السؤال
السلام عليكم
أنا بعمر 28 سنة، مدخن، وأعاني منذ فترة تزيد عن خمس سنوات من ضيق تنفس مفاجئ، كنت أستخدم معها بخاخ الربو، وتذهب الأزمة لكن في الفترة الأخيرة ومنذ أسبوع اشتد علي ضيق التنفس، وصار بخاخ الربو لا ينفع معي، وعندي آلام في الصدر.
توقفت عن التدخين، وذهبت للمستشفى وأعطاني الطبيب حبوب الحساسية، وحبوب آلام العضلات، وشراب موسع شعب، وجلسة أكسجين، ولا تحسن!
كما أني أعاني من ألم يجيئني في البطن من الجهة اليمنى، مع غازات، وحين شرحت للطبيب عن ذلك قال: هذا بسبب ضيق التنفس، وذهبت لأكثر من طبيب دون أي فائدة.
صرت أعاني من الوسواس، ولا أدري ما الذي عندي بالضبط!
أرجو الإفادة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من الواضح وجود أعراض ربو وضيق في الشعب الهوائية، بسبب حساسية الصدر وبسبب التدخين، وحسنا فعلت أن أقلعت عن التدخين، حيث أنه آفة ابتلي بها كثير من الشباب، وكبروا وكبرت معهم الآفة.
التبغ عموما من أخطر المسببات للأمراض في الجسم كافة، وأهم ذلك ضيق التنفس والربو وفقر الدم وفقدان الشهية.
التدخين عموما يؤثر على الأوعية الدموية، وبالتالي لا يترك التدخين عضوا في الجسم إلا وفعل فيه الأفاعيل! بما في ذلك الحالة الجنسية.
لك أن تفحص صورة الدم CBC في المختبر، وتتناول الفيتامينات المناسبة في حالة وجود انيميا، مع الغذاء الصحي السليم.
السيجارة عند اشتعالها تحتوي على 4000 مادة سامة معلوم منها 400 مادة فقط، ومنها 40 مادة مسرطنة على الأقل، لأن طريقة حفظ نبات التبغ من التعفن بعد جني المحصول هو إضافة الكثير من المبيدات الحشرية عليه، وهذا يؤدي إلى زيادة سمية السيجارة التي لا تترك عضوا في جسم الإنسان إلا وعبثت به؛ لأنها تؤثر فيما تؤثر على الشرايين، والأوردة الدموية، وبالتالي على كفاءة وحيوية أعضاء الجسم كافة بما فيها شرايين وأوردة الجهاز التنفسي؛ مما يؤدي إلى ضيق التنفس والجهاز التناسلي مما يؤدي إلى العجز الجنسي فيما بعد.
الإرادة القوية، والعزيمة، والرغبة في الشفاء، هي الحافز الوحيد للإقلاع عن التدخين، فقد مرت السكرة وحلت الفكرة، ولم يبق من السيجارة إلا جني الأمراض، فلم تعد السيجارة مرتبطة بالرجولة كما يظن المراهقون، ولا تحتاج إلا 10 - 15 يوما فقط لكي تتخلص خلاياك من حالة الإدمان التي تسببها السيجارة، وبعد تلك الأيام وبعد انسحاب مادة النيكوتين المسببة للإدمان من دم المدخن فلن تعود إلى السيجارة مرة أخرى، والعودة تكون بسبب ضعف الإرادة وضغط الأصدقاء وليس بسبب الحنين والرغبة في التدخين.
لعلاج الالتهابات المزمنة المتوقعة مع التدخين يمكنك تناول كبسولات klacid 500 mg مرتين في اليوم لمدة عشرة أيام، مع شرب المزيد من الماء والعصائر، وترك التدخين نهائيا.
علاج الربو أصبح متطورا جدا في الآونة الأخيرة، فهناك بروتوكول عالمي متبع في علاجه ومتابعة حالاته، يمكنك الاطلاع عليه والاستفادة من المحتوى العربي لهذا البروتوكول أو البرنامج التالي:
- المرحلة الوقائية من المؤثرات التي تؤدي إلى ضيق في الشعب الهوائية، وبالتالي الإحساس بضيق النفس وسماع صوت الصفير في النفس، وبداية تجنب التدخين كما قلنا حتى مجالس المدخنين يجب تجنبها.
- تجنب التعرض لتيارات الهواء الباردة من المكيفات، خصوصا بعد الاستحمام والتعرق.
- تجنب أدوية الأسبرين وأدوية الروماتيزم؛ لأنها من الأشياء التي تؤدي إلى نشاط الربو.
- تجنب العطور والغبار وروث البهائم، والانفعالات الزائدة، سواء الضحك أو البكاء وتجنب كناسة وغبار المنزل.
المراحل الأولى لعلاج الربو هو في تناول بخاخ الفنتولين ومتاح الآن أنبوب يسمى spacer حيث يركب عليه البخاخ لتوصيل الدواء بكل سهولة ويسر، ثم في إضافة بخاخ فلوكسوتيد مع الفنتولين، ولكن للحالات الشديدة يجب تناول البخاخ المزدوج المناسب لتلك المرحلة من مرض الربو وهو (symbicort turbohaler 160mcg or 320 mcg) وهذا البخاخ أفضل لأنه يعتبر بخاخا وقائيا controller وعلاجيا releaver في نفس الوقت.
كل أنواع البخاخات ليس لها أعراض جانبية بما فيها التي تحتوي على الكورتيزون؛ لأن جرعاته قليلة للغاية، ولا تؤثر على الغدة فوق الكلية التي تفرز الكورتيزون الداخلي، ولا تثبط عملها مهما طالت الفترة التي يتم فيها تناول البخاخ، ويعمل البخاخ على توسعة الشعب الهوائية وعلاج الالتهاب الحادث بها، ولا يسبب استعماله - كما يقول البعض - إدمان البخاخ، فالمشكلة في ضيق الشعب بسبب المؤثرات الخارجية، وليس بسبب استخدام البخاخ وبالإضافة إلى البخاخ هناك حبوب تسمى singulair 10 mg تؤخذ يوميا تساعد كثيرا على علاج الربو فلا بد من تناول تلك الحبوب.
وفقك الله لما فيه الخير.