السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 22 سنة، أخاف جدا من فكرة الزواج، فعندما يتقدم لي أحد أبكي حتى يتم الرفض فأرتاح؛ أشعر أنني لا أستطيع تحمل المسؤولية، كما أنني أخاف جدا من العلاقة التي تكون بين الزوجين، وأنا من النوع الذي إذا رأيت لحم إنسان أمامي أشعر بالقرف، ولا أستطيع النظر، فأغمض عيني على الفور، والعلاقة الزوجية أيضا سبب يجعلني أنفر من الزواج، فهل هذا طبيعي، أم أنني عندما أتزوج سيتغير الحال؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ محبة الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
أختي الكريمة، أولا: نقول لك: التفكير في الماضي وما حدث فيه من أحداث سواء كانت إيجابية أو سلبية، فهي قد مضت وولت، والآن ينبغي التفكير في الحاضر والعيش والاستمتاع بما فيه، أما الماضي نستفيد منه فقط في كيفية تجنب التجارب الفاشلة، وكيفية تدارك الأخطاء السابقة.
ثانيا: الحمد لله -يا أختي- أنك وصلت هذه المرحلة التي تحلم بها كثير من الفتيات دون سنك، وهذه المرحلة هي مرحلة الإعداد للمستقبل، حيث التفكير في اختيار الزوج المناسب، والزواج وتكوين الأسرة، والسعي لتحقيق الأهداف والطموحات، وما إلى ذلك من الخطط المستقبلية.
وقد ينشغل العقل كثيرا بهذا الموضوع لأنها قرارات مصيرية، فيكون الشخص حذرا ومتخوفا من الفشل وعدم التوفيق؛ مما يحدث بعض الاضطرابات بصورة عامة في مستوى تفكيره ومزاجه، ويشعر بعدم التوازن والتوافق في حياته.
ويبدو أن مشكلتك ترجع إلى حساسيتك الزائدة وتقييمك للأمور الحياتية بطريقة غير واقعية، فخوفك من موضوع الزواج ناتج عن تصورك اللاواقعي للأحداث المقبلة، وعدم تقييمك الصحيح لها.
وللتغلب على ذلك حاولي تبسيط الأمور والمشاكل، وذلك بتحليل مضمونها تحليلا دقيقا، وحاولي التحصين بالمعلومات الصحيحة المبنية على الأدلة والبراهين؛ حتى لا تكوني فريسة للأفكار الخاطئة والسلبية، وتذكري أنك لست أول شابة تريد الزواج أو تتزوج، فهناك من هي أقل منك معرفة أوعلما أو وضعا ومكانة تزوجت وخاضت التجربة، ولم يحدث شيء يثنيها عن ذلك.
وخوفك من موضوع الزواج ربما لا يكون له مبرر موضوعى، إنما هي توقعات كاذبة، لذلك لا تكترثي لها، بل فكري في الزواج على أنه إكمال لنصف الدين، وأنه مصدر للسعادة والمودة والرحمة، وسبب في الذرية الصالحة -إن شاء الله-، فأنت مقبلة على أمر شرعي وسنة تعفين بها نفسك وتصبحين بعدها شخصية لها وزنها في المجتمع، ولديك مهام وظائف اجتماعية وأسرية تؤدينها كأي زوجة.
فنرشدك -أختي الكريمة- بالمشاركة في المناسبات الاجتماعية، وحضور احتفالات الزواج، ووضع نفسك في مكان صاحب المناسبة؛ حتى يصبح الأمر عاديا بالنسبة لك.
نسأل الله تعالى أن يرزقك زواجا صالحا وسعادة في الدارين.