السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي هو: أنا شاب بعمر 27 سنة، أعاني من تساقط شعري، منذ سنتين تقريبا كان شعري كثيفا وناعما، ولم أكن أهتم به كثيرا، وقبل أن يتساقط كنت أستخدم حبوب الزنك سترس تاب لمدة أربع سنوات، فأصبح بعض شعري قويا جدا مثل الخيط في ملمسه فخفت وتوقفت عن استخدام الحبوب، وبعد فترة ارتكبت خطأ، وهو أني نتفت بعض الشعر الذي أصبح ملمسه مثل الخيط، وأصبح لدي فراغات صغيرة، ولم ينبت فيها الشعر.
أنا لست مهتما بأمر الفراغ؛ لأنه صغير، لكن بعد فترة قصيرة أصبح لدي قشرة دهنية وتساقط بشكل كبير، وإذا لمست شعري يتساقط، أيضا ذهبت للطبيب وأعطاني شامبو، وأعطاني بخاخ هيرجرو تركيز 5، ووصف لي حبوب الزنك نفسها سترس تاب، وذهبت القشرة -الحمد لله- لكن ما زال التساقط بشكل كبير، وقمت بتحليل الغدة الدرقية، وكانت 1.28 قال الطبيب إنها جيدة، وقمت بتحليل الانيميا، وقال لي: تحليلك جيد، وليس لديك فقر دم.
علما بأنه لدي ضغط دم مرتفع، ولم يخبرني الطبيب ما سبب التساقط؟
هل هذا تساقط وراثي أم السبب هرموني؟ وإذا كان هرمونيا ما هو العلاج؟ حيث إنه يتساقط كثيرا خاصة إذا وضعت يدي على شعري، أو عند الاستحمام حتى إني أصبحت لا أستخدم المشط أقوم بتسريح شعري بيدي، ومع ذلك أجد بيدي الكثير من الشعر المتساقط، ما هي نصيحتكم لي هل أقوم بفحص الهرمونات؟
لدي بخاخان هيرجرو وافوجين بتركيز 5 أيهما أفضل؟ وهل أستطيع استخدامهما معا هيرجرو صباحا، وافوجين مساء؟
هل سينمو الشعر الذي نتفته والمتساقط مع استخدام البخاخ؟ فشعري أصبح خفيفا من أعلى الرأس، وما هي أفضل المكملات أو الفيتامينات المغذية للشعر؟ وهل تنصحوني باستخدام زيت الزيتون قبل النوم؟ وما رأيكم في زيت روتاج وزيت اللوز الحلو؟
وفقكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بالنسبة لمشكلة تساقط الشعر المذكورة والمستمرة قرابة العامين كما ذكرت، فيجب التأكد من توافر العوامل المثالية التي تجعل الشعر ينمو في أفضل صورة بالنسبة لكل شخص، والتأكد من عدم إصابتك بأي مشكلات صحية، أو أمراض تؤثر على نمو الشعر بشكل مثالي مثل الأمراض المزمنة، وأمراض الغدة الدرقية، الحميات الغذائية الغير صحية، ونقص تناول البروتين في الوجبات، نقص الحديد، أو نقص عدد كرات الدم الحمراء، والأنيميا، تناول بعض الأدوية، التوتر والقلق وغيرها من الأمور الأخرى، ومن الجيد أنك قمت بعمل بعض الفحوصات، وكانت سليمة، ولكن يجب تقييم الأسباب الأخرى المذكورة، ويجب الاهتمام بصحتك العامة، وتقييم مشكلة ارتفاع ضغط الدم وعلاجها.
أنصح بأخذ التاريخ المرضي بواسطة طبيب متخصص, وتوقيع الكشف الطبي على الشعر, وطلب بعض الفحوصات المتعلقة بالأسباب الأخرى لتساقط الشعر, وتدارك وعلاج أي مشكلات أو أمراض إن وجدت -لا قدر الله-.
النوع المذكور سابقا هو نوع من تساقط الشعر يسمى الـTelogen Effluvium، وهو النوع الذي يوجد به تساقط ملحوظ للشعر بشكل يومي, ويختلف عن الصلع الوراثي, وعلاج النوع الأول يكون بعلاج أو تجنب الأسباب التي أدت إلى حدوث التساقط, بالإضافة إلى استعمال بعض محفزات نمو الشعر, أو الفيتامينات, والمكملات الغذائية لفترة زمنية محددة؛ للمساعدة في عودة الأمور إلى سابق عهدها.
