السؤال
السلام عليكم
كيف أحصن نفسي من كل شر ومكروه؟ وما هي الأذكار ضد العين والحسد والمس والسحر, وأقوال وأفعال وأعمال المنكر والذنوب والمعاصي والآثام؟
وكذا الفتن والمشاكل الأسرية، مثل الطلاق وتعطيل الرزق وتأخر الإنجاب وغيره أو الستر والاعتداء، مثل الضرب والعنف التحرش أو عدو وغيره؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك - مرة أخرى- في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء.
بخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة الفاضلة- من الحفظ من هذه الأشياء كلها، أولا يكون باتباع الوسائل التالية:
- المحافظة على صلاة الفجر في وقتها، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا أنه (من صلى الفجر فهو في ذمة الله) ومعنى في ذمة الله: أي في عناية الله ورعايته، ولن يناله أحد بمكروه أو أذى بإذن الله تعالى.
- التهليلات العشر بعد صلاة الصبح: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) فإن هذه قال عنها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وكانت حفظا له من كل سوء، وكانت حرزا له من الشيطان الرجيم يومه ذلك حتى يمسي).
إذا المحافظة على التهليلات العشر، ولو جعلتها التهليلات المائة لكان أفضل وأعظم، لأنه مما لا شك فيه ستكون قوتها أكبر.
- المحافظة على قول: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحا ومثلها مساء.
- المحافظة على قول: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات صباحا ومثلها مساء، مع بقية أذكار الصباح، فهذه مهمة جدا.
- المحافظة على أذكار النوم، وعدم النوم إلا على طهارة، والاستمرار في قراءة الأذكار حتى تغيبي الوعي تماما.
- جعل ورد من القرآن الكريم يوميا تقرئينه، خاصة إن كان عندك وقت، ويا حبذا لو قرأت سورة البقرة كاملة كل يوم.
- الاستماع إلى الرقية الشرعية، وأنصح برقية الشيخ محمد جبريل -هذا المقرئ المصري - فإنها سوف -بإذن الله تعالى- تذهب عنك كيد شياطين الإنس والجن، وسوف تعمق لديك قضية الإيمان بالله تبارك وتعالى.
من الممكن أن تقرئي عن بعض كتب الإيمان التي تتحدث عن عظمة الله وقدرة الله، حتى تقوى عندك المعرفة بالله تبارك وتعالى، هذه المعرفة ستؤدي إلى مزيد من حب الله تعالى، وإلى مزيد من الخوف من الله، وهذا الخوف هو الذي -بإذن الله تعالى- سيبدد آثار هذه المعاصي والمنكرات، وسيجعلك في حرز من هذه الأشياء -بإذن الله تعالى- .
اعلمي -بارك الله فيك- مع كل هذا الذي ذكرته أن ما قدره الله تبارك وتعالى فهو كائن لا محالة، بمعنى أن الإنسان قد يكون متحصنا بعشرات النصوص، ولكن يصيبه شيء من قدر الله تعالى، وهذا وارد، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- رغم أنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكمل الناس إيمانا وأوفر الناس عقلا وأزكى الناس نفسا وأكثرهم تقى لله تعالى وخشية له، إلا أنه أصيب بالسحر، وهذا جعل الله تبارك وتعالى فيه فائدة لنا، حتى لا نيأس ولا نحزن، ولا يقول الإنسان: كيف أنا أصلي ويحدث لي هذا؟ نقول: هل أنت تصلي أكثر من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟!
هذا قدر الله تعالى، فما قدر الله فهو كائن، ولكن نحن أمرنا بالدعاء والإلحاح على الله، والنبي -صلى الله عليه وسلم- بشرنا بقوله: (لا يرد القضاء إلا الدعاء)، وبقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء، فإنه لا يهلك مع الدعاء أحد) فنحن نجتهد في الدعاء والإلحاح على الله تعالى، والإكثار من الصلاة على النبي المصطفى محمد -صلى الله عليه وسلم- وهذه الأدعية التي أشرت عليك والاستعاذات، خاصة أذكار الصباح والمساء، والنوم على طهارة مع الأذكار، وأبشري بفرج من الله قريب.
هذا وبالله التوفيق والسداد.