كيف أتخلص من الخوف من الموت، فقد اسودت الحياة في ناظري؟

0 318

السؤال

بداية أو د أن أشكر لكم جهودكم المبذولة في الموقع من رد على الاستشارات، وحسن تعامل، وأفتخر بمثل هذه المواقع العربية.

أنا فتاة، عمري 28 سنة، عزباء، ظهرت لدي مخاوف من الموت منذ أن كنت في المرحلة المتوسطة -لا أذكر بالضبط-، ولكن أذكر أنني عندما كنت في نهاية المرحلة الثانوية استيقظت من النوم فجأة، وشعرت بخفقان شديد في قلبي، لدرجة أني أحسست بأنه سيتوقف، ولم أستطع التنفس حينها، ومنذ تلك الفترة وأنا أشعر بخوف من الموت.

ذهبت إلى مستشفيات عدة، وأجريت عدة تحاليل، وقمت بعمل تخطيط للقلب الاي سي جيلا، وكانت كلها سليمة، ما عدا الكلسترول، فقد كان 217 فقط، وأعاني من القولون منذ 8 سنوات، كما أعاني من الأرق الذي أتعبني، وتنتابني حرارة وبرودة في جسمي عندما أستيقظ من نومي عدة مرات يوميا، مع خفقان وألم في القلب، وشعور بأن أحدا ما يسحبني، وأني سأفارق الحياة، وأشعر حينها بعدم القدرة على الرؤية، وتنتابني كوابيس مزعجة مثل: الغرق، أو أن هناك أناسا يموتون، وغير ذلك، مع شعور بألم في يدي اليسرى والجهة اليسرى من جسدي، ورعشة ودوخة مستمرة، وعدم اتزان.

أعلم بأني قد أحتاج لرقية من شيخ أو علاج نفسي، ولكن أرجو منكم مساعدتي باللازم من تعليمات وأدوية تزيل عني هذا الخوف من الموت.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الهنوف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب.

النوبة الحادة التي أتتك في الفترة السابقة كانت نوبة فزع أو هرع، وهي بالفعل مخيفة جدا، وتظل في كيان الإنسان لمدة ليست بالقصيرة، وقد ينتج عنها أي نوع من المخاوف، فالخوف من الموت من المخاوف الشائعة جدا.

فإذا الذي حدث لك هو نوبة قلقية حادة، أي نوبة فزع، ثم بعد ذلك تولد عندك الخوف من الموت، وبصفة عامة ظل القلق معك مما جعلك تحسين بالإجهاد واضطراب النوم وعدم الارتياح العام.

أيتها -الفاضلة الكريمة-: بالنسبة لموضوع الحاجة للشيخ: أنت محتاجة للرقية الشرعية، وأن تحافظي على صلاتك وأذكارك وتلاوة قرآنك، وهذه أمور لا بد أن تستصحبيها في حياتك.

حالتك حالة طبية، لكن قطعا العلاج الإسلامي يمثل دافعا إيجابيا للإنسان.

أنت محتاجة لعلاج دوائي، اذهبي وقابلي الطبيب النفسي أو طبيبة الرعاية الصحية الأولية، ومن أفضل الأدوية التي سوف تساعدك العقار الذي يعرف تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex)، ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram)، وهو دواء رائع جدا لعلاج القلق، ولعلاج المخاوف، ولعلاج الوساوس، ولعلاج التوترات، وكذلك الأعراض النفسوجسدية.

الجرعة هي أن تبدئي بخمسة مليجرام -أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام-، تستمرين عليها بانتظام لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك تجعليها حبة كاملة ليلا -أي عشرة مليجرام- تستمرين عليها لمدة شهر، ثم تجعليها عشرين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضيها إلى عشرة مليجرامات يوميا لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرامات يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرامات يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقفين عن تناول الدواء، وهو من الأدوية الرائعة جدا، والسليمة جدا، والفاعلة جدا.

ومن الترتيبات التي يجب أن تجعليها منهجا في حياتك:
- تجنب النوم النهاري، والنوم ليلا مبكرا.
- والحرص على أذكار النوم.
- وتجنب تناول الميقظات كالشاي والقهوة بعد الساعة الخامسة مساء.
- التمارين الاسترخائية والتمارين الرياضية سوف تفيدك كثيرا، خاصة في علاج أعراض القولون العصبي، والذي هو في الأصل ناتج من العصاب.
- وعليك بالدعاء.

أيتها الفاضلة الكريمة: الخوف من الموت نحب أن نقسمه إلى قسمين: الخوف الشرعي والخوف المرضي.

- الخوف الشرعي مطلوب، وهو الذي لا يعيق الإنسان عن أن يعيش حياته، وألا ينسى نصيبه من الدنيا، وأن يعمل لآخرته.

- والخوف المرضي الذي يعيق الإنسان ويقعده عن العمل، ويتخلص الإنسان منه بأن يعلم ويدرك أن الموت لا شك واقع، وأن الأعمار بيد الله، وأن الخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان لحظة ولا ينقصه لحظة أبدا.

وقطعا عقار سبرالكس سوف يساعدك كثيرا لإزالة هذا النوع من الخوف المرضي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات