تناول الأدية ومازلت أعاني من احتقان ودم في الحلق!

0 227

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، عمري 24 سنة، بدأت مشكلتي بآلام في الجهة اليسرى من الحلق، وتجاهلت الموضوع لمدة يومين، لأني قلت من الممكن أن يكون التهابا خفيفا جراء المكيف، وتوقفت الآلام لمدة يومين، لكنها عادت بقوة في الجهة اليمنـى، يومها حاولت الركض ولاحظت أنها مع الإجهاد تزداد، وانقطعت الشهية، لكني أكلت بالغصب.

بعدها بيوم كانت هناك حرقة في المعدة وأسفل الصدر، تأكدت وقتها أنها ارتجاع المريء، بحكم أن هذا الشيء وراثي وموجود في العائلة.

ذهبت إلى الدكتور بعدما أزعجتني آلام الصدر، وكأنها ذبحة صدرية، فعمل لي تسجيلا على القلب، وكان سليما، وأكد لي أنه ارتجاع، وأعطاني بانتوزول فخفت الآلام حقيقة، وواصلت العلاج ولم أقطعه، مع أنه عمل لي إمساكا، وكذلك آخذ السنا مكي، لكن بعد التحسن ظهر التهاب الحلق، وعندما آكل في بعض الأحيان أحس بإحساس غريب في الأنف، ليس مؤلما، لكن البصاق يكون لونه أصفر، وأحيانا فيه القليل من الدم، والشيء الذي جعلني أستبعد أنه من المعدة أني يوم أمس أحسست بالعطس، ولما عطست خرج القليل من الدم، فقلت يمكن أنه من الجيوب الأنفية وآثار الارتجاع، أو من تقويم الأسنان، لأن الناس العاديين لديهم 4 أسنان في أول الفم، وبعدها تأتي الأنياب، لكن أنا عندي 2 من الأسنان، وتأتي الأنياب و 2 من الأسنان ظهرت بعد الأنياب، وعندي دائما مشاكل في اللثة، وقد جربت المضمضمة و"تنخمت" ولم يخرج الدم، بعدها ظهر عندي بلغم.

ذهبت إلى الدكتور فقال لي بداية احتقان، وأخذت الكلاسيد 500، وتحسنت كثيرا من آلام الحلق، لكن الدم والاحتقان ما زالا موجودين من دون حرارة، أو لعل هناك خطأ في التشخيص!

أرجوكم! تعبت من الحالة، ودخلت في هيستيريا أن يكون مرضا خبيثا خطيرا كالسرطان.

أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أشرف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل إن ارتجاع المريء قد يسبب التهابا مزمنا في الحلق، ولكن مع المداومة على علاج الارتجاع، ولا زالت أعراض التهاب الحلق تنتابك، فقد يكون هناك سبب لذلك بخلاف الارتجاع مثل: وجود بكتيريا مرضية بالحلق نظرا لضعف مقاومة الغشاء المخاطي المبطن للحلق، مع شرب العصائر والمياه المثلجة، أو المكوث لفترات طويلة في تيارات باردة أو مكيفات شديدة التبريد، ولذا فالمضاد الحيوي كلاسيد أو غيره مثل كلافوكس أو اوجمنتين 1 جم مرتين يوميا سوف يقضي على تلك الالتهابات بإذن الله، مع استخدام غرغرة بيتادين أو الغرغرة بماء دافئ وملح.

أما بخصوص الدم الذي يخرج من الأنف مع البلغم؛ فقد يكون مع التنخم، ونظرا لوجود احتقان بالأنف، تنفجر بعض الشرايين الدقيقة والمتواجدة على الغشاء المخاطي المبطن للأنف، فينزل البلغم معرقا وممزوجا ببعض الدماء والتي لا تشكل قلقا بالنسبة لنا، لأن هذا الأمر عرضي وليست ظاهرة تستحق الاهتمام، ولذا فلا داعي للقلق والوساوس بوجود مرض خبيث أو خلافه، فالأمر أبسط من ذلك بكثير.

والله الموفق.

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتور/ عبد المحسن محمود استشاري أنف وأذن وحنجرة.
وتليها إجابة الدكتور/ محمد مازن استشاري باطنية وكلى.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

حسب ما ورد في الاستشارة؛ فإن الأعراض تتماشى مع الإصابة بالارتجاع المريئي أو القلس المريئي، وأعراض الحرقة والحموضة ستتحسن تدريجيا بالعلاج بإذن الله.

وبالنسبة للاحتقان في البلعوم والدم مع البلغم؛ فالأفضل عرض الحالة على طبيب مختص بأمراض الأنف والأذن والحنجرة.

وإليك لمحة موجزة عن الارتجاع المريئي:

الارتجاع المريئي: ينتج عن ضعف المعصرة بين المريء والمعدة، وهذه المعصرة عملها منع ارتداد الحمض من المعدة للمريء. وهذا يؤدي للشعور بالحرقة والحموضة وصعوبة البلع، مع شعور بالغثيان أحيانا، وقد يؤدي لرائحة كريهة للفم. وكذلك أحيانا للسعال المزمن مع التهاب الحنجرة وبحة في الصوت، وتعطي أحيانا آلاما مشابهة لآلام القلب، وقد تؤدي إلى تضيق في المريء.

إن من الأسباب التي تؤدي لزيادة الارتجاع المريئي:

تناول الأطعمة الحارة: كالفلفل والبهار والشطة، وكذلك الأطعمة الحامضة: كالليمون والبندورة المطبوخة. والأطعمة المقلية، والدهون، البصل، والنعناع، والشوكولاتة، والقهوة والشاي، والكحول والمشروبات الغازية.

التشخيص: يتم تشخيص الحالة عادة بالتنظير المعدي الذي يظهر ضعفا وارتخاء بالمعصرة التي بين المريء والمعدة.

العلاج: يعتمد على الحمية أولا، ومحاولة تخفيف الوزن، وبالابتعاد عن كل الأطعمة التي ذكرت سابقا، أو التخفيف منها قدر الإمكان.

عدم النوم بعد الطعام مباشرة، عدم تناول الماء أو العصير أثناء الطعام، التخفيف من حجم الوجبة الغذائية ولو بالاعتماد على عدة وجبات صغيرة بدلا من وجبتين كبيرتين.

وضع مخدتين تحت الأكتاف عند النوم للتخفيف من ارتجاع الحمض أثناء النوم، وهذا يعتبر فعالا بدرجة كبيرة.

المعالجة الدوائية؛ وأفضل الأدوية حاليا هي ما تسمى (مثبطة مضخة البروتين) مثل البارييت والاوميبرازول والنكسيوم، فينصح باستعمالها ولفترات طويلة ولكن بإشراف طبي.

والعلاج الجراحي: يمكن أن يتم بالمنظار، ويتم فيه تقوية المعصرة، ونتائج العملية جيدة، وتعطي نتائج مريحة للمريض، وتعتبر سليمة لأنها بالتنظير وليست بالتدخل الجراحي.

نرجو من الله لك دوام الصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات