تعرفت على شاب ثم التزمت وتركته والآن أفكر فيه كثيراً!!

0 155

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

أنا فتاة تدينت و-الحمد لله-، وبدأت حفظ القرآن، وصيام الإثنين والخميس، وارتداء الخمار، والمواظبة على الصلاة لدرجة الخشوع، وحفظ الأحاديث، وتعلم التجويد والتفسير، والتوحيد، والمتون، وأشياء أخرى، لكن قبل ذلك كنت عادية، وتعرفت على شاب عن طريق النت، وهو متدين، وتقي، وفيه كل ما ذكرت أني أفعله، وبلحية، ويعمل، ولديه العديد من المواهب، وهو أرسل لي؛ لأنه أحب أن يتعلم من موهبتي، وحسب أني أكبر منه سنا، وكان هو الأكبر بأربع سنوات.

ظللنا نتحدث عن أمور عادية لها علاقة بالعمل، والموهبة، وأقمت معرضا فحضر، وتحدث مع أمي في أمور عادية، وبعدها أنا تدينت، وتركته، ولكن الآن حتى وأنا ملتزمة أفكر به كثيرا، و أدعو دعاء كنت أدعو به ربي عندما أعجب بشخص، وهو: (إن كان فلانا ليس له خير في، ولا لي خير فيه فأبعده عني) وكنت أبغض هذا الشخص، والآن أدعو ربي، وأصلي استخارة، وأظل أفكر به، ولا أعلم ماذا أفعل!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ منار حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الكريمة التائبة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونهنئك على التوبة والصيام، وتلاوة القرآن، وصالح الأعمال، ونسأل الله أن يثبتك ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولك في طاعته الآمال.

لا شك أن طي تلك الصفحات من تمام التوبة لرب الأرض والسماوات، وننصحك بالإكثار من الحسنات؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يشغلك بالطاعات.

لا يخفى على أمثالك أنه ليس من مصلحة أي فتاة أن تتعلق بشاب أو تفكر في شاب لم يتقدم لطلب يدها، وإذا كان الشاب ملتزما فلا مانع من القبول به شريطة أن يأتي البيوت من أبوابها، وفي ذلك استجابة لتوجيه النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه...)

والإسلام يريد للفتاة أن تكون مطلوبة عزيزة، بل إن العاقلات من أمثالك إذا طلبها رجل ملتزم تقبل به، أما إذا طلبها رجل مناسب، ولم يكن التزامه بالدرجة المطلوبة، ولكن فيه استعداد للالتزام من الناحية الشرعية؛ فإنها تشترط فيه التمسك بالدين؛ ليكون عونا لها على طاعة رب العالمين، ويمكنها أن تجعل مهرها الالتزام، وقدوتها في ذلك أم سليم عندما طلبها أبو طلحة الأنصاري، فقالت له: ما مثلك يرد، ولكنك امرؤ كافر، فإن تسلم؛ فذلك مهري، لا أسألك غيره، فأسلم وتزوجها، فكانت من أكرم النساء مهرا.

ولا شك أن الميل لا بد أن يكون مشتركا، وعليه؛ فلا مانع من أن تسألي الله أن يأتي به إذا كان في ذلك خير لك، واسألي الله دائما بأن يرزقك بالزوج الصالح، واعلمي أن الحياة فرص، والشاب المتدين المناسب المستعد للزواج أندر من النادر.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتمنى أن تتواصلي مع الفاضلات في مراكز حفظ القرآن، وفي أماكن المحاضرات؛ حيث تتلاقى الصالحات، ولكل واحدة منهن أخ، أو ابن، أو والد يبحث عن الفاضلات من أمثالك، وأظهري بين النساء ما وهبك الله من دلال، وذوق، وجمال.

سعدنا بتواصلك، ونسأل الله أن يوفقك، ويقدر لك الخير، ويسعدك.

مواد ذات صلة

الاستشارات