أشعر بالنقص من الآخريات وأعوضه بالتسوق مما يرهق والدي!

0 252

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة، أشعر بضيق وحزن ونوبات بكاء، دائما أشعر بالنقص من الفتيات الأخريات وأقوم بالمقارنة بيني وبينهن، وأحاول تعويض هذا النقص بالتسوق والشراء، وكل يوم أطلب من والدي المال، وأرهقهما بكثرة الطلبات وشراء الكماليات، ثم أقوم برميها خلال فترة قصيرة، وإذا لم يستجيبا لي تصيبني حالة من الجنون وأبدأ بالشتم والسب والصراخ على والدي، وأشعر بكره شديد لعائلتي، وأتمنى لو مت قبل أن أراهم، وعندما يتحدثون في الدين وأن الله سيعاقبني على أفعالي، أهرب وأصم أذني عن السماع.

تعبت كثيرا من حياتي، لم أرغب يوما بأن أصل لهذا الحد من العقوق والبعد عن الدين.

أرجوكم أرشدوني ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ lena حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا.

تمر بالإنسان ظروف كثيرة تجعل منه الشكل الذي هو عليه من الشخصية، وضعف الثقة بالنفس، والنظرة إلى نفسه مقارنة بالآخرين وإلى الحياة عموما، وفي لحظة ما من لحظات حياتنا يصعب علينا تقبل هذا الحال ونرغب بالتغيير.

ويبدو أن لب ما تعانين منه هو شيء من ضعف الثقة بالنفس، إلا أن فهمك وتحليلك لحالتك النفسية هذه، ولكيفية التعويض عن هذا الضعف، وما يتبعه من الشعور بالدونية مقارنة بصديقاتك، فهمك للأمور وتحليلك لها تحليل جيد، وهذه أولى خطوة للتغيير.

والتغيير شيء مطلوب، وهو ممكن طالما وجدت الرغبة والعزيمة على السير في عملية التغيير هذه.

وقد نستطيع القيام بهذا التغيير بأنفسنا، من زاوية عدم جعل ضعف الثقة بالنفس التي عندنا تؤثر في مجمل حياتنا، فمثلا تحاولين منع نفسك من التعويض بكثرة طلب المال والشراء، وخاصة أن هذا يسيء لعلاقتك بوالديك وأسرتك، وإنما حاولي أن تحددي تأثيرات هذا عليك من خلال القيام بالأعمال والمسؤوليات المطلوبة منك من الدراسة والعمل، والأنشطة الاجتماعية والترفيهية، ورويدا رويدا ستجدين أن الوضع الداخلي لنفسيتك قد بدأ بالتحسن والتغير، فمثلا قومي بالأعمال التي تريدين القيام بها، واتركي تغيير النفس الداخلية ليحدث وبشكل طبيعي وتدريجي، وكنتيجة للأعمال التي تقومين بها، وحددي لنفسك مبلغا معينا للشراء، وحاولي عدم تجاوز هذا وخاصة عندما تكونين في لحظات الانزعاج العاطفي والغضب.

وأحيانا يتعذر القيام بهذا التغيير بمفردنا، ونحتاج عندها للحديث مع شخص آخر، إما شخص قريب منا كصديق أو قريب ولديه خبرة في الحياة، أو شخص متمرن على التعامل مع مثل هذه الحالات كالأخصائية النفسية، ممن يفيد الحديث معها، وقد تقوم بذلك المرشدة النفسية في الكلية أو الجامعة التي تدرسين فيها إن كنت ما زلت في التعليم، وإلا فأخصائية نفسية خاصة، فأحيانا مجرد الحديث في الأمر يساعدك كثيرا على التغيير المطلوب.

حفظك الله ويسر لك الخير والنجاح.

مواد ذات صلة

الاستشارات