السؤال
السلام عليكم
حالتي تتمثل في عدم القدرة على أخذ نفس عميق إﻻ بعد عدة محاوﻻت من التنهد والتثاؤب، حتى أحس بصدري سمح بمرور الهواء.
أحيانا أحس أني أختنق، وسأموت، وهذه الحالة معي منذ 13 سنة، كل يوم ﻻ تفارقني أبدا، مما ولد عندي كثرة الوسواس والقلق، خاصة وسواس الموت، وأصبح لدي ألم في الصدر، وخاصة عند فم المعدة.
علما أني لم أشرب دواء الدوغماتيل، تخف قليلا هذه الأعراض، هل يوجد دواء أحسن منه؟ زرت جميع الأطباء يقولون ليس عندك شيء!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ messaoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
أخي الكريم: بالفعل الذي تعاني منه هو ناتج عن قلق نفسي، والقلق النفسي بما أنه نوع من التوتر قد يؤدي إلى توترات عضلية، ومن عضلات الجسم التي تتأثر أكثر من غيرها عضلات الصدر، وهذا الانقباض الذي يحدث في القفص الصدري يعطي الإنسان الشعور بأنه لا يستطيع أن يتنفس جيدا أو أنه مختنق، هذه الحالة معروفة، وهي ظاهرة ناتجة عن القلق النفسي، وأنت بالفعل لديك نوع من القلق والوساوس والمخاوف خاصة من الموت، أحسبها من الدرجة البسيطة.
العلاج - أيها الفاضل الكريم - لا يتمثل في الدواء فقط، العلاج يتمثل في أن ترفض الفكر الوسواسي تماما، وأن تصحح مفاهيمك عن الموت، فالموت حقيقة أزلية، والإنسان يسعى أن يعمل لما بعد الموت، ويسأل الله تعالى أن يطيل عمره في عمل الصالحات، وأن يختم له بخاتمة السعادة، وأن يدرك الإنسان بأن الخوف من الموت لا يزيد في العمر لحظة ولا ينقص منه لحظة، ووجدت أن المشي في الجنائز يقلل الخوف من الموت، أو الخوف المرضي، ويزيد الخوف المشروع، والخوف المشروع مطلوب أيها الفاضل الكريم. هذه نقطة.
النقطة الأخرى: أنت تحتاج لعلاج استرخائي مكثف، هنالك تمارين استرخائية إذا طبقت بصورة صحيحة تؤدي تماما إلى علاج حالتك.
أريدك أن تستلقي في مكان هادئ، في الغرفة مثلا، استمع لشيء من القرآن الكريم بصوت منخفض، اجعل إضاءة الغرفة خافتة، تفكر في شيء جميل، أغمض عينيك قليلا، افتح فمك قليلا، ثم خذ نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، يجب أن يكون النفس ببطء شديد، يستغرق ثمان إلى عشر ثوان من حيث المدة، ثم بعد ذلك أمسك الهواء في صدرك لمدة لا تقل عن خمس ثوان، ثم أخرج الهواء خلال عشر ثوان عن طريق الفم، يعني أن يكون إخراج الهواء أيضا بقوة وبطء شديد، فشهيق مسك الهواء في الصدر، ثم زفير.
هذا التمرين يكرر خمس مرات متتالية بمعدل ثلاث مرات في اليوم، يفيدك كثيرا ولا شك في ذلك، وهذا أمر مجرب.
أريدك أيضا أن تتدرب على قبض وفك العضلات، أمسك عضلات راحة يدك، اقبض عليها بشدة، ثم أطلقها ببطء، وكن متأملا أنك الآن في حالة قبض واسترخاء، وهكذا عضلات البطن.
أنا أريدك أن ترجع لاستشارة موقعنا، والتي هي تحت رقم (2136015) سوف تجد أننا تحدثنا عن هذه التمارين ببساطة شديدة ووضوح كامل، وعليك بالتطبيق، ويمكن أيضا أن تذهب إلى اختصاصي نفسي ليقوم بتدريبك على هذه التمارين، هذا هو العلاج الرئيسي بالنسبة لك.
الأمر الآخر: لا أريدك أن تكتم، يجب أن تكون شخصا منفتحا، صريحا، متفائلا، معبرا عن ذاتك، الكتمان يؤدي إلى الانقباضات العضلية والاحتقان السلبي.
ممارسة الرياضة مهمة جدا أخي الكريم مسعود، وأريدك أيضا أن تضع خارطة لمستقبلك: كيف تديره؟
أما بالنسبة للعلاج الدوائي: الدوجماتيل يساعد، لكنه ليس علاجا كاملا، العلاج الكامل هو الـ (زيروكسات Seroxat) والذي يسمى علميا باسم (باروكستين Paroxetine) ويسمى في الجزائر تجاريا (ديروكسات Deroxat).
تناول الزيروكسات CR بجرعة 12.5 مليجراما يوميا لمدة شهرين، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12.5 مليجراما يوميا لمدة شهرين، ثم 12.5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم 12.5 مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
أما الدوجماتيل فتناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.