السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
معظم زميلاتي غافلات، بل أصبحن فاجرات -والعياذ بالله- وقد حاولت إرشادهن كثيرا، ولكن الله يهدي من يشاء سبحانه، فهل أبتعد عنهن لأحمي نفسي؟ وهل استمراري معهن يعتبر نفاقا؟ أم ماذا أعمل؟ أرشدوني.
بارك الله فيكم.
السلام عليكم ورحمة الله.
معظم زميلاتي غافلات، بل أصبحن فاجرات -والعياذ بالله- وقد حاولت إرشادهن كثيرا، ولكن الله يهدي من يشاء سبحانه، فهل أبتعد عنهن لأحمي نفسي؟ وهل استمراري معهن يعتبر نفاقا؟ أم ماذا أعمل؟ أرشدوني.
بارك الله فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حجيبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
نسأل الله أن يحفظك، ويوفقك لما يحبه ويرضاه، ونسأله تبارك وتعالى أن يلهمنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.
فإن الفلاح للمسلمة في أن تكون في صحبة الفاضلات الصالحات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله، وهذا هو توجيه الإسلام للمؤمنين والمؤمنات، قال تعالى: (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا)[الكهف:28].
والإنسان يتأذى من صحبة الأشرار، فالصاحب ساحب، وقد شبه رسولنا صلى الله عليه وسلم جليس السوء بنافخ الكير، ونافخ الكير إما أن يحرق على جليسه ثيابه بما يتطاير من كيره من شرر، وإما تجد عنده رائحة منتنة، وهكذا من تجلس مع الفاسقات وتصادق الفاجرات، تلطخ سمعتها وتصبح مكانا للتهمة والريبة، ويتجنبها الأخيار والفاضلات، وإذا نزل غضب الله على الفاسقات فإنه يشمل من يجالسهن، والعياذ بالله.
وقد جيء لعمر بن عبد العزيز برجل صالح صائم، كان يجلس مع من يشربون الخمور، وقال له الحراس: هذا كان معهم لكنه لم يشاركهم في الشراب بل هو صائم، فقال رحمة الله عليه: وبه فابدءوا العقوبة، فإن الله يقول: (إنكم إذا مثلهم)[النساء:140].
وأرجو أن تحرصي على مصاحبة الصالحات، واطلبي العلم الشرعي، واجتهدي في الطاعة، وتعاوني مع الفاضلات على نصح الغافلات، وإذا هدى الله على أيديكن إحداهن فذلك خير لكن من حمر النعم، واحرصي على الاهتمام بالأسلوب اللطيف، واختاري الأوقات الفاضلة، واجعلي نصحك لهن على انفراد؛ فهو أنفع وأجدى -بإذن الله-، واظهري لهن الحرص على مصلحتهن والشفقة عليهن.
وعليك بحماية سمعتك ونفسك؛ وذلك بالابتعاد عن أماكن الريبة وأهلها، فإن الفتاة مثل الثياب البيضاء لا تحمل الأوساخ، ولقد أحسن من قال: (إن البياض قليل الحمل للدنس) وإنما يقوم بالنصيحة من تيقن أن كلامه يقبل، وأمن على نفسه من الانحراف، وكان على علم بالأسلوب الشرعي في النصح والتوجيه، ولا مانع من تنبيه من ينتفعن من نصحه من المعلمات والمحارم، وإذا كانت هناك مصلحة في إبقاء علاقات بسيطة معهن فلا مانع إذا أخذت الاحتياطات اللازمة، فلا تقومي بزيارتهن وحدك؛ لأنهن لا يؤتمن بحال، وحق للإنسان أن يخاف ممن يعصي الله، وودت الزانية لو زنت جميع النساء، ولابد أن يشعرن بعدم رضاك بتصرفاتهن، فإن المسلم إذا رأى منكرا يغيره بيده، فإن لم يستطيع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك بأن يشهد الله على عدم رضاه على المنكر، ويظهر عدم الرضا، ويهجر أهل الشر، ويبتعد عن بيئة الفحشاء والمنكر.
والله ولي التوفيق.