السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أنا فتاة جامعية، عمري لا يتجاوز الخمس والعشرين سنة، تم عقد قراني على شخص أكبر مني بعشر سنوات لم يكمل تعليمه، لديه عيب خلقي منذ الولادة، حنون جدا يحبني ويحترمني، ولكن هناك مشكلة سببت لي القلق.. خطيبي شخص انتقادي بشكل مبالغ يستهزئ بالناس، ويرى نفسه كاملا، وأن لا أحد غيره يفهم في هذه الحياة، ويعتبرني أنا أقل منه في الفهم كذلك.
علما بأني عندما أتناقش معه في موضوع معين أجد أنه لا يملك أي حس للفهم وعنيد، ويرى نفسه هو الصح دائما، ولا يقتنع برأي أحد، ولو كان عالما، وفترات يقلل من فهمي واستيعابي.
علما أني متفوقة دراسيا واجتماعية، ومتفاهمة جدا في أبسط الأمور، ولكن شخصية هذا الرجل المعقدة حيرتني، أنا لا أريد الانفصال؛ لأنني استخرت عدة مرات قبل أن أوافق عليه، ولكن أريد طريقة التعامل مع هذا الشخص الذي يرى نفسه كاملا، ولا نقص فيه، والنقص كله في الناس، وهذا الشيء يضايقني جدا منه.
علما أنه خطب قبلي عدة مرات، وتم رفضه وأنا لا أريد أن أندم في يوم من الأيام أني قبلت الزواج من هذا الشخص، أريد أن نستمر في هذه الحياة من دون أية مشاكل وبتفاهم.
أفيدوني، جزاكم الله خيرا، ورفع قدركم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Moh Ha Sab حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا العاقلة- في موقعك، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، ونحيي رغبتك في التأقلم والبقاء مع الزوج في كل الأحوال، وهذا دليل على نضج فيك وكمال، ونسأل الله أن يسعدك معه ويحقق الآمال.
لما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة { ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن } كان يرسم منهاجا في التعامل مع رجل يحب الفخر، ومداراة الناس فن عظيم، ومطلب كبير، وهي أن نعامل كل إنسان بما يقتضيه حاله، والمرأة قادرة على ترويض رجلها وإدارته بفهمها لنفسياته وإدراكه لنقاط القوة عنده، ووقوفها على مواطن الضعف.
إليك قصة المرأة التي جاءت تشكو من تمرد زوجها وصعوبة التعامل معها، ويبدو أنها كانت تبحث عن دجال وقد جاء في الحديث: (ومن أتى كاهنا أو عرافا أو ساحرا لم تقبل له صلاة أربعين يوما )، هذا فقط في من جاء أو جاءت لتجرب، وأما إذا صدق الدجال أو الكاهن أو العراف أو الساحر في قوله فقد جاء الوعيد : ( فقد كفر بما أنزل على محمد )، والعياذ بالله، ولكن صاحبة القصة وقعت على حكيم، فطلب منها أن تحضر له شعيرات من شنب الأسد، فرجعت المرأة، وكلها عجب، وذهبت إلى حديقة الحيوانات، وظلت تداعب الأسد، وتحمل له الموز، وما يحب حتى ألفها، واقترب منها فانتزعت منه شعرات، ثم جاءت بها وهي فرحة، فقال له المعالج الحكيم: حلت مشكلتك فقالت: وكيف؟ فقال لها: لقد نجحت في ترويض الأسد، فكيف لا تنجحي في ترويض زوجك؟
مما يعينك على الاستمرار والاستقرار بحول وقوة العزيز الغفار القهار ما يلي:
1- اللجوء إلى الله، واعلمي أن قلب زوجك وقلوب العباد بين أصبعين يقلبها ويصرفها.
2- الفهم الجيد لنفسيته، وتجنب مجادلته ومقاطعته.
3- تسليط الأضواء على كمالاته حتى لا يحتاج لإثباتها بالتقليل من الآخرين.
4- تذكيره بالله في الأوقات الأخرى، وليس عندما يتفاخر حتى لا يعاند ويكابر، فالشيطان عندها حاضر، وقراءة سير المتواضعين، وفي مقدمتهم رسولنا الأمين.
5- تجنب مقارنته بغيره، وتغيير مجرى الحديث في لباقة عندما يقلل من الآخرين.
6- عدم الانزعاج من انتقاده لك، فأنت تعرفين نفسك وتعرفين ما عنده من نقص يدفعه للتعالي على الآخرين، فهو بحاجة إلى التكيف معه، وليس المصادمة.
7- الاستمرار في التواصل مع موقعك لأخذ الإرشادات، وحبذا لو جاءتنا نماذج لما يحصل معك.
8- الصبر ثم الصبر فإن العاقبة لأهله.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونكرر شكرنا لك على رغبتك في الاستمرار مع رجل حنون، ونسأل الله أن يصلحه، وأن يرزقك منه بنات وبنين، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
والله الموفق.