السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب أبحث منذ فترة على زوجة صالحة وذات دين وجمال، وعلى مستوى عمري، وتعليمها قريب مني في نفس الوقت.
والحمد لله وفقني الله للعثور على الفتاة المناسبة، وفيها أكثر من المواصفات التي كنت أبحث عنها أيضا، لكن يعيبها شيء واحد فقط لا غير، إنها طويلة القامة، يعني أنا لست قصيرا أبدا، طولي في حدود 175 سم، لكن هي ما شاء الله طولها قريب من 185.
والكل يعرف شعور الرجل في التفوق والقوامة واحتواء المرأة، هذه المشاعر الطبيعية في الرجل، وأيضا نظرة المجتمع لهذا الزواج الذي قد يكون في نظرهم غير متكافئ. وهذه الأشياء تجعلني مترددا جدا، وفي نفس الوقت لا أريد أبدا أن أضيع هذه الفتاة.
فما توجيهكم لي مشكورين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك ابننا الكريم في موقعك، ونشكر لك التواصل والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ويصلح الأحوال، وأن يلهمك رشدك ويحقق لكم الآمال.
ننصحك بعدم التفريط في فتاة وجدت فيها أكثر مما تطلب من مواصفات؛ فقط لأنها طويلة قليلا، ولست أدري متى كان الطول عيبا في الأبناء أو البنات؟ وهل يمكن أن يجد الناقص كاملة؟ وهل يمكن أن تحلم الناقصة بشاب لا عيب فيه؟ وكلنا بشر، والنقص يطاردنا، وكفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه، وقد أرشدنا رسولنا إلى ميزان عدل فقال: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر).
ولا يخفى على أمثالك أن الدين يغطي على كل ما يراه الناس عيبا، فكيف إذا وجدت مع الدين الأخلاق والجمال، فاحمد الكبير المتعال، ولا تلتفت إلى أفكار الجهال، واعلم أن إرضاء الناس محال.
وقوامة الرجل وحسن رعايته لأسرته ليست بطوله أو ضخامته أو عضلاته، بل إن الدرجة الواردة في قوله تعالى: (وللرجال عليهن درجة) ليس المقصود منها ما يتبادر إلى عقول كثير من الرجال، بل الأمر كما قال ابن جرير الطبري: (هي درجة العفو والصفح والسماحة) وليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب.
وأرجو أن تتعوذ بالله من الشيطان، وتجنب تضييع الفرصة، وأنت في مقام أبنائنا، ولذلك ننصحك بترك التردد، ونتمنى أن لا تشعرها يوما بأنك ترددت لطولها، وغالبا ما يختفي كثير من الطول بامتلاء جسدها بعد الزواج.
وهذه وصيتنا لك بتقوى، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.