السؤال
السلام عليكم.
حالة أبي المادية جيدة، ولكن ليس بالحد الذي يسمح بدراستي في الخارج، حيث أني علمت أن الدراسة بأحد الجامعات يكلف على الأقل 50 ألف دولار سنويا، فهل يمكن لجامعة عالمية مثل هارفارد أو ستانفورد أو أكسفورد أو كايفورنيا بركلي أن يعطوني منحة دراسية؟ أي لا أدفع مصاريفا للجامعة.
سؤال آخر: أحب تخصصين هما التكنولوجيا، وأحب العلوم -الفيزياء والكيمياء- فما نصيحتكم بأيهم أهتم؟
ثالثا: لدي ذكاء مرتفع عن المتوسط قليلا، أي أعتقد ما بين 130 و 140، ولكني أريد أن أكون ذكيا جدا، لأن هذا من أهم الأشياء بالنسبة لي، فهل يمكن أن يزيد الله ذكائي إذا دعوته؟
أرجو الإجابة، لأني فعلا محتار جدا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا الكريم صاحب الطموح- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، ويصلح الأحوال، وأن يقدر لك الخير ويحقق الآمال.
الحياة أمل، والأمل يحققه العمل، والتوفيق من الله عز وجل، فتوجه إليه من غير استعجال ولا ملل، فإن رسولنا هو القائل: (يستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل. قيل يا رسول الله: وما الاستعجال؟ فقال: يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجب لي، فيستحسر عند ذلك ويترك الدعاء).
فعليك بالدعاء، ثم باتخاذ الأسباب المعينة على الذكاء، كحفظ القرآن، واغتنام البكور، واستخدام التفكير والتدبر، وتدريب العقل على دقة الملاحظة والمقارنة، وجمع الهم والهمة، وغض البصر، والاهتمام براحة الجسم وغذائه المتكامل.
أما بالنسبة للتخصص؛ فالمناسب هو الذي تميل إليه النفس أكثر، أما نحن فنرشح لك الفيزياء والكيمياء، أما التكنولوجيا فمن الممكن أن تطور نفسك فيها كهواية، وهي تخصص مطلوب، والتطور فيه متاح لكل راغب ممارس.
ورغم السمعة العالية للجامعات المذكورة؛ إلا أن هناك أخرى صاعدة، والتفوق والإبداع له روافد من أهمها: إصرار الطالب ومجهوده ورغبته وتنظيمه لوقته، وتواصله مع أساتذته بعد التوفيق من الله.
ولا مانع من مراسلة الجامعات المذكورة ومطالبتها بمنحة دراسية، علما بأنهم يركزوا على الموهوبين الجادين، فاجتهد في تطوير ما وهبك الله، وتعرف على الطرق المناسبة للدخول إلى تلك الجامعات.
وأنا في الحقيقة لا علم لي بطرف الفوز بالمنح، وأقصد بذلك الإجراءات والخطوات، وإفادتنا لك في جانب تطوير القدرات لتكون مقبولا عندهم، بل وربما مطلوبا.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لك التوفيق والنجاح والفلاح.