أخي يعاني من الانطوائية .. فهل قسوة أبي عليه هي السبب؟

0 112

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي أخ عمره الآن 22 سنة، يعاني من الانطوائية، ولا يستطيع التحاور مع الناس بطريقة سليمة، أصدقاؤه منحصرون في مجال دراسته وإذا وجد منهم فعلا مزعجا تركهم، وفي الحي لا صديق له؛ فهو لا يختلط بهم أبدا، ويشعر بشدة الحزن حيال هذا الأمر.

أرجح أحيانا الأمر أن أبي كان منذ صغره يستهزئ به، ويوبخه أمام الناس، لدرجة أنه لو أخبره بشيء خاص بينهم كان أبي يخبر به من حولنا من جيران وأقارب مهما كان الأمر، إضافة إلا أنه شخصية حساسة جدا إن رفضه أحد شعر بالنقص.

علما بأن المجتمع من حولنا فيه نفاق، وكل اهتمامه بمصالحه، وهو لا يعلم كيف يتعامل مع مشاكله أبدا!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بشأن أخيك، أعانه الله وأخرجه من هذه الحال التي هو فيها.

لا شك أن هذه الحالة التي هو فيها لها علاقة قوية بطريقة التربية والتعامل التي كان والدكم يعامله بها من الاستهزاء والتوبيخ، ومن إشاعة أخباره على الملأ.

ولا شك أن أحداثا ومواقف متعددة تعرض لها قد أصلت عنده هذا الانطواء وضعف الثقة في نفسه، ولذلك هو في الحال الذي وصفته في رسالتك بشكل جيد.

إن مفتاح الحل في الحقيقة إنما هو عند هذا الأخ، فمن أجل التغيير عليه هو أولا أن يقتنع بالرغبة في هذا التغيير، وإلا فهو مجرد كلام نظري لا صلة له بالواقع، فهو سيستفيد كثيرا إن أنت حاولت أولا أن تشجعه على التغيير عن طريق عدم تجنب لقاءات الناس، وإنما الإقدام على مثل هذه التجمعات كي يستعيد ثقته بنفسه، أو يبنيها من جديد، فالتجنب لا يفيد إلا في المزيد من الارتباك والحرج من لقاء الناس والحديث معهم.

ويمكنه أن يبدأ كل هذا التدريب معك ومع أفراد الأسرة؛ كي يعتاد على مثل هذه المواجهة قبل اللقاء بالآخرين.

وفقكم الله، ويسر التغيير لهذا الأخ.

مواد ذات صلة

الاستشارات