أريد أن أربي ابنتي تربية دينية، فبماذا تنصحونني؟

0 444

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابنتي عمرها سنة، وأريد أن أربيها تربية دينية على نهج السلف الصالح، لكنني لا أعرف سبيلا لتحقيق ذلك، خاصة أنني نشأت في بيت محافظ جدا، لكنه للأسف يراعي العادات والتقاليد أكثر مما يقرره ديننا الإسلامي، وأنا ألتمس العذر لوالدي فهما لم يتعلما، وهما بدورهما أيضا تربيا على ذلك.

أنا والحمد لله تربيت على الأخلاق، واحترام الآخرين، ومساعدة الضعفاء والمحتاجين، إلا أننا لم نعاقب يوما على ترك الصلاة، وكان لنا مطلق الحرية في الاستماع إلى الأغاني، ومشاهدة المسلسلات.

وأيضا النظام التعليمي على المستوى الديني سطحي جدا، وبالتالي وجدت نفسي أمام مسؤولية عظمى، فإني أعلم جيدا أنني مسؤولة أمام ربي عن أطفالي، ولا أريد أن أعيد خطأ والدي مع أولادي، فكيف السبيل إلى أن أربي ابنتي على دين الإسلام فتلتزم بأركانه حبا في الله لا خوفا مني؟

أتمنى أن أجد عندكم شيخنا الفاضل النصائح، والمنهاج الذي أمشي عليه في تربية ابنتي، وجزاك الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونحيي رغبتك في الخير، ولا يزال الإنسان بخير ما نوى الخير، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يقر أعيننا بنجابة العيال، وأن يسعدك، ويحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

فكرة السؤال رائعة، وصلاح الأطفال أمنية لأنبياء الله والصالحين قال تعالى على لسان خليله إبراهيم -عليه صلاة ربنا الجليل-: {رب هب لي من الصالحين}، وعلى لسان عبده ونبيه زكريا: {رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء}، وتردد هتاف الأخيار {ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما}.

وصلاح الذرية يتحقق بفهم الدين على منهج السلف، والتأسي والاقتداء برسولنا وأصحابه ومن سلف، وأسرع طرق التعلم هي القدوة الحسنة، فاجعلي البداية منك ومن زوجك، واعلمي أن ابنتك سوف تقتدي بك.

ومما ننصح به ما يلي:
1- الدعاء لنفسك، ولزوجك، وطفلتك.

2- الاتفاق على خطة موحدة في تربيتها، واحفظوا سمعها فلا تسمع إلا الذكر والقرآن، والخير، وبصرها حتى لا ترى إلا الركوع والسجود والخير، حتى يمتلئ قلبها بالحكمة والخير، قال تعالى: {والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون}.

3- عليكم بإشباعها من العطف، والحب، والرحمة، والاهتمام، والإرضاع، والتواصل الجسدي والاحتضان، وقد مدح النبي صالحات نساء قريش، وكان مما قال: أحناه على ولد في صغر، فالحنو يولد الاستقرار النفسي والثقة، والإيجابية والنجاح.

4- التعرف على خصائص مراحلها العمرية واحتياجاتها، ومما يعينكم على ذلك التواصل مع موقعكم، والاستماع لبرنامج الأسرة السعيدة في الموقع الحلقات من 20 إلى 25.

5- الحرص على غرس الإيمان والقيم الإسلامية عبر التمسك بها، والتحبيب فيها، وتعليمها بأسلوب مختصر باستخدام القصص والألعاب الهادفة، مع ضرورة الابتعاد عن القسوة والصراخ فضلا عن الضرب، فالمربي الأعظم ورسولنا الأكرم لم يضرب.

6- الحرص على تلاوة القرآن إلى جوارها بصوت مسموع، وترديد الكلمات، وخاصة لفظ الجلالة كمقدمة لتعليمها القرآن، وحب الرسول، ومبادئ الإسلام، شريطة أن يكون التعليم بأسلوب هادئ، وحصص قصيرة، ومتحركة ونبرات معتدلة، وتدرج في التعليم.

7- تخصيص وقت لها ومشاركتها اللعب، والإقبال عليها، وتجنب الخصام أمامها، مع ضرورة الثناء على إيجابياتها، والإهمال والتغافل عن أخطائها.

8- إعطاؤها مساحة من الحرية، وعدم منعها من الأكل وحدها، والفرح بمحاولاتها للبس الثياب أو النعل (فلا تعطوها السمك ولكن علموها كيف تصطاد السمك)، وتعلم المهارات من أهم ما يعين على تقوية الثقة في النفس بعد الثقة في الله والطمع في معونته.

9- لزومكم طريق المتقين والحرص على الحلال وسلامة الصدر، وحب الخير للناس، والبر والصلة من عوامل التوفيق ومن أسباب الصلاح في الذرية.

وفقك الله وسدد خطاكم، وسوف نسعد بالاستمرار في التواصل حتى تصلكم التوجيهات في أوقاتها المناسبة، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

مواد ذات صلة

الاستشارات