كيف أختار الزوجة الصالحة؟

0 297

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع المتميز، والمعلومات القيمة.

أنا عمري 30 عاما وثمانية شهور، فهل سني هذا فاته الزواج؟ وكيف أختار الزوجة الصالحة؟

وما هي المدة الكافية للخطبة؛ لكي أتعرف على أخلاق الخطيبة؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والتواصل والسؤال، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يرزقك بنت الحلال، وأن يصلح لنا ولكم الأحوال، وأن يحقق الآمال، ويطيل في طاعته الآجال.

لا يمكن أن يفوتك الزواج، فعجل بالخير، وثق بأن عطاء الرجل يتصل، وقدرته على الإنجاب تمتد، ولكن خير البر عاجله، وما من إنسان تزوج إلا قال ليتني بكرت وعجلت، ونسأل الله أن يوفقك ويسعدك.

أما بالنسبة للزوجة الصالحة: فأول وأهم شروطها -كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- هو الدين، (فاظفر بذات الدين) ومن هنا يتجلى إعجاز الإسلام؛ لأن الدين يصلح كل خلل، والمصيبة أن يكون الخلل في الدين، ولذلك لما أراد الإمام أحمد أن يتزوج أرسل إحدى قريباته، فبحثت ثم قالت للإمام: وجدت لك فتاتين: الأولى، بارعة في جمالها، متوسطة في دينها، والثانية متينة الدين، متوسطة الجمال، فقال الإمام: أريد صاحبة الدين. وعاش معها ثلاثين سنة، وقال يوم وفاتها: والله ما اختلفنا في كلمة.

وقد أحسن من قال:
(وكل كسر فإن الدين يجبره ** وما لكسر قناة الدين جبران)

ثم عليك بعد الدين أن تنظر في إخوانها وأخوالها واستقرار أسرتها، بالإضافة إلى ثقافتها، ثم تأتي باقي الأمور، وهذا لا يعنى أن الجمال والحسب والنسب أمور غير مطلوبة، ولكن الأساس هو الدين والأخلاق.

ومن المهم أن تشعر بالقبول والميل والارتياح والانشراح عند النظرة الشرعية، فالإسلام يبني الأسرة على الرضا والقبول المشترك؛ لأن التلاقي حقيقة بين الأرواح، وهي جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.

وإذا وجدت الفتاة المناسبة، وسألت عنها، وسألوا عنك، وأشركت أسرتك، وحصل التعارف بين الأسرتين، فعندها لا نملك إلا أن نقول: لم ير للمتحابين مثل النكاح.

ولا مصلحة في طول الخطبة؛ لأنها فترة لا تخلو من المجاملات، وإظهار الحسنات، ولكن إذا وجد الدين، وتم القبول، فالمطلوب إكمال المراسيم.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، وعليكم بكثرة الدعاء، ونتمنى أن تكون واقعيا، وهي كذلك، فكلنا بشر، والنقص يطاردنا (ولا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر).

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وسوف نسعد بالاستمرار في التواصل؛ لأخذ التوجيهات في وقتها، ونسأل الله لكم السعادة والاستقرار.

مواد ذات صلة

الاستشارات