السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ما هي علامات رضا الله عز وجل عن العبد الفقير؟
وجزاكم الله خير الجزاء.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ما هي علامات رضا الله عز وجل عن العبد الفقير؟
وجزاكم الله خير الجزاء.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا وإياك من عباده الصالحين، ومن أوليائه المقربين، وأن يعيننا جميعا على ذكره وشكره وحسن عبادته، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك من سؤالك عن علامات رضا الله تبارك وتعالى عن العبد؟ أحب أن أقول لك - أخي الكريم الفاضل -: إن منزلة الرضا من المنازل العظيمة، ولذلك قال الله تبارك وتعالى: {رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه} فرضا الله تبارك وتعالى عن العبد أمر في غاية الدقة والنفاسة؛ لأنه ليس بالأمر السهل، قد يظل العبد سنينا طويلة وهو يعبد الله تبارك وتعالى، ولم يرض عنه الله تبارك وتعالى، وقد يكون الإنسان حديث عهد بالالتزام، ولكنه يكون على قدر كبير من الصدق فيتفضل الملك سبحانه وتعالى عليه بأن يرضى عنه وأن يقبله.
وهناك حقيقة علامات نص عليها بعض أهل العلم فيما يتعلق بعلامات رضا الله تبارك وتعالى عن العبد، أول شيء من العلامات: التوفيق إلى زيادة الخير، كما قال الله تبارك وتعالى: {ويزيد الله الذين اهتدوا هدى}، وقال أيضا: {والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم}، فمن العلامات: التوفيق إلى زيادة أعمال البر وأعمال الخير، إن وجدت نفسك تعان على الطاعة فاعلم أن هذه من علامات محبة الله لك.
الأمر الثاني: التوفيق إلى التوبة النصوح، أي أن الله يوفق عبده أن يتوب إليه توبة نصوحا حتى يكون أهلا لدخول الجنة، كما قال الله تبارك وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار}، فإذا أيضا التوفيق إلى التوبة النصوح الماحية للذنوب والمعاصي من علامات محبة الله للعبد ورضاه عنه.
كذلك أيضا: حفظ الله لعبده من الوقوع في المعاصي، فإن الله تبارك وتعالى يحول بين العبد وبين المعصية، كما قال جل وعلا: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه}، فالإنسان قد يجتهد، وقد يخطط أن يرتكب بعض المعاصي، ولكن الله يصرفه بسبب أو بآخر، حتى إنه ليتعجب ما الذي حال بيني وبين ما أريد، فيجد أن الله الملك سبحانه وتعالى لحبه له حفظه من أن يقع في المعصية، فتتعطل السيارة أحيانا، أو تحدث مشكلة في الطريق تحول بين الإنسان وبين الذهاب إلى المعصية، كأن يتصل عليه شخص كبير من الشخصيات التي لا يستطيع أن يردها حتى تتحول نيته ووجهته، كل هذا من علامات محبة الله تعالى لعبده ورضاه عنه.
وأخيرا: يجعل الله لعبده محبة في قلوب عباده الصالحين، والنبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا، وهذا الكلام موجود في حديث رب العظمة والجلال أنه (إذا أحب عبدا نادى جبريل إني أحب عبدا فلانا فأحبوه) إلى غير ذلك، فعندما يكون العبد مستقيما على منهج الله تعالى، وقد رضي الله تبارك وتعالى عنه يضع له المحبة في قلوب الخلائق، ولذلك تجد أن الناس يحبونه وإن كانوا لا يعرفونه، والسبب وراء ذلك إنما هو الأعمال الطيبة التي يقوم بها، أو الأعمال الصالحة التي أداها، أو أعمال البر التي قام بتنفيذها.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا جميعا لطاعته ورضاه، إنه جواد كريم، وأن يرزقنا وإياك مقام الرضا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
هذا والله ولي التوفيق.