السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
إخواني أنا طالب صيدلة، سأدخل السنة الرابعة، مشكلتي أني لا أدرس، علما أني كنت أيام الثانوية العامة أدرس 7-8 ساعات، وأيام العطلة كنت أكمل 12 ساعة، لكن لما دخلت الجامعة انقلب الوضع تماما، صرت أكمل الورقة بيوم كامل، ومعظم امتحاناتي أدخل وأنا لا أعرف ما هي المادة.
حاولت كثيرا أن أغير من حالتي، ونجحت قبل فصلين، لكن قدمت مجموعة امتحانات صعبة جدا، وما حققت الدرجة التي أريد، ومن وقتها وأنا في "اللامبالاة" شعور أساسي بالنسبة لدراستي، وأصبح الدخول على أي امتحان من غير دراسة شيء عادي.
أول سنتين لم أكن أحس بهذا الشيء؛ لأن المواد كانت بسيطة، لكن لما تقدمت بالمواد بدأت مشكلتي تكبر وتكبر.
يا إخوان: أنا من داخلي أريد أن أتغير، وأعرف أنه لا بد أن أتغير، لكن نفسيا أنا أفقد الأمل، وأنا أتحمل جزءا كبيرا من الخطأ، لكن أنا بحاجة لإرشاد من وجوه الخير.
فهل من مساعدة أو نصيحة؟ وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، نتمنى لك دوام الصحة والعافية.
أخي الكريم: الطالب عليه أن يقيس نجاحه بقدراته واجتهاداته، والوقت الذي بذله في المذاكرة؛ حتى يكون راضيا عن نتيجته، وبما قسمه الله له، وليس عيبا أن تتدنى درجاته أو يفشل مرة ومرتين، بل العيب أن يستسلم لهذا الفشل، ولا يقوم باكتشاف الأسباب، ومحاولة علاجها، فالكثير من العلماء فشل عدة مرات، ولكنهم في النهاية حققوا ما يريدون.
ولتكن نظرتك للامتحان بأنه وسيلة تقييمية للطالب، وليست غاية، إنما الغاية هي تعلم العلم، فأنت بالتأكيد لديك قدرات عقلية ممتازة، بدليل أنك تفوقت وأحرزت في الثانوية مجموعا أهلك لدخول كلية الصيدلة.
فإحرازك لمعدل منخفض في الجامعة لا يعني أنك أقل الناس، فبعض الطلاب بدأ حياته الجامعية بتقديرات منخفضة، ولكنه تخرج بتقديرات جيدة، فالفرصة ما زالت موجودة، ويمكن اغتنامها، والمعروف أن نظام الجامعة وامتحاناتها تختلف عن الثانوية، لذلك لا بد للطالب أن يواكب ويتخذ أساليب جديدة لعملية الاستذكار، فالطريق الصحيح هو أن يستفيد الشخص من تجارب الماضي في صناعة المستقبل، ويكون طموحه على قدر إمكانياته.
وبما أنك تملك المقومات الأساسية للنجاح؛ تحتاج فقط لتنظيم الوقت، وزيادة الدافعية للمذاكرة، فنقول لك: القلق المحمود هو الذي يعمل كمحفز ودافع للإنجاز، والآداء الجيد، أما عدمه أو اللامبالاة فتعمل كمثبط للآداء الجيد، لذلك حاول ضبط درجة القلق في الحدود المعقولة، بعدم تهويل الأمور وإعطائها حجما أكبر من حجمها، أو إهمال الأمر مطلقا، وعدم الاهتمام به، وتذكر دائما أن التوفيق بيد الله، وعليك أن تعمل بالأسباب.
وفقك الله تعالى وسدد خطاك.