السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك -يا دكتور- على إجابتك السابقة، و لدي استفسار آخر:
الطبيب الذي أتابعه شخص حالتي بأنني مصابة بالذهان الوجداني، ووصف لي دواء زايبركسا ودواء ديباكين، والطبيب الآخر شخص حالتي بأنني مصابة بالفصام الزوراني، وقد قرأت عن الفصام، وأميل بأنه فصام زوراني، وهذه هي الأعراض التي عانيت منها:
1- الانعزال عن الناس.
2- الشكوى من الناس وأنهم يتآمرون علي.
3- الشعور بأنني مضطهدة ومظلومة، خاصة من قبل أختي، حيث كنت أفسر كل كلمة منها بأنها تقصدني.
4- تفسير تعابير الوجه والكلمات بأنها ضدي.
5- تقسيم الناس إلى أعداء وأحباب.
6- سماع كلمات مؤذية عني وكأن الناس تسبني.
7- التوهم بأن الجميع يتحدث عني.
8- أعتقد أن هناك كاميرات مراقبة في البيت، وأن هناك أناس تقيم أخلاقي خلف الكاميرات.
9- قلة النوم.
10- أشعر بأن من في المذياع يتحدثون عني.
11- تشتت الانتباه.
12- نشاط جنسي.
13- حركة زائدة.
14- أشعر أن الناس يراقبون أفكاري التي لا أستطيع التحكم بها.
15- في طريقي للمستشفى كنت أرى أناسا قابلتهم في السابق.
سؤالي: هل لكل نوع من الفصام علاج، أم أن جميعهم يمكن علاجهم بنوع من الدواء؟ فأنا حاليا أتناول دواء زايبركسا 5mg، ولا أعاني من أي مشاكل، هل أستمر عليه أم تنصحني بدواء آخر أنسب لنوع الفصام الذي أعاني منه؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكر لك التواصل مع إسلام ويب.
أيتها الفاضلة الكريمة: بصفة عامة هنالك الكثير من التداخل ما بين أعراض الذهان الوجداني ومرض الفصام، وأفضل أنواع مرض الفصام من حيث المآل، ونتائج العلاج الإيجابي هو الفصام الذي يكون مصحوبا بنوع من الاضطراب الوجداني، أو ما نسميه بالفصام الوجداني.
وأنا أميل كثيرا أن حالتك قد تكون في هذا المحور، أي أن لديك بعض الأعراض الفصامية ولديك بعض الأعراض الوجدانية في ذات الوقت، وهذا التشخيص معروف كما ذكرت لك، وبالفعل علاج الزبراكسا أو الدباكين هي أفضل أنواع العلاجات.
وأنا أقول لك: لا تهتمي أبدا بالمسميات، المهم في نهاية الأمر أن تعيشي حياة طبيعية، أن تتناولي العلاج بصورة منتظمة، وأن تؤهلي نفسك، تؤهلي نفسك بمعنى: أن تكوني إنسانة نشطة، ألا تعاملي نفسك كإنسان معاق، وأنت لست معاقة أبدا، عليك بالنوم الليلي المبكر، فهو يؤدي إلى استقرار تام في كيمياء الدماغ، مارسي شيئا من الرياضة، عليك بالقراءة والاطلاع، الصلاة يجب أن تكون في وقتها، وأن تكون لك مشاريع مستقبلية، هذا مهم جدا.
فإذا صرف الانتباه عن الأعراض في حد ذاته يعتبر علاجا، وهذه هي النقطة الأولى.
النقطة الثانية - وهي مهمة جدا: هي المتابعة مع الطبيب المعالج، حتى وإن كانت حالتك متحسنة مائة بالمائة، وهذا هو الذي أرجوه -بإذن الله تعالى-، أريدك أن تتابعي مع طبيبك، كثير من الإخوة والأخوات الذين يصابون ببعض الحالات النفسية شديدة كانت أم بسيطة، بعضهم قد يتملل وقد يتضجر من المتابعة مع الطبيب، لكن لا، هي مهمة وهي ضرورية جدا لأن يستمر الإنسان في التعافي -إن شاء الله تعالى- .
أنت الآن تتناولين جرعة صغيرة جدا من الدواء، وهي خمسة مليجرام من الزبراكسا، وهذه حقيقة جرعة وقائية، أو أقل من جرعة الوقاية، وأنا أقول لك استمري عليها، لأن الزبراكسا من أفضل الأدوية، -وبفضل من الله تعالى- استجابتك له أيضا استجابة جيدة جدا، فواصلي مع الطبيب، وواصلي في تناول الدواء.
أحد عيوب الزبراكسا البسيطة أنه ربما يزيد الوزن، فأرجو أن تلاحظي هذا الأمر، وفي حالة زيادة الوزن الشديد قد ينقلك الطبيب إلى دواء آخر مثل (إبليفاي Abilifu)، والذي يعرف علميا باسم (إرببرازول Aripiprazole)، لكن أقول لك أن الزبراكسا من أكثر الأدوية التي نفضلها، ومن أكثر الأدوية النافعة والناجعة للعلاج.
سؤالك السابق: هل لكل نوع من الفصام علاج أم أنه جميعه يمكن أن علاجه بنوع من الدواء؟
كل الأدوية المضادة للفصام تفيد في جميع أنواع الفصام، مع اختلافات بسيطة، مثلا هناك دواء قديم جدا يسمى تجاريا باسم (استلازين Stelazine)، ويعرف علميا باسم (ترايفلوبرزين Trifluperazine)، يقال أنه أكثر فعالية في علاج الفصام الاضطهادي، حين تكون الأفكار الاضطهادية مطبقة.
وهنالك دواء يعرف تجاريا باسم (كلوزريل Clozaril)، أو (ليوبنكس Leponex)، ويسمى علميا باسم (كلوزبين Clozapine)، هذا يعطى للحالات التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى، هو دواء ممتاز، لكن يسبب الكثير من المشاكل والآثار الجانبية.
إذا كل أنواع الفصام يمكن أن تعالج بأي من مضادات الذهان.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.