تناولت دواء لعلاج الوسواس، مع عدم التأكد من إصابتي به

0 165

السؤال

السلام عليكم

تناولت دواء (الفيلوزاك الفلوكستين) لعلاج الوسواس القهري، وذلك بوصف من طبيب، فزاد لدي الوسواس جدا، وأنا غير متأكد من أن ما أعانيه هو وسواس، لكن أغلب أسرتي عانت منه بأشكال مختلفة.

تأتيني فكرة لها أدلة وأسانيد منطقية، ولكنها ضد قناعتي، فأجلس أرد عليها، وأحزن منها! فهل ما حدث يعتبر طبيعيا؟

علما بأني تناولت الدواء لمدة 10 أيام، ثم توقفت، وإذا كنت لا أعاني فعلا من الوسواس، فهل سيكون الدواء مضرا؟ وهل له أي تأثير على المذاكرة والدراسة؟ وما الجرعة التي توصيني بها؟ وهل تنصحني بأن أعود لتناوله؟ وإلى متى؟ وهل أتناوله أيام الامتحانات؟

أرجو عدم الإحالة على استشارات سابقة، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abdo حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

كثيرا ما يختلط على الناس أمر الوسواس بمعناه العلمي، أي الوسواس القهري والذي قد يتمثل في أفكار أو أفعال أو طقوس متسلطة على الإنسان ويؤمن بسخفها، لكنه يجد صعوبة في ردها أو التوقف عن ممارستها، والوساوس القهرية يخلطها الناس مع حديث النفس، مع الهلاوس، مع الأمراض الظنانية البارونية -خاصة أمراض الفصام-؛ لذا نحن نقول: إن التشخيص يجب أن يتم بواسطة طبيب مختص، هذا مهم جدا -أخي الكريم-. هذا من ناحية.

على ضوء ذلك أرى وأفضل أن تقابل طبيبا نفسيا ليتأكد من التشخيص، ومن ثم توضع الآليات العلاجية.

الأمر الآخر: (بروزاك Prozac) من أفضل الأدوية التي تعالج الوساوس القهرية، لكن فعاليته الحقيقية لا تتأتى قبل ستة إلى ثمانية أسابيع من بداية الجرعة، ويجب أن يلتزم الإنسان بالجرعة العلاجية، وغالبا معظم مرضى الوساوس لا يستجيبون للجرعات الصغيرة -أي عشرون مليجراما يوميا-، ومعظمهم يحتاج إلى أربعين أو ستين مليجراما يوميا، والجرعة دائما يتم بناؤها تدريجيا، ولا تؤخذ من البداية كجرعة كلية، والجرعة التمهيدية -أي جرعة البداية- هي عشرون مليجراما يوميا.

(البروزاك) أيضا قد يسبب بعض القلق لكثير من الناس في بداية العلاج، وهذا هو الذي حدث لك. إذا هذه ظاهرة طبيعية جدا، قد تحدث مع (البروزاك)، وأنا كثيرا ما أعطي (البروزاك) ومعه عقار آخر كابح أو خافض للقلق والتوتر الذي قد يتأتى من (البروزاك) في بداية العلاج، ومن هذه الأدوية عقار يعرف باسم (فلوناكسول Flunaxol)، ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، وأيضا عقار يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil)، ويسمى علميا باسم (سلبرايد Sulipride)، وهو من الأدوية التي كثيرا ما أستعملها في بدايات العلاج بالبروزاك.

الأمر الثاني أخي -وهو مهم جدا-: أن العلاج الدوائي يمثل محورا واحدا من محاور العلاج، حيث إنها أربعة محاور معروفة، وهي: المحور الحيوي -أي الدوائي-، والمحور النفسي، والمحور الاجتماعي، والمحور الديني، لا بد لهذه الأربعة أن تتكامل مع بعضها البعض حتى يتحصل الإنسان على الفائدة العلاجية التي يرجوها.

(البروزاك) لن يكون له أي أثر سلبي على صحتك، حتى وإن لم يكن التشخيص صحيحا، لكن قطعا الإنسان يجب ألا يتناول دواء إلا إذا كان التشخيص صحيحا وتم التأكد منه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات