السؤال
السلام عليكم
أنا بعمر 22 سنة، ومشكلتي خطيرة، وأتمنى أن أجد لها حلا، علما أني يئست من حياتي كثيرا، وتعبت لدرجة أني خسرت وزني وخسرت أصحابي بالتدريج واحدا تلو الآخر!
كنت في السابق إنسانا حياتي جيدة، أحب السهر ومشاهدة الأفلام، وأستمتع كثيرا بالخروج مع الأصحاب، وأهتم بملابسي ومظهري الخارجي، وكان من طبعي أني إنسان حساس جدا، ولا تصل حساسيتي لدرجة مضايقة نفسي.
قبل شهر ونصف وبالتحديد في رمضان الفائت أتتني حالة فجائية، كنت جالسا كعادتي أشاهد التلفاز، إلا أنه أتاني شعور غريب بضيقة في صدري وكتمان وتعب، وصلت لدرجة البكاء من دون سبب، بدأت أهلوس وأكره الخروج، وأشعر أني في حالة سوداوية، وحياة لا معنى لها، حتى إني أصبحت أوسوس في كل شيء، حتى في الوضوء، ودائما أبكي من غير أسباب واضحة! وأشعر بالندم كثيرا على كل الأسباب التافهة والأغلاط التي عملتها في السابق.
بدأ ينتابني شعور وخوف من الموت، أصبحت أخاف من كل شيء حولي، أي شيء يزعجني ويسبب لي الهلع والهلوسة، وأجلس طويلا أفكر وأبكي على أشياء كانت لا تضايقني في السابق، حتى وصل بي الأمر أني أخاف من أي شيء يحدث، وأفكر كثيرا حتى بدأ شعري يتساقط وملامحي بدأت بالذبول! أكلمكم وأنا أبكي بحرقة، ولا أجد أسبابا إلا في أغلاط عملتها في السابق.
كذلك دائما أحس أن هناك شيئا في صدري يؤلمني، ودائما يأتيني ألم في بطني وصدري عندما أخاف أو أفكر، حتى إني بدأت أشعر أن مستقبلي مجهول ومظلم!
علما أني متخرج من الجامعة، وكنت أضع طموحات جميعها تلاشت منذ بدأت أشعر بهذه الحالة، وهذا الحالة تأتيني دائما أو في الأغلب في الليل أو من المغرب إلى الصبح حتى أصبح نومي متقطعا ولا أستطيع أن أنام أكثر من 6 ساعات، حتى عندما أحاول الخروج أو الترفيه عن النفس تأتيني هذه الضيقة لدرجة أني أضحك مع الناس، وفي داخلي ألعن وأسب نفسي!
صرت أقارن حالي بحال فلان، كيف فلان يضحك ولماذا لا أصبح مثله سعيدا في حياتي؟ لماذا أنا مبتلى؟ هل ربي يعاقبني؟ هل عملت في السابق أخطاء كي يصبح حالي هكذا؟ في الفترة الأخيرة بدأ يأتيني شعور عندما أخرج أني في حلم، وأنني الآن ليس في الحقيقة وأكثر من السرحان والتبلد دائما، حتى والناس حولي.
أنا إنسان من طبعي كتوم جدا إلا لعدة أشخاص، وقد تعبوا من تقديم النصيحة لي، وتركوني حتى عندما كانوا ينصحوني كنت أقول: إن أي إنسان لم يجرب ما أنا فيه حاليا، ولا يستطيع فهم ما يدور في خاطري.
كما أني أعاني من الاكتئاب والوحدة والخوف، وأعاني بشدة من الوسواس، أرجوكم بعد الله أن تعطوني شيئا يفيدني، لأني تعبت خلال شهر ونصف كرهت حياتي.
وجزاكم الله خيرا.