السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أعاني من مشكلة، وهي أنني دخلت في رمضان إلى إحدى صفحات الإلحاد، وقد غرني شيطان وأصبحت أسأل أسئلة لا يجب على مؤمن سؤالها، وأصبحت أعاني من وسواس بسيط إلى حد ما من وجود الله -أسأل الله أن يغفر لي ويبعد عني هذه الوساوس- وأصبح الشيطان يوسوس لي بأسئلة على سبيل المثال:
إن الذين يقتلون أولئك ناس لم يتربوا في بيئة وعائلة تحرم هذا الشيء عليهم، ولم يجدوا من يشرح لهم الخطأ، وعلى سبيل المثال: أنا عشت في بيئة محافظة، ولن أفعل مثل هذا الشيء، وكان الله قادرا أن يجعلهم يعيشون في بيئة أفضل ولا يفعلون مثل هذا الشيء! وبالتالي لا يدخلهم الله النار.
أيضا أتمنى إخباري بالإعجازات العلمية الموجودة في القرآن الكريم؛ حتى يكون دليلا دامغا لي، وتبتعد عني هذه الوساوس، وينتهي هذا الكابوس الذي أشعر به، أشعر بأن الله سيعذبني بهذا الوسواس.
أكتب كلامي هذا وأنا أرتجف.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Murad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات إسلام ويب.
نصيحتنا لك -أيها الأخ الكريم- وهي نصيحة من يحب لك السعادة، ويتمنى لك الراحة والطمأنينة: أن تعرض إعراضا كليا عن هذه الوساوس، فلا تتفاعل معها، ولا تبحث عن إجابات للأسئلة التي تطرحها عليك، وإذا أعرضت عنها وشغلت نفسك بغيرها؛ فإنها ستذهب عنك وستزول، واعلم تمام العلم أنه لا علاج لها أحسن وأمثل من هذا العلاج.
أما جريك وراءها، وبحثك ما تمليه عليك من أسئلة واستفسارات، فإن ذلك لا يزيدها إلا تمكنا في قلبك، وإن حاول الشيطان أن يبدي لك ذلك بأنه بحث عن اليقين ودفع للشك عن نفسك.
العلاج هو الاستعاذة بالله سبحانه وتعالى، والانصراف عن هذه الوساوس، وهذا هو الإرشاد النبوي في هذا المقام، فقد قال النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- لمن ابتلي بشيء من الوساوس، قال: (فليستعذ بالله ولينته).
فجاهد نفسك لتسلك هذا الطريق وتصبر عليه، واعلم بأن وجود الباري سبحانه وتعالى أعظم من أن يحتاج إلى دليل أو إقامة برهان، فإنه من أوضح الواضحات، والعجب أن يشك الإنسان في وجود الباري، ولذلك القرآن يوجه لنا أسئلة تخاطب العقل، فيقول سبحانه وتعالى: {أم خلقوا من غير شيء أم الخالقون * أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون} ويقول سبحانه: {أفي الله شك فاطر السموات والأرض}.
فهذه الأسئلة لا تجد لها جوابا إلا عند المؤمن الذي يؤمن بوجود الخالق سبحانه وتعالى، فإن لكل فعل فاعلا، ولكل مصنوع صانعا، فمن أوجد هذا الكون بهذا النظام؟ ولو تفكرت في نفسك وما فيك من عجائب الخلق وحسن التدبير والصنع لدل كذلك على وجود الباري، ولذلك يقول سبحانه: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون}.
ننصحك بمتابعة حلقات الشيخ عبد المجيد الزنداني، وهي مبثوثة على الإنترنت، ولو تمكنت من قراءة كتبه (توحيد الخالق) فإن هذا شيء فيه نفع كبير ومنفعة عظيمة، ولكننا نؤكد لك النصح ونجدده بأن تصرف نفسك عن هذه الأفكار، فإذا صبرت على هذا فإنها ستزول عنك بإذن الله تعالى.
نسأله الله تعالى أن يرزقنا وإياك الإيمان الصادق والعمل الصالح.