السؤال
السلام عليكم.
عمري 43 سنة، مرضت منذ أربعة أعوام، وذهبت إلى أخصائي نفسي، وشخص لي مرضي بأنه وسواس قهري وخوف وهلع واكتئاب، وتتمثل أعراض هذا المرض: بالتوتر الشديد، والتشنج، وأوجاع كبيرة في الرأس والمعدة، وإعياء شديد، وتكرار أفكار سيئة ومخيفة، وعدم القدرة علی الأكل أو النوم، حتى أن هذا القلق يؤدي بي دائما إلی أن السبيل الوحيد إلی الراحة هو الموت.
وصف لي الطبيب بعض الأدوية مثل: XANAS RETARD 1mg و AMYTRILL 10 و Paxetin 20mg و Vitamin E200، صحيح أن حالتي تحسنت بهذه الأدوية، ولكن من فترة إلی أخری أتعرض إلی نكسات، فهل لمرضي من شفاء، أم أني سأستمر علی هذه الأدوية بقية حياتي؟
أرجو النصيحة، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بعد القراءة المتأنية لاستشارتك، لعل من المرجح أن ما تعانين منه هو اكتئاب، فالتشخيص هو اكتئاب، والهلع والوسواس والخوف هي أعراض مصاحبة للاكتئاب، ويقال أن ثلاثين بالمائة من المرضى المصابين بالاكتئاب يعانون من أعراض الخوف والقلق، هذا من ناحية.
من ناحية أخرى أن الاكتئاب النفسي من أكثر الأمراض النفسية استجابة للعلاج، ويمكن أن تختفي الأعراض نهائيا، ويعيش الشخص حياة طبيعية، ولكن من جهة أخرى أحيانا تحدث انتكاسات، أو يعود المرض لأسباب خارجية، أو لضغوط حياتية.
راجعت قائمة الأدوية التي تستعملينها: وبها مضادان للاكتئاب هما الـ (إيمتربتالين) والـ (باروكستين)، أما الـ (زاناكس) فهو مهدئ، ومضاد للقلق، ولا أوصي بالاستمرار في تناوله لفترة طويلة، لأنه قد يسبب ويؤدي إلى الإدمان، وهناك بعض الدراسات بخصوص فيتامين (E) ولكن ليست ثابتة لدرجة كبيرة بفائدته في أعراض التوتر والقلق والاكتئاب.
الشيء الآخر الذي أحب أن أنصحك به هو: ليس علاج الاكتئاب النفسي بالأدوية فقط، بل إن هناك علاجات نفسية مساعدة للأدوية، خاصة العلاج النفسي الذي يعرف بالعلاج السلوكي المعرفي، فإن في كثير من الأحايين إضافة العلاج السلوكي المعرفي إلى مضادات الاكتئاب تسرع في الشفاء من الاكتئاب النفسي، وتقلل من الاعتماد على الحبوب، وتحسن أداء الشخص في الحياة واختفاء الأعراض.
فلذلك أرجو أن تحاولي أن تطلبي من طبيبك أن يحولك إلى معالج نفسي له دراية وخبرة في العلاج النفسي السلوكي المعرفي، لكي تضيفها إلى الأدوية، وإن شاء الله ستتحسن حالتك، وتزول معظم الأعراض.
وفقك الله وسدد خطاك.