هل يسبب جماع المستحاضة أي عدوى ميكروبية؟

0 580

السؤال

السلام عليكم

جامعني زوجي وأنا مستحاضة، فنزل علي دم أثناء الجماع. فهل هذا يسبب أي عدوى ميكروبية لي أو لزوجي؟ وكيف أعرف أني مستحاضة ولست حائضا؟.

وجزاكم الله خيرا على هذا الموقع المتميز.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ابتسام حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الناحية الطبية: إن حدوث الجماع بوجود الدم في المهبل من أي مصدر كان, يعتبر أمرا ضارا لكلا الزوجين؛ لأن الدم هو وسط خصب لنمو الجراثيم, بالإضافة إلى أن وجود الدم في المهبل سيغير من كيميائية المهبل, وبالتالي من مناعة جدران المهبل, فتنشط العضويات التي تكون في الأصل خاملة وغير ممرضة.

هذا الكلام لا يعني بأن الالتهاب سيحدث حتما، أو بشكل مؤكد بعد حدوث الجماع بوجود الدم, لكنه يعني بأن احتمال حدوث الالتهاب سيصبح أعلى من النسبة الطبيعية, ومن أهم طرق الوقاية من حدوث الالتهابات هي تفادي الجماع خلال فترة الحيض، أو خلال فترة نزول الدم لأي سبب كان.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن الجماع خلال فترة الحيض بالذات -وليس الاستحاضة- قد يرفع من احتمال حدوث مرض (البطانة الرحمية الهاجرة)، والسبب في ذلك هو اندفاع قطع البطانة المنسلخة مع دم الحيض إلى الأنابيب وجوف الحوض خلال الجماع, حيث من الممكن أن تنشط خلايا البطانة بعد ذلك في جوف الحوض مشكلة بقعا لمرض البطانة الهاجرة، أو (الأندومتيريوز)، ونحمد الله -عز وجل- بأن ديننا الحنيف بتعاليمه السمحاء، وانسجامه مع الفطرة السليمة يحرم الجماع في فترة الحيض, وهو بذلك يحصننا من كثير من الأمراض التي قد تحدث من دون أن ندري, والتي لم يكتشف العلم منها إلا القليل.

إذا -يا ابنتي- إن الجماع بوجود الدم يرفع من احتمال حدوث الالتهاب, لذلك إذا حدث وشعرت بنزول إفرازات غير طبيعية، أو لها رائحة سيئة, أو اشتكيت من حكة، أو حرقة في المهبل؛ فهنا أنصحك بمراجعة الطبيبة؛ للتأكد من عدم حدوث التهابات -لا قدر الله-.

نسأل الله -عز وجل- أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائما.
++++++++++++++++++
انتهت إجابة د/ رغدة عكاشة استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم، وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي المستشار الأسري والتربوي
++++++++++++++++++
قد أفادتك الأخت الفاضلة الدكتورة رغدة بفوائد جميلة ومهمة من الناحية الطبية، وأما من الجانب الشرعي فالجماع حال الاستحاضة أكثر العلماء على جوازه، وقد قال بعضهم بمنعه وتحريمه، ويظهر لنا من خلال كلام الأخت الفاضلة الدكتورة رغدة أنه قد يكون مضرا، ومن ثم فالأفضل -بلا شك- الاحتياط والامتناع عن فعله؛ أولا: خروجا من خلاف الفقهاء الذي ذكرناه، وثانيا: تجنبا لهذا الضرر المحتمل الذي قد يحصل، ولكن لو فعله الإنسان فإنه يبقى جائزا كما هو مذهب أكثر العلماء.

وأما متى تعرفين أنك مستحاضة ولست حائضا، فهذا الجواب عنه يحتاج إلى كلام طويل، ولكن الخلاصة فيه أن الدم إذا زاد عن خمسة عشر يوما فقد عرف حينها بأن المرأة مستحاضة؛ لأن الحيض لا يزيد عن خمسة عشر يوما عند أكثر العلماء، فإذا زاد عن خمسة عشر يوما علمنا أنها مستحاضة، في هذه الحالة -أي في حال ثبوت الاستحاضة- فإنها ترجع إلى عادتها، إذا كانت لها عادة، تعتبر أيام عادتها هي الحيض، وما زاد على أيام العادة استحاضة، وإن لم تكن لها عادة، وكانت تميز بين الدماء بحيث كان يأتي الدم بلونين مثلا (أسود وأحمر) فإن الأسود إذا كان يصل إلى يوم وليلة ولا يزيد عن خمسة عشر يوما فهو الحيض، أو كانت تميز برائحة الدماء فدم الحيض أسود يعرف له رائحة، وقد تميز بكثافة الدم، فإذا ميزت دما بصفاته يصلح لأن يكون حيضا بأن كان يصل يوما وليلة ولا يتجاوز خمسة عشر يوما فهذا التمييز يصلح للاعتماد عليه، فتعتمد عليه في تمييز حيضها من الاستحاضة. وإذا لم تستطع التمييز فإنها تتحيض ستة أيام أو سبعة أيام بالتحري كقريباتها، وما زاد على ذلك فهو استحاضة.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات