السؤال
السلام عليكم
أنا شاب بعمر 28 سنة، أصبت بالسكري منذ فترة قصيرة، أول ما ذهبت للاختصاصي وصف لي الدواء مباشرة، ولما ذهبت إلى طبيب عام سألني هل عندي حساسية وزكام دائم؟ وهل أخذت حقن الزكام؟ قلت: نعم أخذت حقنة بعد رمضان 2014م، وقبل رمضان 2015م بشهر ونصف.
أخذت دواء وصفه لي الطبيب أن أتناوله 4 أيام فقط، لكني تناولته على الأقل 8 مرات، ولم تكن عندي أعراض السكري إلا بعد العيد مباشرة، أي بعد تناولي للدواء فوق وصف الطبيب، الدواء باسم (بريدنيزولون ميلان)
أنا رياضي بطبعي وبعد العيد لم ينزل مستوى السكر عن 2.00، حتى مع الرياضة، وأحيانا بعد ممارسة الرياضة يرتفع إلى 4.00، مثل الآن مشيت 10 كلم، ولما قست وجدته 3.94.
أذهب إلى المسبح 3 مرات في الأسبوع، وأمارس رياضات مختلفة يومين آخرين، وأعمل حمية غذائية فلا سكريات لا عجائن.
أرجو أن تنصحني يا دكتور.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صلاح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حسب نتائج التحاليل الواردة في الاستشارة فإن أرقام السكر لديك (200 - 400 - 394) تعتبر أرقاما مرتفعة، وتدل على إصابتك بالداء السكري، ولا علاقة للعلاج الذي تناولته بإصابتك بالداء السكري، وإنما هذا العلاج يرفع سكر الدم لفترة محددة دون أن يسبب الإصابة بالداء السكري، والنصيحة حاليا هي الاستمرار بالعلاج والمتابعة مع طبيبك المعالج مع الحمية والرياضة.
إليك بعض المعلومات عن الداء السكري: الداء السكري هو من أكثر الأمراض شيوعا في العالم العربي.
إن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالسكري أو الذين لديهم بدانة هم أكثر عرضة للإصابة بالداء من غيرهم، وهؤلاء من الأفضل لديهم مراقبة سكر الدم، كل فترة ستة شهور للتأكد من عدم الإصابة.
الخلل الرئيسي في الداء السكري هو إما بنقص الانسولين وهو الهرمون المسئول عن حرق السكر في الدم أو بعدم استجابة الجسم لهذا الهرمون.
أنواع الداء السكري نمط واحد، ويسمى أيضا السكري الشبابي، ويحدث عادة قبل سن الأربعين، وفي هذه الحالة يكون الخلل في إفراز الانسولين في الجسم.
هذا يترافق عادة مع أعراض شديدة من زيادة سكر الدم، وقد يسبب ما يسمى (بالاحمضاض الكيتوني)، حيث يرتفع سكر الدم لأرقام عالية، وبصورة مفاجئة!
هذا النوع من السكري يعالج فقط بالانسولين، دون البدء بالعلاج بالأدوية الفموية.
الداء السكري نمط اثنين، وهذا النوع عادة يصيب كبار السن، ويظهر خاصة عند البدينين، وفي هذه الحالة بكون هناك خلل في استجابة الجسم للانسولين، أو نقص في إفراز الانسولين من البنكرياس.
علاج هذه الحالة يكون بالاعتماد على الحمية بالدرجة الأولى، والعلاج بالأدوية الفموية بداية، ومن ثم الانتقال للعلاج بالانسولين.
أهم أعراض الداء السكري:
زيادة العطش، وتكرر التبول، ونقص الوزن غير المبرر، وتشوش الرؤية، وزيادة الشعور بالجوع.
كما ذكرنا في حالة الداء السكري النمط الأول حدوث حالات (الاحمضاض الكيتوني) والتي تؤدي للتعب العام وتسرع التنفس.
تغير رائحة الفم والنفس، وهي عادة حالة إسعافية وتحتاج للعلاج في المستشفى.
تشخيص الداء السكري، ويكون بتحليل سكر الدم، أما بعد صيام 6 ساعات، فإن كان عيار السكر أكثر من 120 ملغ / 100 ملليتر فهذا يثبت التشخيص بالإصابة بالسكر أو بعد وجبة الطعام بساعتين، فإن كان عيار السكر أكثر من 180 - 200 ملغ / ملليتر فهذا أيضا يثبت التشخيص.
أهم النصائح في الداء السكري: هي بمحاولة ضبط الحمية، وتعتمد الحمية في الداء السكري على عدة مبادئ، ومنها أن يكون تغيير الحمية تدريجيا، وأن يكون دائما أي أن اتباع الحمية بمثابة تغيير نمط الحياة.
إذ يعتاد المصاب بالداء السكري، وبصورة تدريجية على نمط معين من الوجبات، ومن الأطعمة، ويكون ذلك طيلة حياته.
ذلك بتخفيف حجم وجبة الطعام، وأن يعتمد على ثلاث وجبات رئيسية، وبينها وجبتان أو ثلاث خفيفة.
من أساسيات الحمية في الداء السكري الاعتماد على الأغذية الغنية بالألياف، كالنخالة والشعير والأرز البني والعدس وخبز البر، وكذلك الإكثار من الخضراوات النيئة والمطبوخة، وكذلك الفواكه الطازجة، وبنسبة محددة للفواكه.
كذلك تناول الأطعمة قليلة الدسم، واستبدال اللحوم الحمراء (لحم البقر أو الخراف) باللحوم البيضاء (السمك والدجاج)، مع إزالة جلد الدجاج عند الطبخ، وإن كان لا بد من اللحوم الحمراء فالأفضل أن تكون الكمية قليلة وخالية من الدهون.
الاعتماد في الطبخ على الطعام المسلوق، وثم المشوي أكثر من المقلي، وكذلك اختيار الحليب ومشتقاته من النوع قليل الدسم، والتخفيف من استعمال السكر، وذلك بالتدريج وكذلك الحلويات.
التخفيف من الطعام المالح لما له من أضرار جانبية، وكذلك ينصح بالاستمرار على ممارسة التمارين الرياضية، وخاصة رياضة المشي؛ إذ تساعد على تخفيف الوزن والمحافظة على الجسم بصحة جيدة وسليمة، بإذن الله.