أخاف من الموت وفقدت رغبتي في الحياة بعد مرضي المفاجئ

0 162

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر (21) سنة، أحمد الله على ما تفضل به علينا من نعم عظيمة.

منذ سبعة أشهر مرضت بشكل مفاجئ، وأصبت بحالة من الخوف والهلع الشديد، كنت أشعر بأنني سوف أموت من شدة الخوف، وبعد مراجعتي لعدة مستشفيات اتفقوا جميعهم بأنني أعاني من ارتجاع المعدة، والتهاب المريء، وأعاني من فرط الغدة الدرقية، ونقص فيتامين (د) جربت العديد من الأدوية لكن دون جدوى -والحمد لله- أنا الآن لا أستخدم أي دواء، وقد ارتفعت نسبة فيتامين (د) إلى (14)، وتحسنت -بفضل الله-.

أولا: أعاني من الخوف والقلق الشديد من أي شيء، ولا أستطيع النوم، فكلما وضعت رأسي على الوسادة أتذكر الموت وفراق أمي وأبي، ولا أستطيع النوم، وعندما لا أفكر في شيء أشعر بالضيق الشديد في صدري، ولا أستطيع أن أملأ رئتي بالهواء، وأشعر بالخفقان والوخز في قلبي وصدري من الجانب الأيمن، وفي بعض الأحيان من الجانب الأيسر، علما أنني أعاني من هذه الأعراض بشكل كبير، وأعانيها عندما أهم للوقوف وعند قيامي بأي حركة بسيطة، أتقلب كثيرا وأحاول أن أتناسى لكن دون فائدة، أمضي سبع ساعات وأنا أحاول أن أخلد للنوم، أشعر بثقل في صدري عند حمل أي شيء حتى لو كان كوبا.

ثانيا: لا أجد السعادة ولا أشعر فيها، كنت أصلي الوتر بشكل دائم وأحافظ عليها، وعلى الدعاء في تلك الأوقات، وعلى الأذكار، وقراءة ورد من القرآن يوميا، كنت أحسن التعامل مع أمي وأبي، لكنني اليوم صرت لا أحافظ على الوتر، وأصبحت أخاف من الحرم، حتى صلاتي لا أعلم ماذا أقول فيها، وأخاف عند سماع القرآن، وأشعر بكسل فظيع ورغبة قوية في البقاء صامته، وحينما أتكلم مع أي أحد أغضب أو أبكي، أصبحت أرفع صوتي على والداي، ولا أطيق التحدث مع أحد، لا أعلم ماذا أصابني.

لا أحب حالتي هذه، ولست راضية عنها، أشعر بالكسل والاكتئاب من القيام بأي عمل، لم أعد أرتب غرفتي، ولم أعد أهتم بصحة أمي وأبي، ولا أهتم في دراستي، أطلب من أبي أن يأخذني للخروج من المنزل، وفي منتصف الطريق يضيق صدري، وأصاب بالخوف، وأتذكر الموت، فأفقد متعة الخروج، أخاف من السيارات كثيرا، ومن الظلام، أستمع إلى صوت الهواء، وإلى الطنين في أذني فأنزعج، وتبدأ دقات قلبي بالازدياد بسبب الخوف.

ملاحظة: ترتيبي بين إخوتي هو الأخير فأنا أصغر بنت في العائلة، وقد تزوج كل إخوتي من الذكور والإناث -بفضل الله-، وبقيت أنا الوحيدة في البيت مع أمي وأبي، أظل معظم الوقت لوحدي، وتظل أمي مع أبي في غرفتهم، أصبحت أمي تنام معي بسبب مخاوفي، لا أملك أي صديقات يمكنني زيارتهم أو التحدث معهم، لست قريبة من أخواتي الإناث، لا أتكلم مع أي أحد، ويندر حديثي مع صديقات الجامعة، أتجنب الحديث مع الآخرين، فأنا لا أجيد الرد عليهم، ولا أجيد التعامل مع مختلف الشخصيات.

حياتي تقتصر على منزلنا وجمعتنا الأسبوعية، دائما ألاحظ السلبية في حديثهم، حتى على أبي وأمي، أحلامي محطمة، وكلامي خاطئ، ولا شيء يستحق سوى الموت، فالإنسان يسعى وقليلا ما يدرك.

أعتذر عن الإطالة ولكنني أردت التحدث معكم، ولكم خالص الشكر والثناء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ toty حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تحسين به هو نوع من اضطراب الهلع والخوف، وكل الأعراض التي ذكرتيها هي أعراض للخوف والهلع، أعراض جسدية مثل ازدياد خفقان القلب، آلام الصدر، صعوبة التنفس -وهلم جرا-، وأعراض نفسية مثل الخوف من الموت، ولأنك لم تتلقي علاجا نفسيا، واستمرت هذه الحالة فبدأت تحسين باكتئاب، لأن الخوف -كما ذكرت- مستمر معك، أثر على حياتك، وأثر على علاقاتك بالآخرين، والآن الأعراض التي تشكين منها أصبحت مزيجا من أعراض الخوف والقلق والاكتئاب.

ما زلت صغيرة السن -يا بنتي- وأمامك مستقبل، واضح أن هناك فراغ في حياتك، فكما ذكرت أن كل إخوتك غادروا المنزل، وأنت تعيشين الآن مع والديك، وهما كبارا في السن على ما يبدو، ولذلك هناك الفارق الثقافي، لا بد من أن تعيشين حياتك الخاصة، حياة منفصلة، ابدئي بفعل أشياء لنفسك، حتى وإن كان هذا صعبا في البداية، لا تستسلمي للفراغ، لا تستسلمي للسلبية، ابدئي بشيء بسيط يوميا، وصدقيني عندما تنجزي هذا الشيء تشعرين بالفرحة، وليكن مثلا رياضة بدنية بسيطة يوميا في المنزل، يساعدك في الاسترخاء، وإعادة الحيوية لنفسك.

حافظي على الصلاة مهما كانت صعبة في البداية، داومي على قراءة القرآن مهما تلقين من صعاب، حاولي أن يكون لك صديقة ولو واحدة تتصلين بها وتحادثينها، حاولي أن تخرجي من المنزل حتى ولو لم تستمتعي، اخرجي بعض الوقت، ثم كرري هذا بانتظام.

إضافة إلى ذلك هناك علاجات يمكن أن تفيدك لتخفيف أعراض القلق والاكتئاب، هناك دواء يعرف تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex)، ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram)، مفيد لأعراض القلق والاكتئاب، عشرة مليجرام، يمكن أن تبدئي بنصف حبة -أي خمسة مليجرام-، بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة يوميا، وسوف يبدأ مفعوله بعد أسبوعين، -وإن شاء الله تعالى- خلال شهر ونصف أو شهرين تزول معظم هذه الأعراض، وبعدها يمكنك أن تستمري في تناوله لمدة تتراوح بين ثلاثة ستة أشهر.

إذا كنت لا تحبين أن تبدئي بالأدوية، وكانت هناك الاستطاعة أن تذهبي إلى معالج نفسي لعمل جلسات نفسية للاسترخاء، والتدعيم النفسي، والعلاج السلوكي المعرفي، فلا غضاضة في ذلك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات