل أعاني من هذا المرض بالفعل؟
لقد جربت الرقية لمدة طويلة، والأعراض بازدياد، حيث أصبحت أشعر مؤخرا بتعب في التنفس، وذهبت لطبيب أمراض صدرية، وعملت فحوصات لوظائف الرئتين وكانت سليمة، من شدة ازدياد الأعراض يوما بعد يوم، أشعر بأنني سوف أهلك وكأنني أقترب من نوبة قلبية -لا قدر الله-، لأنني لم أعالج نفسي من هذا الشيء الذي لا أعرف سببه, أنا مقدمة على الحمل، وأخاف أن ينهك جسدي أكثر أثناء الحمل، وأرجو النصيحة من طبيب عضوي ونفسي، فقد أصبحت أخاف من الموت بشكل كبير، وأخاف أكثر عندما أسمع بوفاة أي شخص، وأسأل عن سبب وفاته، ومن أي مرض توفي، وأبحث في النت عن أعراض مرضه إن كانت تشبه ما أعانيه.
لقد تعبت جسديا وعضويا، حتى أحلامي أصبحت تفسر بالموت، خاصة بأنني رأيت عمي في المنام، وأخبرته بأنه سوف يموت في عام 2012، ورأيت عم والدتي أيضا وأخبرته بأنه سوف يموت عام 2013، وهم أصلا موتى، (وبالفعل ماتوا في السنوات المذكورة).
رغم أنني لا ألقي بالا للأحلام، إلا أنني تذكرت ذلك المنام عند معاناتي من هذه الأعراض، وشعرت بالخوف من أن يكون تفسيرها بالموت، فما رأي الشرع في هذه الأحلام؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أيتها -الفاضلة الكريمة-: أنت قمت بإجراء فحوصات طبية كثيرة ومتشعبة وكلها حقيقة ممتازة، وأثبتت بما لا يدع مجالا للشك أنك لا تعانين من علة عضوية، وأعتقد أن تشخيص حالتك -كما تفضلت- ربما يكون هو ما يعرف بالتعب المزمن، وهذه التشخيصات في حد ذاتها تشخيصات واهية، يعني أن معاييرها التشخيصية ليست دقيقة، وليست واضحة المعاني، وكثيرا ما يلجأ لها في حالة وجود أعراض إجهاد مزمن وآلام هنا وهناك، دون أن يوجد لها تفسير عضوي، والمهم في الأمر أنك لا تعانين من علة عضوية، وهذا في حد ذاته يجب أن يكون محفزا جدا بالنسبة لك.
قطعا أنت لديك قابلية لقلق المخاوف ذو الطابع الوسواسي، لأن حديثك عن الأحلام فيه الكثير من الوسوسة، وبهذه المناسبة نحن في إسلام ويب لا نفسر الأحلام، وكل الذي نقوله للناس هو: سلي الله خيرها واستعيذي بالله من شرها، ولا تحكيها أبدا، واتفلي ثلاثا على شقك الأيسر، وهذا يكفي تماما -أيتها الفاضلة الكريمة-.
بالنسبة لمخاوفك: يجب أن تقاوميها، ويجب أن تحقريها، وعليك أن تعيشي حياة صحية، والحياة الصحية تعني: أن يلتزم الإنسان بصلاته في وقتها، وأن يكون حريصا على الأذكار وعلى الدعاء وتلاوة القرآن والصلات الطيبة، وأن يكون إنسانا نافعا لنفسه ولغيره، وأنت قطعا لديك أشياء طيبة وجميلة في حياتك، يجب أن يساغ ويسير تفكيرك في هذا الاتجاه الإيجابي، ليتم التغاضي أو تساقط الفكر السلبي.
أيتها -الفاضلة الكريمة-: الرياضة يجب أن تلعب دورا أساسيا في حياتك، هذه الأعراض التي تحدثت عنها أعتقد أنها سوف تستجيب للممارسة الرياضة إذا طبقت ذلك حسب ما هو مطلوب، بمعنى: أن تبدئي بممارسة الرياضة بالتدرج، ابدئي بما هو بسيط، ثم ارفعي المعدل، حتى تصلي إلى الهدف الرياضي، وهو: أن تحسي بالأثر الإيجابي، وتصبحين تحسين بأنك أقل إجهادا مما مضى، وأن الخوف والقلق قد اختفى، وكذلك تحسن مزاجك، فالرياضة مفيدة جدا، وفوائدها قائمة على أسس علمية أكيدة، وأيضا تمارين الاسترخاء مفيدة جدا، فطبقي هذه التمارين، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015)، أوضحنا فيها بعض التفاصيل المفيدة والبسيطة عن تمارين الاسترخاء، ومن يلتزم بها -إن شاء الله تعالى- يجد فائدة كبيرة جدا.
تناول أحد مضادات المخاوف البسيطة مثل (سبرالكس Cipralex)، ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram)، قد يكون أمرا جيدا، لكن ما دام لديك مشروع حمل أعتقد لا داعي أن تتناولي أي من هذه الأدوية، وكوني إيجابية في تفكيرك وفي مشاعرك، وهذا -إن شاء الله تعالى- يؤدي إلى ارتياح نفسي كبير، وأنصحك مرة أخرى بالرياضة.
بارك الله فيك، وجزاك خيرا، وبالله التوفيق والسداد.