ماذا أفعل، وقد تفاجأت بصعوبة الحياة بعد الأماني الكاذبة؟

0 278

السؤال

السلام عليكم
سأشرح لكم حالتي باختصار، وأرجو أن تفيدوني بنصائح وتوجيهات.

عشت حياتي منذ الصغر وأنا أظن أنني عندما أكبر في السن ستكون حياتي ممتازة، وسأكون رجل أعمال وشخصا ناجحا ومهما، لكنني أدركت عندما كبرت بأن الحياة ليست بالتمني فقط.

المشكلة أنني أشعر دائما بالتعاسة وبعدم الرضى عن نفسي، وأشعر بالذبول والانهزامية؛ لأنني لست على الصورة التي كنت أريد أن أكون عليها دائما منذ الصغر، ولأنني عاجز تماما على الارتقاء بنفسي وبحياتي، وقد بحثت وفكرت كثيرا وما زلت حائرا في أمري.

أعيش في إحباط مزمن بسبب ذلك، علما أنني عملت في مهن غير راقية ولا زلت، حاملا برأسي فكرة أنني سأنفجر، وأتغير لأصبح كما أريد، لكن تمر الأيام والأعوام هكذا بدون شيء جديد، حاملا معي تلك المشاعر الضعيفة.

دلوني ماذا أفعل لكي أرتقي بنفسي، وأصبح في الصورة التي تجعلني سعيدا من داخلي؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ غازي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ابننا الكريم في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.

الحياة أمل، والأمل يتحقق بعد توفيق الله بالعمل، وبين يدي الله يجزي كل امرئ بما فعل، وكم هو جميل أن يكون للإنسان هدف كبير، وطموح عال، فقد تطلع عمر بن عبد العزيز إلى الزواج من فاطمة بنت عبد الملك، فتزوجها، ثم تطلع إلى الإمارة فنالها، ثم تطلع إلى الخلافة فوصلها، ثم اشتاقت نفسه التواقة إلى المعالي إلى الجنة، ونرجو أن يكون قد نالها، وهو الذي خرج من الدنيا وهو يردد قول الله تعالى: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين).

فانهض بنفسك متوكلا على الله، واخرج من إحباطات النفس، وتذكر أن هم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله.

وأرجو أن تعلم أن كثيرا ممن وصلوا إلى القمة كانت بداياتهم في مهن ممتهنة، مع أنه في الحقوق لا توجد مهنة ممتهنة ما دامت حلالا، ونبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده، ولا شك أن بقاء الفكرة الكبيرة مطلوب، والعمل من أجل الوصول إليها مطلوب، وعلى الإنسان أن يفعل الأسباب، ثم يوقن أن التوفيق من الكريم الوهاب.

وهذه وصيتنا لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وندعوك إلى أن تستقبل الحياة بأمل جديد، وبثقة في الله المجيد، وقد سعدنا بتواصلك، وننصحك برسم أهدافك، ووضع الخطط المناسبة والملائمة لقدراتك وملكاتك، وشجع نفسك مع كل نجاح يتحقق، وإن كان قليلا، وتفاءل بالخير تجده.

نسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يبعث في نفسك الهمة العالية، وأن يعلي درجتك.

مواد ذات صلة

الاستشارات