السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب، عمري 22 عاما، بعد التخرج من الثانوية جاءتني حالة اكتئاب، نظرا لأني كنت من الأوائل في الدراسة، ولم أدخل للمدرسة التي أريد.
وقد استطعت الخروج منها بقوة العزيمة وتنظيم الوقت، حيث أني حصلت على المرتبة الأولى في المدرسة التي أنا فيها، لكن أصبحت أحس بأن لدي نوعا من تقلب المزاج، تأتيني فترات في المساء، يقل نشاطي وعزيمتي.
وأحس أنني أريد مشاهدة فيلما أو فعل شيء آخر، حتى إنه في بعض الأحيان أكون قد اتخذت قرارا بفعل شيء لكن أغير رأيي، كما أني فقدت قدرتي على تحفيز نفسي كما كنت في السابق، يعني أن هناك نوعا من التضارب في المشاعر.
كما أن وزني ازداد بشكل كبير بعد الثانوية؛ نظرا لعدم مزاولة الرياضة، فكيف أستعيد نشاطي كما كنت قبل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.
تضارب المشاعر وتداخلها واختلاطها وكذلك تقلبها؛ ظاهرة تحدث ويصاب بها بعض الناس، وهناك تفاوت وتباين في شدة وحدة هذه التغيرات. إذا كان الأمر واضحا جدا - أي تقلب المزاج ما بين اكتئاب وكدر وفرح وانشراح - إذا كان هناك وضوح شديد في هذا النمط؛ هنا قطعا تعتبر الحالة مرضية، أما إذا كان من النوع البسيط؛ فيعتبر أن الذي تعاني منه هو درجة بسيطة جدا من التقلب المزاجي.
والتقلب المزاجي كثيرا ما يجعل الإنسان يندفع نحو بعض التصرفات التي قد لا تكون تصرفات سوية أو منضبطة في لحظة معينة، والإنسان كثيرا ما يخرج من الضجر ومن الملل من خلال الإفلات النفسي والدخول في نشاط مغاير لما كان يقوم به، وهذا هو الذي تحدثت أنت عنه بوضوح، قولك أنك تحس أنك تريد أن تشاهد فيلما أو تفعل شيئا آخر، بالرغم من انخراطك في نشاط كان مخالفا لذلك.
أنا لا أريدك أبدا أن تعتبر حالتك حالة مرضية.
زيادة الوزن؛ بالفعل إشكالية خاصة للشباب، ويجب أن تعالج، وعلاجها واضح جدا، وسبله وطرقه إذا طبقها الإنسان تؤدي إلى نتائج رائعة جدا.
أعتقد أن الذي تحتاجه هو المزيد من تنظيم الوقت، وأن تكتب جدولا يوميا تدير من خلاله وقتك. وجد أن ضبط الوقت وتنظيمه يضبط المشاعر وينظمها - هذا مما لا شك فيه - بشرط أن تكون مدبرا وصاحب دراية في كيفية توزيع أنشطتك اليومية: وقتا للراحة، ووقتا للدراسة، ووقتا للرياضة، ووقتا للعبادة، ووقتا للترفيه عن النفس ... وهكذا. إذا سرت على هذه الطريقة وهذا النمط وهذه الشاكلة؛ أعتقد أنك تستطيع أن تبدل من مشاعرك.
إدارة الوقت يجب أن تضبطها بما تريد أن تقوم به في المستقبل خاصة: ما هي مشاريعك المستقبلية التي تود أن تنجزها؟ وتضع الآليات والطرق والوسائل التي توصلك لهذه الآليات.
أعتقد أن هذه هي الوسيلة الجيدة في حالتك، ولا بد أن تسقط على نفسك مشاعر إيجابية دائما، حتى في لحظات الضيق والكرب؛ الإنسان - بشيء من الصبر والتدبر - يمكن تماما أن يسقط على نفسه ويلقن نفسه بل يبني في كيانه نوعا من المشاعر الإيجابية، وأنت الحمد لله تعالى صغير في السن وفي بدايات سن الشباب، وأمامك الكثير الذي يمكن أن تقوم به وتنجزه في هذه الحياة.
أريدك أن تدخل في برنامج رياضي جاد جدا، يجب أن تكون هنالك جدية في ممارسة الرياضة، يجب أن تعلو وتسمو في نظرك الرياضة، لأن فوائدها الجسدية والنفسية والاجتماعية والصحية فوائد عظيمة جدا ومثبتة بما لا يدع مجالا للشك، كما أن التوازن الغذائي مطلوب جدا في حالتك.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به، ولا أعتقد أنك محتاج لأي علاج دوائي.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل والثقة في إسلام ويب.