السؤال
السلام عليكم
بدأت مشكلتي قبل عدة سنوات، وهي التفكير المستمر بالموت، حاولت جاهدة بالرجوع إلى طبيب، وأخذ علاج نفسي، بالإضافة إلى علاج الرقية الشرعية، والحمد لله وضعيتي تحسنت، لكن الأمر لم ينته، وبدأت الأمور تسوء عندي مرة أخرى، حيث رجعت أفكر بالموت 24 ساعة، حتى عند نومي أحلم بالأموات يكلموني.
تعبت من هذا الشعور، خاصة عندما أكون وحدي أو أخرج إلى الشارع أثناء تواجد الكثير من الناس، أبدأ بالتفكير والكلام في نفسي أني سأموت الآن.
حياتي تدهورت، وأصبحت أهمل أطفالي وبيتي وزوجي.
أرجو المساعدة في حل مشكلتي، ولكم مني جزيل الشكر والتقدير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم سناريا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في استشارات إسلام ويب.
أيتها الفاضلة الكريمة: الخوف من الموت له جانب شرعي، وله جانب مرضي، فالخوف الشرعي مطلوب، لأن الإنسان الذي لا يخاف الموت لا يعمل لآخرته، والخوف من الموت حين يكون شرعيا ومنطقيا يحس الإنسان من خلاله بالأمان، وهذا أمر عجيب حقيقة -وضع فيه شيء من الخوف لكنك تحس فيه بشيء من الأمان-؛ لأن الخوف من الله تعالى يقربك إليه، والخوف من الأشياء الأخرى يبعدك عنها، ألا تتعجب من قوله: {ففروا إلى الله}، فإن الفرار يقتضي البعد والهروب ممن يخاف منه، لكن المعنى أن تخاف من الله بأن تلجأ إلى الله.
أيتها الفاضلة الكريمة: الخوف الشرعي من الموت مطلوب، وأنا أحسب -إن شاء الله تعالى- لديك هذا التوجه.
أما الخوف المرضي فهو مرفوض، وعلى ضوء ذلك: حقري فكرة الخوف المرضي من الموت من خلال: الإدراك التام أن الخوف من الموت لا يقدم في عمر الإنسان لحظة، ولا ينقص من عمره لحظة أبدا، والموت لا محالة آت، ولكل أجل كتاب، والإنسان يسأل الله تعالى أن يطيل عمره في عمل الصالحات، ويسأل الله تعالى عيشة هنية وميتة سوية.
هذه هي الأسس التي يجب أن تجعلي مستوى فكرك المعرفي قائما عليها، وفي ذات الوقت عليك أنت أن تسعي في الحياة، أن تجتهدي في الحياة، فلديك أشياء طيبة، ولديك -والحمد لله تعالى- الأسرة، أسرة كريمة مسلمة، فأعطي نفسك فرصة كاملة للتفكير الإيجابي، وكوني نافعة لنفسك ولغيرك ولأسرتك، وأكثري من التواصل الاجتماعي، واحرصي على الصلاة في وقتها، والدعاء، وهذا -إن شاء الله تعالى- يساعدك كثيرا.
أنا أيضا - وحتى تكتمل الصورة العلاجية - أنصح بتناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف، عقار مثل الـ (سبرالكس Cipralex) والذي يسمى علميا باسم (استالوبرام Escitalopram) تناوليه بجرعة صغيرة، وهي خمسة مليجرام يوميا -أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام- واستمري عليها لمدة أسبوعين، ثم أجعليها حبة واحدة يوميا - أي عشرة مليجرام - لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، أعتقد أن هذه المدة العلاجية، وهذه الجرعة الصغيرة من هذا الدواء السليم ستكون كافية جدا بالنسبة لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، نسأل الله لك التوفيق والسداد.
للفائدة أكثر: يمكنك الاطلاع على هذه الاستشارات عن علاج الخوف من الموت سلوكيا:
259342 - 265858 - 230225