السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر (21) سنة، أحمد الله على ما تفضل به علينا من نعم عظيمة.
منذ سبعة أشهر مرضت بشكل مفاجئ، وأصبت بحالة من الخوف والهلع الشديد، كنت أشعر بأنني سوف أموت من شدة الخوف، وبعد مراجعتي لعدة مستشفيات اتفقوا جميعهم بأنني أعاني من ارتجاع المعدة، والتهاب المريء، وأعاني من فرط الغدة الدرقية، ونقص فيتامين (د) جربت العديد من الأدوية لكن دون جدوى -والحمد لله- أنا الآن لا أستخدم أي دواء، وقد ارتفعت نسبة فيتامين (د) إلى (14)، وتحسنت -بفضل الله-.
أولا: أعاني من الخوف والقلق الشديد من أي شيء، ولا أستطيع النوم، فكلما وضعت رأسي على الوسادة أتذكر الموت وفراق أمي وأبي، ولا أستطيع النوم، وعندما لا أفكر في شيء أشعر بالضيق الشديد في صدري، ولا أستطيع أن أملأ رئتي بالهواء، وأشعر بالخفقان والوخز في قلبي وصدري من الجانب الأيمن، وفي بعض الأحيان من الجانب الأيسر، علما أنني أعاني من هذه الأعراض بشكل كبير، وأعانيها عندما أهم للوقوف وعند قيامي بأي حركة بسيطة، أتقلب كثيرا وأحاول أن أتناسى لكن دون فائدة، أمضي سبع ساعات وأنا أحاول أن أخلد للنوم، أشعر بثقل في صدري عند حمل أي شيء حتى لو كان كوبا.
ثانيا: لا أجد السعادة ولا أشعر فيها، كنت أصلي الوتر بشكل دائم وأحافظ عليها، وعلى الدعاء في تلك الأوقات، وعلى الأذكار، وقراءة ورد من القرآن يوميا، كنت أحسن التعامل مع أمي وأبي، لكنني اليوم صرت لا أحافظ على الوتر، وأصبحت أخاف من الحرم، حتى صلاتي لا أعلم ماذا أقول فيها، وأخاف عند سماع القرآن، وأشعر بكسل فظيع ورغبة قوية في البقاء صامته، وحينما أتكلم مع أي أحد أغضب أو أبكي، أصبحت أرفع صوتي على والداي، ولا أطيق التحدث مع أحد، لا أعلم ماذا أصابني.
لا أحب حالتي هذه، ولست راضية عنها، أشعر بالكسل والاكتئاب من القيام بأي عمل، لم أعد أرتب غرفتي، ولم أعد أهتم بصحة أمي وأبي، ولا أهتم في دراستي، أطلب من أبي أن يأخذني للخروج من المنزل، وفي منتصف الطريق يضيق صدري، وأصاب بالخوف، وأتذكر الموت، فأفقد متعة الخروج، أخاف من السيارات كثيرا، ومن الظلام، أستمع إلى صوت الهواء، وإلى الطنين في أذني فأنزعج، وتبدأ دقات قلبي بالازدياد بسبب الخوف.
ملاحظة: ترتيبي بين إخوتي هو الأخير فأنا أصغر بنت في العائلة، وقد تزوج كل إخوتي من الذكور والإناث -بفضل الله-، وبقيت أنا الوحيدة في البيت مع أمي وأبي، أظل معظم الوقت لوحدي، وتظل أمي مع أبي في غرفتهم، أصبحت أمي تنام معي بسبب مخاوفي، لا أملك أي صديقات يمكنني زيارتهم أو التحدث معهم، لست قريبة من أخواتي الإناث، لا أتكلم مع أي أحد، ويندر حديثي مع صديقات الجامعة، أتجنب الحديث مع الآخرين، فأنا لا أجيد الرد عليهم، ولا أجيد التعامل مع مختلف الشخصيات.
حياتي تقتصر على منزلنا وجمعتنا الأسبوعية، دائما ألاحظ السلبية في حديثهم، حتى على أبي وأمي، أحلامي محطمة، وكلامي خاطئ، ولا شيء يستحق سوى الموت، فالإنسان يسعى وقليلا ما يدرك.
أعتذر عن الإطالة ولكنني أردت التحدث معكم، ولكم خالص الشكر والثناء.