أما بالنسبة للصلع الوراثي فعادة لا يكون مصحوبا بتساقط ملحوظ في الشعر, وإنما يكون مصحوبا بحدوث فراغات في فروة الرأس, بالإضافة إلى صغر أو ضمور في الشعر في هذه الأماكن, ويمكن التعرف على ذلك من خلال فحص الشعر إكلينيكيا بواسطة الطبيب، أو باستخدام بعض الأجهزة المساعدة، مثل الـ Dermoscope، ويمكنك مراجعة الطبيب للتأكد من التشخيص، وبدء العلاج المناسب مبكرا إذا كان هناك أي مظاهر للصلع الوراثي، وفي حالتك أتصور أنك تعاني من كلا النوعين من التساقط، ويجب العلاج مبكرا، كما ذكرتك للحصول على أفضل النتائج الممكنة، والصلع الوراثي المتعارف عليه له علاقة بتأثير هرمونات الذكورة على بويصلات الشعر، ولا يوجد هناك في أغلب الحالات خلل هرموني مصاحب فلا تقلق.
العلاج الأمثل للصلع الوراثي هو مستحضر المينوكسيديل بالجرعة السليمة، ولفترات طويلة، وحتى لا تعود الأمور إلى ما كانت عليه سريعا بعد التوقف عن العلاج، يجب استخدامه بالجرعة الكاملة لمدة سنة كاملة، ويمكنك استخدام التركيز المخصص للرجال 5%، ولا مانع من استعمال أي من النوعين المذكورين، أو استعمال النوع الأصلي، و الاستعمال يكون بمعدل 6 بخات مرتين يوميا على فروة الرأس، وهي جافة، وتأكد من تلامس المستحضر مع فروة الرأس حتى لا يضيع على الشعر، وذلك هو العلاج الموضعي الذي ذكرته في سؤالك، على أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي لإعطائك كل المعلومات الوافية عن المستحضر، والمحاذير المتعلقة باستخدامه، والآثار الجانبية، ومتابعة حالتك.
توجد مركبات ومستحضرات حديثة أخرى وطرق علاجية جديدة يمكن مناقشتها مع الطبيب المعالج بعد تشخيص الحالة بدقة، وإذا اتبعت التعليمات والعلاج المذكور –إن شاء الله- سوف تتحسن الأمور، وبالأخص إذا كانت المشكلة في بدايتها.
المعلومات التالية ستكون مفيدة في كيفية العناية بالشعر حتى تجعله ينمو في أفضل صورة، وبشكل مثالي بالنسبة لطبيعة شعرك:
• الاهتمام بالتغذية الصحية (لا بد أن تحتوي على كمية مناسبة من البروتينات الحيوانية، والفيتامينات والمعادن) وشرب كمية كافية من الماء يوميا.
• الاهتمام بالصحة العامة وممارسة الرياضة لتنشيط الدورة الدموية لفروة الرأس، وتجنب التوتر والقلق، وأخذ قسط كاف من النوم يوميا.
• غسيل الشعر باستخدام الشامبوهات، وتجنب استعمال الصابون بأنواعه على أن يكون بالتباعد لكي يبقي الشعر نظيفا، وعادة ما يكون ذلك بمعدل من مرتين إلى ثلاث في الأسبوع، وتجنب استعمال الماء الساخن.
• يجب استخدام منعم الشعر Conditioner مع غسيل الشعر باستمرار؛ لأنه بمثابة المرطب للشعر، يمكن استخدام الشامبوهات العادية المتداولة والبلسم الخاص بكل نوع، واختاري النوع الأنسب لك، الذي يجعل الشعر أسهل في التعامل، والتصفيف بعد الاستحمام، وقد يساهم ذلك في علاج أو التخفيف من مشكلتك.
• يفضل تجفيف الشعر برقة بالفوطة، ويفضل أن يتم تسليك التشابك بالأصابع، ثم بداية التسليك باستخدام مشط متباعد السنون من أسفل إلى أعلى، ثم استخدام الفرشاة في النهاية.
• لا تضع أي مستحضرات يوجد بها كحول مثل: الجل والموس وسبراي الشعر على الشعر عند تصفيفه.
• تجنب فرد الشعر بالكريمات الكيميائية، أو بالتسخين وكذلك تغيير اللون بالصبغات باستمرار، وبالأخص التي تحتوي على الأمونيا.
لا مانع من استعمال الزيوت النقية معلومة المصدر، والمصرح لها بالتداول، ولكنها تستعمل في الأساس لترطيب الشعر، وفروة الرأس، وليس لها قيمة حقيقية علاجية.
وفقكم الله وحفظكم من كل سوء.