السؤال
السلام عليكم
أقدم لكم الشكر والامتنان على هذا الموقع الرائع.
أنا عمري 20 سنة، عانيت منذ فترة قاربت (8) أشهر من نوبات هلع، وتناولت العلاج قرابة (5) أشهر، وأنا الآن -والحمد لله- بخير، وذهبت عني نوبات الهلع -بفضل الله ثم بفضلكم، جزاكم الله خير الجزاء- وتركت الدواء الآن، لكن منذ ما يقارب الأسبوع وأنا أعاني من حالة غريبة، في البداية عانيت من صداع ليس مستمرا، ودوخة، وعدم التوازن، والآن لدي صداع ينتج من خلف الرأس، ثم ينتقل إلى الجبهة، ثم يتنقل حتى أعلى الرأس، مع الشعور بالنعاس والخمول طوال اليوم، والدوار، حتى إذا قمت أو أتمشى ينتابني دوار مؤقت، ويذهب بسرعة، ويأتي بصورة مؤقتة، مع عدم التوازن، وعندي ألم في الرأس في الجهة اليسرى فوق الأذن، وإحساس بالخدر مثل الانضغاط، وألم بالأذن اليسرى خفيف جدا، مع بلغم في الحلق -أجلكم الله- وهناك طقطقة في الأذن عندما أتجشأ أو أبلع.
أقلقتني هذه الحالة، وسببت لي بعض الانزعاج، فأجيبوني، وأعتذر على الإطالة، ووفقكم الله على هذا العمل النبيل -جزاكم الله أحسن الجزاء، وأحسن الله خاتمتكم-.
والسلام عليكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكر لك -أخي- تواصلك مع إسلام ويب، وأنا سعيد جدا أن أعرف أن حالتك قد تحسنت جدا، وزالت عنك نوبات الفزع والهلع، فهي بالفعل مزعجة، والحمد لله تعالى أنها قد اختفت، فأسأل الله تعالى أن يديم عليك وعلينا وعلى جميع المسلمين الصحة والعافية.
الذي يحدث لك الآن -أخي الكريم- من صداع وشعور الدوار والخدر والنعاس والخمول، أعتقد أنه في الغالب مرتبط بعلة في الأذن الداخلية، هناك جهاز يعرف جهاز التوازن (لابرينث) موجود خلف الأذن، أحيانا يحدث فيه التهابات بسيطة، قد تؤدي إلى نفس الذي تشتكي منه.
فأخي الكريم: لذا أنا أنصحك أن تذهب وتقابل طبيبا للأنف والأذن والحنجرة، بالرغم من بساطة الأمر، لكن التأكد أفضل، والطبيب قطعا سوف يقوم بفحصك، ومن ثم يعطيك العلاج اللازم.
هنالك أدوية ممتازة مثل عقار يعرف تجاريا باسم (بيتاسيرك Betaserc) ويعرف علميا باسم (Betahistine dihydrochloride) أو دواء (استجرون Stogeron)، أو عقار آخر يعرف باسم (استماتيل Stemitel) كلها تستعمل لعلاج هذه الحالات، وربما أيضا يعطيك بعض مسكنات الألم البسيطة.
وأريدك أيضا أن تنام في وضع مريح، ارقد ونم على شقك الأيمن وفي ذات الوقت يجب أن تكون الوسائد أو المخدات من النوع الخفيف جدا؛ لأن الإنسان إذا وضع رأسه على مخدات مرتفعة هذا يؤدي إلى انشداد عضلي شديد جدا في عضلات الرقبة، وهذا يمتد إلى عضلات فروة الرأس مما يسبب الصداع والشعور بالدوخة وعدم الارتياح، هذا أمر بسيط جدا لكن كثيرا من الناس لا يلاحظونه.
إن شاء الله تعالى الحالة بسيطة، فيا أخي الكريم: قابل طبيب الأذن والأنف والحنجرة حتى تطمئن، وحتى إن لم تستطع أن تقابل الطبيب المختص، أي طبيب عمومي أو طبيب الأسرة لديه خبرة طبية جيدة يمكن أن يساعدك ويقوم بالواجب العلاجي حيالك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.