السؤال
السلام عليكم.
مشكلتي -يا شيخ- أنني أحببت فتاة في الجامعة، وهي أحبتني، وصارحتها وصارحتني، ولكنها محترمة للغاية، ورأيت فيها كل مميزات الزوجة الصالحة.
ظللنا على علاقتنا التي كانت مجرد كلام فقط بدون مقابلات إلا خفيفا جدا، وبدون أي تجاوزات، وهي قد أعلمت أمها وأخاها بعلاقتنا، لكن أهلي لا يعلمون أي شيء.
ظللنا هكذا لمدة سنتين، ولكن ضميري كان يؤنبني لأنه مهما كانت علاقتنا، والتي هي مجرد كلام بيننا فقط؛ فهي حرام ولا تجوز، فقررت أن أبتعد عن هذا الفعل، وهي اقتنعت ووافقتني، وبالفعل ابتعدنا عن بعضنا، واكتفينا بمراقبة كل من الآخر من بعيد!
المشكلة هي:
أنها ترجع من حين لآخر تقول لي: إنها تعلقت بي، ويجب أن أهتم بها ولا أهملها، وإني بفعلي هذا قد ظلمتها، وأنا أحبها، ولا أريد أن أخسرها، وأقنعها بأني أحبها، ولكن أريدها بالحلال، ولا بد أن ننتظر، ولكنها تتألم عندما أبتعد عنها، فماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يعينك على التوقف حتى توضع العلاقة في إطارها الشرعي؛ فإن في ذلك حفظا لنفسك ولها حتى ييسر الله لكم الحلال، ويحقق لنا ولكم الآمال.
وقد أسعدنا شعوركما بالخطأ والخطر، وأفرحنا توقفكما، ونقدر صعوبة الوضع، ولكن الأصعب والأخطر هو التمادي في علاقة مع فتاة أجنبية دون أن يكون هناك غطاء شرعي يبرر العلاقة، وننصحك بالتقدم خطوة، وأرجو أن تكون البداية باستطلاع رأي أهلك؛ حتى لا تفاجأ بالرفض والعناد، وتكون قد ضيعت على الفتاة كثيرا من الفرص، وإذا وجدت من والديك وأسرتك المباركة والقبول؛ فمن الحكمة أن تتقدم خطوة، كأن تقوم الوالدة، أو الخالة، أو العمة، أو الأخت بالتعرف على الفتاة ووالدتها، ونعتقد أن هذه الخطوة مهمة جدا، ونقول هذا انطلاقا من خبراتنا والمواقف التي مرت علينا.
ولا مانع بعد ذلك من التقدم لخطبة الفتاة؛ حتى يحصل التعارف بين الأسرتين، ويسألوا عنك وتسأل عنهم، علما بأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها، ولا التوسع معها في الكلام، ويمكن أن يزورها في بيتها، أو يقابلها مع محرم من محارمها، ويتناقش معها في مستقبل العلاقة، أو يسألها وتسأله عن الأشياء الأساسية، وإذا رفض الأهل الخطبة فلا أقل من إشعار أهلها أنهم يريدونها زوجة لك بعد الانتهاء من الدراسة، وهذا بمثابة حجز للفتاة.
أما إذا لم يحصل هذا أو ذاك، فليس لك أن تكلمها أو تخلو بها، أو تستجيب لرغبتها في مزيد من الاهتمام، ونحن نقدر مشاعرها كأنثى -والأنثى صادقة في مشاعرها- ولكن ليس لنا ولها أن نتجاوز حدود الشرع الحنيف، فانصح لنفسك ولها بالتوقف والابتعاد حتى تأتي إلى دارها من الباب، وتقابلوا أهلها الأحباب.
وهذه وصيتنا لك ولها بتقوى الله، ونبشركما بأن من ترك شيئا لله؛ عوضه الله خيرا، وعليكما بالدعاء والاجتهاد في الدراسة، والتشاغل بها حتى يأتي الوقت المناسب لإكمال المشوار.
سعدنا بتواصلك، وبالاستشارة التي تدل على حرصك على رعاية أحكام الشرع، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يجمع بينك وبينها على الخير، وأن يلهمك السداد، وأن يغنيك بالحلال.