السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ترددت كثيرا في الكتابة لكم، ولكني شعرت بشدة حاجتي للنصيحة.
كنت أعمل كمعلمة لمدة 4 شهور، كنت خلالها متميزة بشهادة الآخرين، ولكن مررت خلالها بضغوط جعلتني مقصرة بعض الشيء في عملي، وحصل لي موقف أمام المديرة والطالبات، لم أستطع شرح الدرس مما دفعني للبكاء واعتذرت من المديرة.
عرضت علي مؤخرا فرصة للعمل، وترددت بأخذ القرار، فذهبت الفرصة لغيري، وعرضت علي بعدها فرصة أخرى ورفضتها؛ لأني أشعر بالخوف من الوقوف أمام الطالبات، أشعر أني لست أهلا لحمل الرسالة، ولا أتحمل المسؤولية، هذا مع حاجتي الماسة للمال.
أتحدث لصديقتي -وهي بمثابة أختي- عن كل هذا تخبرني بأني أبالغ، وأن الأمر ليس بهذه الصورة وليس بهذا السوء، فأنا من المتفوقين في المدرسة وفي الجامعة أيضا.
أعاني بين مدة وأخرى من الاكتئاب واليأس، فلا أطيق محادثة أحد، أو عمل أي شيء، وأفضل الانعزال. أشعر بالخوف من كل جديد، التردد، فقدان الثقة بالنفس، قد يصل هذا إلى فقدان الثقة بالآخرين، صعوبة اتخاذ القرارات مهما كانت بسيطة، يستولي علي اليأس بين الحين والآخر.
دائما تخبرني صديقتي بأني شديدة الحساسية، ومرت علي فترة كانت تنتابني وساوس وخوف من الأمراض.
أصبحت على مشارف الــ 25 من عمري ولكن دون هدف محدد لحياتي، أحلم كباقي الفتيات اللواتي بمثل عمري بالزوج الذي يغير حياتي ويعوضني عن كل حرمان عشته.
أصبحت أشعر بأن العمل ليس طموحي، فأنا أحلم بتكوين أسرة سعيدة لأني حرمت منها بعد وفاة والدي، ولا إخوة لي، وأختي الوحيدة متزوجة، وأعيش مع أمي فقط، وأنا دائما أختلف معها في كثير من الأمور، قد يرجع هذا لفارق العمر بيني وبينها 40 سنة، فهي بمثابة الجدة لمن هم في مثل عمري.
أنا ملتزمة –والحمد لله- بالصلاة، وقراءة القرآن، والأذكار، مع شعوري الدائم بالتقصير تجاه ربي، كنت أذهب لمركز تحفيظ قرآن ولكن انقطعت عنه فترة عملي ولم أرجع له، تحاول صديقتي إقناعي بالذهاب إليه لكني لم أعد أحب مواجهة الناس ومخالطتهم.
أشعر أن مشاكلي النفسية كثيرة، ولا أتقبل فكرة أخذ أدوية أو مراجعة طبيب نفسي، أرجوكم انصحوني بطرق عملية للتخلص من مشاكلي، فكثيرا ما أقرأ بعض الكلمات وأشعر أنها موجهة لي، ولكنها غير قابلة للتطبيق.
نفع الله بكم وجزاكم كل خير.