تقدم لي شاب أقل مني في المستوى فهل يؤثر ذلك علينا مستقبلا؟

0 314

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة تقدم لخطبتي شاب محافظ وحريص على صلاته وهو يؤيد السيسي، مشكلة هذا الشاب أنه أقل مني اجتماعيا وماديا, أصبح اليوم عمري (27) عاما، وبدأ الناس يتحدثون عني، وفي بعض الأحيان أجد والدتي حزينة جدا لأن بنات خالاتي وعماتي تزوجن كلهن وهن أصغر مني في العمر، وتم زواجهن من عائلات غنية اجتماعيا وماديا.

بدأ الشباب يتقدمون لي وأنا في عمر (17) سنة، في الوقت الذي لم يتقدم لقريباتي أي رجل, ومن ذلك الوقت وأنا بدأت برفض الخطاب أو العكس، وكانت تقول لي أمي وأبي أيضا بأن نصيبي قليل، وأن هذا النوع من الأزواج هو المكتوب، لماذا الفقير، والذي يكون من بيئة اجتماعية منخفضة?

وافقت على آخر شاب خطبني رغم ظروفه الاجتماعية والمادية، وافقت علية لسببين: من أجل إدخال الفرح والسرور إلى قلب والدي ووالدتي وحتى أتخلص من كلام الناس، علما أن أقاربي عندهم طبقية شديدة، وبمجرد زواجي من هذا الشخص سيتكلمون عني، أمي حزينة، ماذا أفعل، فأنا أعيش في حرب نفسية، وكيف أتزوج من إنسان مستواه المادي أقل من بنات أقاربي؟

أرجو منكم ساعدتي وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، ويحقق لنا ولكم في طاعته الآمال، وأن يقدر لك الخير، وأن يكرمك بأفضل الرجال.

لا شك أن الدين والأخلاق هي أهم شروط الزوج، بل هي وصية نبينا القائل: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، ولكننا نتمنى أن يكون زواجك من الشخص المناسب، ولا تتزوجي لتسكتي الناس أو ترضي الوالدة، أو لتخرجي من البيت، أو تتخلصي من كلام الناس، ولكن تزوجي عن رضى وقبول وارتياح وانشراح، واعلمي أن مشوار الحياة طويل، والحياة لا تخلوا من الجراح مع ما فيها من الأفراح، ولذلك فلن يصمد أو ينجح أو يفلح إلا من أقامها على تقوى من الله ورضوان.

وليت بناتنا أدركن أن المطلوب هو الزوج المناسب، والزواج الناجح وليس مجرد الزواج، ونتمنى أن لا يدفعك تأخر الخطاب إلى التهاون أو التنازل، واجتهدي في مشاورة والدتك، وقبل ذلك أولياؤك من الرجال، لأن الرجال أعرف بمعادن وأخلاق الرجال، وعلى أولياؤك أن يسألوا عن كل من يتقدم إليك، وهذا دورهم ومسؤوليتهم.

وهذه وصيتنا لك، بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وننصحك بمراعات واقعك الأسري، ولسنا ممن يؤيد السباحة عكس التيار، لأن العادات الراسخة والمفاهيم المتأصلة تحتاج إلى وعي الشباب، وتوضيح الدعاة، فلا تدخلوا التجربة المذكورة طالما كان الوضع معقد، ولا تفكري بطريق من تريد الخلاص وإسكات الأصوات، وغدا سوف ينجلي الغبار، ولن يصح إلا الصحيح.

وعلينا أن ننظر في الدين، والأخلاق، والبيت الذي جاء منه، والرفقة، والقدرة على تحمل المسؤولية، والحضور، والمشاركة، والتفاعل مع أفراد المجتمع، وقد لا تتضرري كثيرا من تأييده لفلان أو لعلان، فما أكثر من تختلط عليهم الأمور، ويخدعهم الإعلام ببريقه، وما أكثر من يقف مع ابن بلده أو مجاملة لأهلة، وقد نحتاج لوقت طويل من أجل تغيير المفاهيم، ونسأل الله أن يهلك الظالمين، وأن يهتك أسرار المنافقين حتى لا ينخدع بهم الطيبين.

سعدنا بتواصلك، ونسأل الله أن يوفقك ويقدر لك الخير ثم يرضيك، وأن يفرح بك والديك وأفراد أسرتك، وشكرا مجددا على ثقتك في موقعك وتواصلك.

مواد ذات صلة

الاستشارات