السؤال
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تختفي الكتلة الدودية في كيس الصفن بعد عملية الدوالي؟
أود أن أشكر سيادتكم كل الشكر والتقدير لما تبذلونه من جهد في هذا الصرح العظيم، جعله الله في ميزان حسناتكم، وجزاكم خير الجزاء.
لي سؤال أود أن أطرحه على سيادتكم: أعاني من دوالي الخصية اليسرى، وهي ذات حجم كبير، حيث يمكن ملاحظتها بوضوح بمجرد النظر، وعند تحسسها كأنها كيس كبير من الديدان، وبعد مراجعة الطبيب، وعمل تحليل للسائل المنوي؛ قررت إجراء العملية، حيث شرح لي أنها تكون أسفل البطن، حيث يقوم بشد عدة أوردة؛ لمنع تدفق الدم، والحمد لله أجريت العملية، وقال لي: إنها ناجحة.
بعد مرور 12 يوما هذه الأوردة أو الديدان لا زالت موجودة في كيس الصفن، ولم تختف.
بصراحة: أنا مقبل على الزواج، وهي تسبب لي الإحراج ومشكلة نفسية؛ كلما نظرت إليها، فهل تذهب هذه الأوردة بعد مرور عدة أشهر أم تبقى كما هي؟ وهل يعود كيس الصفن إلى حجمه المشابه في الجهة اليمنى؛ لأنه ينزل بين الفخذين بسبب هذه التكتلات، ويسبب الإزعاج؟
وتفضلوا بقبول فائق الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أوسم حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن دوالي الخصية: هي عبارة عن أوردة متوسعة متعرجة في الظفيرة الخصوية داخل كيس الصفن، وتتوسع هذه الأوردة؛ نتيجة ضعف في دسامات الأوردة, حيث تعجز هذه الدسامات في المحافظة على سريان اتجاه الدم في اتجاه واحد من الأسفل إلى الأعلى، وبالتالي تتوسع هذه الأوردة تدريجيا، ويزداد طولها، وتصبح متعرجة وملتوية، ومن العوامل المؤهلة هي الوقوف الطويل.
والدوالي تمثل السبب الأكثر قابلية للإصلاح الجراحي لحالات الخصوبة عند الرجال, وتعتبر الدوالي مرض البلوغ, وتشاهد أكثر في الجهة اليسرى, وتصنف الدوالي حسب شدتها إلى ثلاث درجات:
متقدمة: وتكون واضحة بالنظر، عبارة عن عروق دموية ممتلئة بالدم ومنتفخة في كيس الصفن، وتزداد عند الوقوف.
درجة متوسطة: غير واضحة بالنظر، ولكن يمكن جسها باليد.
درجة خفيفة: لا يمكن جسها إلا أثناء الكبس.
وبشكل عام، الدوالي لا يمكن أن تتراجع عفويا, وحجر الزاوية في تشخيص دوالي الحبل المنوي يعتمد على الفحص السريري الدقيق، وإجراء إيكو دوبلر للخصيتين، ومما يستدعي العمل الجراحي هو ترافق الدوالي مع ضمور الخصية, وتأثير الدوالي على صفات السائل المنوي من نقص في عدد النطاف، ونقص بالحركة، مع ارتفاع نسبة الأشكال المشوهة للنطاف, وترافق الدوالي مع الألم المزعج والمتكرر.
والعمل الجراحي هو ربط هذه الأوردة، ويتم عن طريق المنظار أو الفتح الجراحي، أو بواسطة الحقن، أو التصليب عن طريق الأشعة.
أخي الكريم، إن العمل الجراحي لدوالي الخصية يتم فيه ربط عدة أوردة خصوية، وذلك من أجل إبعاد التأثير السلبي للدوالي على الخصية (ركودة الدم، ورجوعه بالاتجاه العكسي).
الحمد لله على سلامتك بعد إجراء العمل الجراحي لدوالي الخصية, ولا داعي للقلق مما تحسه من بقايا الأوردة داخل كيس الصفن، وهذا –غالبا- طبيعي, ولا زال الوقت مبكرا بعد أسبوعين من العمل الجراحي, وعادة ما تعود الخصية وكيس الصفن إلى ملمسهما ووضعهما الطبيعي بعد فترة من الوقت.
شفاك الله وعافاك.