السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 33 سنة، عزباء، كانت الدورة الشهرية منتظمة إلى أن جاء موسم الحج، عزمت أن أحج، وموعد الدورة تصادف أيام الحج، فوصف لي الطبيب حبوب بريمولوت حبتين في اليوم، وبعد الرجوع من الحج توقفت عن الحبوب، وبعد ثلاثة أيام نزلت الدورة، لكن الدم كان غزيرا، وفيه قطع متجلطة، واستمر ولم ينقطع إلى آخر الشهر، علما أن مدة الدورة عندي سبعة أيام.
وبدأت معاناتي مع الدورة، فهي قبل نزولها بثلاثة أيام أرى الدم استحاضة خفيفة، وإذا نزلت تنزل بغزارة، ولا تتوقف إلا قبل يومين من موعد الدورة التالية، ثم استحاضة، وهكذا، ذهبت إلى الطبيب فأخبرني أنها ستنتظم لوحدها، لكن مرت سنتين على هذه الحالة.
ذهبت إلى الطبيب مرة أخرى، وصف لي دواء بريمولوت حبتين في اليوم الخامس من الدورة، كل 12 ساعة إلى 21 يوما، ثم أتوقف، ولمدة ثلاثة أشهر، أخذت الدواء بانتظام كما وصف الطبيب، لكن مع أول استخدام حصلت لي استحاضة، واستمرت حتى توقفت عن أخذ الدواء، ثم نزلت في اليوم الثالث من التوقف عن الدواء، لكن توقفت في اليوم الثالث للدورة، ورجعت في اليوم الرابع متوسطة.
أخذت بريمولت في اليوم الخامس كما قال الطبيب، لكن لم تتوقف، بل صارت من استحاضة خفيفة إلى متوسطة، وإلى الآن لم تتوقف، وصار لي عشرة أيام، وما زال النزيف مستمرا وبغزارة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأخت الفاضلة: تصادف تناولك لحبوب بريمولوت مع بداية التكيسات على المبايض، مما أدى إلى ظهور تلك المشاكل، والأصل أن حبوب تأخير الدورة تؤدي إلى زيادة نزول الدم عند التوقف عنها، ولكن فقط في نفس الشهر الذي تم تناول فيه تلك الحبوب، ثم تعود إلى الانتظام مرة أخرى.
وغزارة الدورة أو (polymenorrhagia) تعني نزول الدورة الشهرية لأكثر من 7 أيام، وكميات دم أكثر من المعتاد، مع نزول الدم متجلطا مثل كتل اللحم، ويحدث ذلك بسبب الوزن الزائد، وما يسببه من زيادة مقاومة الخلايا لهرمون الأنسولين وارتفاع هرمون الذكورة وارتفاع هرمون الحليب، مما يؤدي إلى الخلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن حدوث الدورة الشهرية، ويصبح هرمون الإستروجين هو المسيطر على الدورة الشهرية، وبالتالي لا يتم بناء بطانة الرحم جيدا، وتزيد سماكتها على حساب تكون الأنسجة الطبيعية للبطانة، وبالتالي تنزل الدورة الشهرية غزيرة أحيانا، وتطول مدة نزولها، أو يحدث تنقيط أو نزول إفرازات بنية، حسب حالة الخلل الحادث.
ومن بين الأسباب التي تؤدي إلى غزارة الطمث، وجود التكيس على المبايض (PCOS ) بسبب الوزن الزائد والسمنة، كذلك فإن زيادة نشاط الغدة الدرقية أو الكسل في نشاطها، يؤدي إلى تلك الأعراض، ولذلك يجب فحص صورة دم CBC وفحص هرمونات الغدة الدرقية TSH-- FreeT4 وفحص هرمون الحليب وفحص فيتامين د، وعمل سونار على الرحم والمبايض، وأخذ العلاج المناسب حسب التحليل والأشعة.
ولإعادة تنظيم الدورة وعلاج الأكياس الوظيفية ووقف التكيس ولإعادة بناء بطانة الرحم، يجب الصبر قليلا، وتناول حبوب منع الحمل (الهرمونات)، وهي تناسب الفتيات غير المتزوجات مثل كليمن أو ياسمين، لعدة شهور، شريط كامل21 يوما، والتوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، ثم الشريط الذي يليه، ثم تناول حبوب دوفاستون وهي هرمون بروجيستيرون صناعي وجرعتها 10 مج، تؤخذ قرصا واحدا مرتين في اليوم، من اليوم 16 من بداية الدورة حتى اليوم 26 من بدايتها، وذلك لعدة شهور أخرى، حتى تنتظم الدورة الشهرية.
والأهم من الحبوب هو علاج السبب من خلال السيطرة على الوزن، وذلك عن طريق حمية غذائية جيدة، من خلال تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية القليلة، خصوصا الحبوب مثل الشوفان والقمح والفول بدون الزيت، والتونة بالماء، والمشوي من الدجاج والأسماك واللحوم الحمراء، وهذه الأطعمة تعطي الإحساس بالشبع، بخلاف الحلويات و السكريات والعصائر التي لا يمكن الشعور بالشبع عند تناولها، مع الإكثار من السلطات والأعشاب الخضراء والخضروات المطبوخة، ومن خلال ممارسة الرياضة خصوصا المشي؛ لأن السمنة والوزن الزائد تعتبر السبب الرئيسي في هذا الخلل وعدم انتظام الدورة الشهرية، ويمكنك محاولة تناول حبوب جلوكوفاج 500 قرصا واحدا بعد الأكل؛ لتنظيم عمل هرمون الإنسولين، والمساعدة في علاج التكيس، للمساعدة في الحمية ولتنظيم الدورة الشهرية.
مع الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع تناول أعشاب البردقوش والمرمية وهناك أيضا حليب الصويا أو كبسولات فيتو صويا، ولكل ذلك بعض الخصائص الهرمونية التي تساعد في علاج التكيس وتحسين التبويض، ومن الأدوية التى تناسب علاج غزارة الدورة الشهرية أيضا وتكرار النزيف هو Ormeloxifene 30 mg، يؤخذ مرتين أسبوعيا لمدة شهرين، ثم مرة واحدة أسبوعيا لمدة 4 شهور.
حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.