السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ سنة وأنا أحاول مراسلتكم ولم أستطع، -فالحمد لله- أنني استطعت مراسلتكم على موقعكم الذي استفدت منه كثيرا، شكرا لكم على كل ما تقدمونه.

أنا سيدة متزوجة، بعد ولادتي الأولى والوحيدة قبل حوالي 3 سنوات، وبعد أن استلقيت استعدادا للنوم في الليل، أصابني دوار ودوخة شديدة، فشعرت وكأن كل شيء يدور بسرعة شديدة ومخيفة من حولي، ففزعت من ذلك، ووقفت وأنا أشعر بأن جسمي كله يدور، استمرت معي هذه الحالة لعدة أيام ثم ذهبت، ولكنني أصبحت أشعر على فترات بخوف شديد وهلع، والشعور بعدم التوازن وهبوط في الضغط عند التوتر، فقمت بزيارة الطبيب، ولكني لم أشعر بالتحسن حتى الآن، والأعراض ما زالت مستمرة عندي طوال الوقت.

الدوار والدوخة أكثر ما يتعبانني، وبعد سنة من الدوخة الشديدة، عادت لي يومين ثم ذهبت، ولكن لا زال الشعور بعدم التوازن يصاحبني ليل نهار منذ ثلاث سنوات.

اعتزلت الناس، وأخاف الجلوس بمفردي، وأجريت عدة فحوصات، وتعالجت من: الأنيميا، ونقص فيتامين دال، وفيتامين B12، وجرثومة المعدة والقولون، كما تعالجت من التهاب الجيوب الأنفية، كما أنني أعاني من الانحراف في أحد العينين وضعف النظر، -هذا من قبل الدوخة-، ولا أعلم هل الانحراف وضعف البصر هما السبب في الدوخة أم لا؟ ودائما أشعر بخفة في رأسي، وطنين في أذني، فأجريت أشعة رنين للرأس وكانت النتيجة سليمة -والحمد لله-، ولاحظت أنني عندما أقف وأمشي كثيرا بسرعة أشعر كأن الأرض تدور بي، وأفقد توازني، وأشعر بأن عضلات الساقين من الخلف خفيفة أيضا.

عندما أضع أقدامي في البانيو وهو ممتلئ بالماء، أشعر وكأنني على موج البحر، فأتعب كثيرا وأشعر وكأنني سوف أسقط عندما أكون واقفة، وعندما أخرج من البانيو أشعر بعدم التوازن لفترة من الوقت.

معاناتي هذه أصابتني باكتئاب شديد، ورغم خوفي من الأدوية النفسية، إلا أنني اضطررت لأخذها كما وصفها لي الطبيب لمدة 8 أشهر، فأصبحت أستخدم سيبراليكس10 ملغم منذ أسبوعين، نصف حبة، ثم أبدأ بحبة كاملة، ولكنني لم أشعر بالتحسن حتى الآن، وأشعر بالقلق منه لأنه يسبب السمنة والبرود الجنسي، وأخاف أن لا أشفى منهما، فهل ستصيبني أعراض هذا الدواء؟ وهل لو أصبت سأشفى منهما عند التوقف عن الدواء؟ وهل دواء سيبراليكس يتعارض مع أدوية الأعشاب؟ وهل أدوية بيتاسيرك 24 ملغم، وكورديلز، وجنكجو بيلوبا 2500، تتعارض مع دواء سيبراليكس؟

كما أنني منذ 8 سنوات تقريبا لا أتنفس بعمق، وأشعر أن الأكسجين لا يصل إلى رأسي، وعندما أحاول التنفس من أنفي، يستمر الشهيق لفترة أطول؛ فأحس أن أنفي مقفل، وأشعر بكتمة وضيق، وأضطر لأخذ الشهيق من فمي دائما، وهذا يتعبني بشدة، لدرجة أنني أحيانا أتثاءب لكي أتنفس بعمق، فهل لدي مشكلة في الرئة أم الأنف، أم الحاجب الحاجز؟ وما السبب في صعوبة التنفس التي أعانيها؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ همس حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نشكرك على الثقة في إسلام ويب.

لقد قمت بتدارس رسالتك، وحالتك فيها بعض الجوانب النفسية، لكن من وجهة نظري هي ثانوية، يعني ما تعانين منه من قلق وخوف وتوتر، هو ثانوي لحالة الدوار والدوخة التي تأتيك، والتي أعتقد أنها في الأصل ناتجة من علة بالأذن الداخلية، أو بجهاز التوازن (لابرينث)، وهو الجهاز المسؤول عن حفظ التوازن عند الإنسان.

أنت الآن وصف لك عقار (بيتاسيرك Betaserc)، وهو دواء ممتاز جدا لعلاج مثل هذه الحالة، لكن أعتقد أن المطلوب هو أن تذهبي وتقابلي طبيبا مختصا في الأنف والأذن والحنجرة، ولديه خبرة كبيرة حول الدوار وأسبابه وعلاجه، وأطباء الأنف والأذن والحنجرة الآن لديهم برامج تدريبية علاجية مفيدة جدا للذين يعانون من حالات الدوار، والذي ينتج من علل في جهاز التوازن عند الإنسان، فأرجو أن تذهبي وتقابلي الطبيب المختص، وأعتقد أن ذلك سوف يحل مشكلتك تماما.

أما القلق والتوترات التي تعانين منها، وحتى شعورك بعدم عمق التنفس؛ فهذا جانب قلقي يعالج من خلال تمارين الاسترخاء، فأرجو أن ترجعي لاستشارة بموقعنا، والتي هي تحت رقم (2136015).

أنا لا أرى أنك في حاجة لتناول عقار (سبرالكس Cipralex)، هو دواء ممتاز، ودواء فاعل، لكن بما أن الحالة أساسا تحتاج لمقابلة طبيب الأنف والأذن والحنجرة، فأعتقد أنه لا يوجد داعي لتناول السبرالكس، ويمكنك التوقف عنه بالتدريج، واجعلي الجرعة خمسة ملجم يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة ملجم يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول السبرالكس.

بارك الله فيك وجزاك خيرا، وبالله التوفيق والسداد، وكل عام وأنت بخير.