السؤال
السلام عليكم.
أنا صاحب الاستشارة رقم (16007)، فقد تطور موقف سفري لدراسة اللغة إلى إيجاد فرصة العمل في مكان مناسب لي في إحدى دول الخليج، إلا أن الموقف الذي تصفونه بالمبالغ فيه بلغ بي موقف الحائر، فقد سافرت ذات مرة إلى دولة خليجية بعد إبلاغ الأهل بفحوى هذه الرحلة، وأولهم والدتي، إلا أنني تفاجأت أنها توترت نفسيا وقلقت قلقا شديدا أثناء غيابي، وحاولت أن أتقصى منها، ففهمت أن كل النماذج التي مرت عليها وسافرت للخارج هي نماذج سيئة، لتترك هذه النماذج صورة ذهنية غير جيدة، بالفعل موقفها يسبب لي المتاعب، حتى إذا حاولت مناقشتها تطلب مني السكوت؛ لأن هذا الموضوع قد فرغت منه، إضافة إلى شعوري بأنه يسبب لها الشد العصبي، أنا بين نارين: نار طموح جامح لشاب، ونار غضب والدته إذا لبى طموحه.
شكر الله لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عبد المحسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يجعلك من سعداء الدنيا والآخرة، وأن يبارك لك في كل أمورك كرامة لبرك بوالدتك وحرصك على إرضائها وإسعادها.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فلعل النماذج التي سافرت قبلك وسمعت بها الوالدة كانت سيئة السمعة أو غير موفقة، مما كون لديها شعورا بأنك ستكون كذلك، فترتب على ذلك رفضها الشديد للفكرة، بصرف النظر عمن يكون الشخص، وهذه الحالة تحتاج إلى علاج، وعلاجها سهل، وهو عن طريق أحد أخصائيي علم النفس أو البرمجة اللغوية العصبية؛ إذ إن هناك طريقة تسمى العلاج بخط الزمن لو تم استعمالها مع الوالدة فستبرأ بإذن الله تعالى، وسيذهب عنها هذا الشعور تماما، كما أنه يمكنك إقناعها عن طريق أي شخص له منزلة عندها، على أن يشرح لها الأمر بهدوء وعقلانية، عساها أن تتخلص من تلك الفكرة نهائيا إن شاء الله، خاصة أنك تقول بأن هناك فرصة في إحدى دول الخليج، بمعنى أنك ستكون إلى حد كبير إن شاء الله في مأمن مما تخافه عليك، وأنك ستكون معها في فترات متقاربة كأسبوعين أو نصف شهر، فأرى أن تجتهد في مساعدتها على التخلص من هذه العقدة، واجتهد مع ذلك كله في الدعاء أن يخلصها الله من ذلك، وأعطها كافة الضمانات التي تريدها؛ حتى تأذن لك بمواصلة مشوارك في دراسة اللغة والحصول على فرصة العمل المناسبة.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسعادة، ونبشرك بأن الله لا يضيع أهله، وأن رضا الله من رضا الوالدين، وأنه سبحانه سيكون معك بنصره وتوفيقه ما دمت حريصا على إكرام والدتك وطاعتها والإحسان إليها.
وبالله التوفيق.