السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في البداية أشكركم على مجهودكم وإخلاصكم بعملكم.
أنا شاب أبلغ من العمر 29 عاما، قبل 4 سنوات كان وزني يبلغ 120 كيلو غرام، وبحمد الله مع الوقت والجهد تم إنزال الوزن إلى 80 كيلو غرام.
الطريقة كانت بأكل جميع أنواع الطعام، ولكن مع تخفيف الكمية بدرجات معينة ولمدة معينة، مع لعب الرياضة مرة تلو المرة.
في الفترة الأخيرة أصبحت الكميات الداخلة إلى جسمي من الطعام تعادل كميات الطعام المقدمة للأطفال الصغار، ثم توقف الوزن عن النزول بعده، علما بأن فترة نزول الوزن كانت من 6 إلى 9 شهور.
ولغاية الآن أحافظ على وزني بمتوسط زيادة أو نقصان 2 كيلو غرام، ولكن المشكلة بأني أفتقد لمتعة الطعام بسبب الخوف من الأكل، ومن ثم العودة لزيادة الوزن، حتى إني في بعض الأوقات -وليس دائما- أتعمد الاستفراغ بعد أكل كمية متوسطة من الطعام.
والآن لا يتم نزول الوزن أو حرق الدهون المتراكمة بعدة أماكن بالجسم وهو الأهم، علما بأن كمية الطعام زادت بدرجة قليلة عن السابق، ولكن مع حرص كبير, وقل شرب الماء بشكل كبير لدرجة أني في بعض الأيام لا أشرب بتاتا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لقد بذلت -أخي الفاضل- جهدا طيبا، وتوصلت إلى المعادلة الصعبة، واستطعت -ولله الحمد- إنقاص وزنك 40 كجم دون الحاجة إلى عمليات قص أو تدبيس المعدة، وهذا أمر طيب، وتم ذلك من خلال فهم أن السعرات الحرارية الزائدة سوف يتم تخزينها في صورة دهون في الجسم، وإذا تناولت طعاما أقل من الاحتياج اليومي؛ فإن الجسم سوف يستكمل حاجته اليومية من المخزون الدهني داخل الجسم، والمحصلة في النهاية إنقاص الوزن.
ومن الواضح أن المخزون الدهني في الجسم قل إلى درجة كبيرة، وما بقي في جسمك يمثل الكتلة العظمية، بالإضافة إلى الكتلة العضلية وقليل من الدهون تحت الجلد.
ووزن 80 كجم يعتبر وزنا قياسيا بالنسبة لك إذا كان طولك ما بين الـ 170 إلى 180 سم.
والمهم المحافظة على الوزن الحالي؛ لأن العودة إلى الوزن السابق قد تحدث إذا تركت النظام الغذائي الخاص بك.
وإليك بعض المعلومات والنصائح التي قد تساعدك في المضي في ثبات الوزن أو إنقاصه قليلا في الشهور القادمة:
الأطعمة -أخي الفاضل- لها مؤشر يسمى glycemic index، أو مؤشر السكر في الطعام، وعلى رأس هذا المؤشر في نسبة السكر الزائد: العسل والتمر ونسبة السكر فيها 100%، وفي أسفل المؤشر: الملفوف للأكل على شكل سلطات وليس محشيا بالأرز والمكسرات، وكذلك في أسفل ذلك المؤشر الزهرة والقرنبيط، والأعشاب الخضراء : البقدونس والشبت والجرجير والبصل الأخضر، وتصل نسبة السكر فيها إلى أقل من 10%، وبينهما تتدرج الأطعمة والفواكه والأشربة، فالماء مثلا لا يوجد به سعرات حرارية أو سكر، ويستخدمه البعض فى الرجيم بدلا عن العصائر، وكلما شعرت بالجوع يمكنك شرب الماء، ولا خوف مطلقا من زيادة الوزن بسبب شرب الماء؛ فهي زيادة مؤقتة لأن الجسم يأخذ حاجته من الماء وينزل الباقي في البول والتعرق، والماء ضروري جدا لعمل الكلى، وكلما شربنا الماء كلما استطاعت الكلى التخلص من سموم الجسم، فننصح بشرب المزيد من الماء.
كذلك فإن التفاح الأخضر أقل سكرا من الأحمر، والتفاح الأحمر أقل سكرا من العنب والموز، والعنب أقل سكرا من التمر، وأرجو أن يكون المعنى واضحا الآن، فكل الأطعمة ذات السكر العالي؛ مثلا الشوكولاتة والمياه الغازية والحلويات تزيد الوزن، والأطعمة مثل السلطات والخضار المطبوخ والطازج، والفاكهة قليلة السكر، تساعد على إنقاص الوزن؛ لأن كمية السعرات الحرارية فيها قليلة.
ومن الممكن أن تأكل طعاما معتدلا مثل الدجاج المشوي المخلي بدون الجلد والعظم، أو السمك المشوي ومعه السلطات، خصوصا سلطة الملفوف والأوراق الخضراء والخبز الأسمر، والبقوليات مثل: الفول والعدس، ونشعر بالشبع، وفي حدود 1500 سعر حراري، ويخصم باقي الاحتياج اليومي من مخزون الدهن في جسم الإنسان، وبالتالي ينقص الوزن بشكل متدرج وغير مرهق، مع ممارسة الرياضة طبعا، خصوصا المشي.
ويكفي جدا المشي لمدة ساعة واحدة في اليوم لرفع اللياقة البدنية والمساعدة في إنقاص الوزن، ولك أن تعلم أن المشي لمدة ساعة يؤدي إلى فقدان ما يقرب من 150 سعر حراري، وقد يضيع ذلك الجهد في كوب من الآيس كريم أو قطعة متوسطة من الشوكولاتة أو عبوة مياه غازية، ولا يقلل ذلك من أهمية الرياضة، ولكن نحذر من تناول المزيد من الأطعمة الحلوة.
وفقك الله لما فيه الخير.