السؤال
السلام عليكم.
عمري 22 سنة، تقدم لخطبتي شاب عمره 27 سنة، موظف، لا أعرفه جيدا ويقال بأنه قد تعاطى الحبوب المخدرة ثم تاب، ولا ندري صحة ما قيل، هل تاب فعلا أم ما زال يتعاطى؟ أستخير وأشعر بقلق وأن الموضوع عادي ولا خوف منه، أهله أناس ذوو خلق وطيبة.
أرجو مساعدتي فأنا بحيرة لا يعلم بها إلا الله، هل أقبل أم أرفض؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ نوف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يصلح الأحوال، والبحث عن أحوال الخاطب مهمة أوليائك من الرجال، ونسأل الله أن يوفقكم ويحقق الآمال.
لا بد من البحث والسؤال والتدقيق، والشريعة تخاطب أولياء المرأة والمرأة بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) والسؤال في زماننا ينبغي أن تتسع دائرته، لأن هناك أمراضا خفية كمسألة المخدرات، والرجال أعرف بالرجال، بل إن الشريعة التي تحرم الغيبة تسمح لمن سئل أن يذكر العيوب، فالمستشار مؤتمن ولا يجوز الكتمان، والحق في السؤال عن أحوال الشريك متاح للرجل وللمرأة.
وأرجو أن يدرك الجميع أن مشوار الحياة الزوجية طويل، وفي الدنيا أتراح وأفراح، ولا تصمد أمام الصعاب إلا الحياة التي أسست على تقوى من الله ورضوان، وظللها انشراح وقبول وارتياح، فلا تستعجلي حتى تتأكدي من توبته من الحبوب المخدرة، فالمخدرات خمر بل أسوأ، والخمر هي أم الخبائث.
ووصيتنا لك بصلاة الاستخارة التي فيها طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، واعلموا أن الله {مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} ورغم أن أخلاق أهله طيبة ومشكورة إلا أنك سوف تتزوجين به هو، فاحتاطي لنفسك بكثرة السؤال ثم توكلي على الكريم المتعال، ونسأل الله أن يسعدك وأن يهيئ لك من أمرك رشدا.
سعدنا بتواصلك ونشرف بمساعدتك، ونسأل الله أن يرفع درجتك.