دمعتي سريعة النزول، كيف أغير من هذه الخصلة؟

0 171

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو إرشادي أسعدكم الله

أنا فتاة سريعة الدمعة جدا، عطوفة ويبكيني أي شيء محزن أو قصة محزنة، أبكي من منظر الفقراء والمساكين عطفا على حالهم، ودمعتي سريعة النزول جدا في السراء والضراء رغم رضاي بقدر الله، فكيف أغير نفسي؟

جزاكم الله خيرا ووفقكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ wejdan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا، والكتابة إلينا بما في نفسك.

ومن قال لك: إن التأثر والدموع إنما هي علامة سلبية على الضعف والانكسار؟!

تمنيت أننا جميعا نحن البشر مثلك في الحساسية والتأثر وسهولة العبرات بمنظر المسكين الذي يعاني الظلم والحاجة.

من الواضح أنك حساسة، وليس هذا بالشيء المعيب، بل على العكس هو يدل على رهافة الأحاسيس، وأن عقلك وضميرك ما زال حيا يتفاعل مع المنظر المؤلم والكلمات المؤثرة، والمواقف المثيرة.

كم هي مشاهد آلام الناس وفي عدد من البلاد، ومنها سورية على سبيل المثال، والتي نراها على شاشات التلفاز صباح مساء، إلا أن المشاعر تبلدت، فلم تعد تتفاعل أو تذرف الدموع؟! فأرجوك لا تعملي على تغيير طبيعتك هذه، واحمدي الله على أن قلبك ما زال حيا يتفاعل ويتأثر، ولكن في ذات الوقت لا شك أن كل شيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده، فطالما بقي الموضوع تحت السيطرة النسبية، فالأمر بخير.

أقدر أنك الآن في سن الشباب من العمر، فاطمئني لأن تجارب السنين ستعلمك كيف لا تتفاعلين ولا تتأثرين بهذه الدرجة التي أنت عليها الآن، وأنا أعتقد أنها ما هي إلا سنة أو سنتين حتى يتغير حالك إلى الشيء الذي تريدينه، فصبرا، وفي هذه المدة المتبقية، استمتعي بهذه الحساسية وهذا التأثر، والذي هو أصلا من خصائص الشباب، ولذلك قامت حركات التغيير على أكتافهم!

وفقك الله، وأراح بالك وعواطفك.

مواد ذات صلة

الاستشارات