زوجي جاف عاطفياً ويعيش بعيداً عني بسبب عمله، ماذا أعمل؟

0 393

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا بعمر 20سنة، وزوجي بعمر 28 سنة، تزوجنا حديثا، ولكن لا نعيش سويا، فزوجي لديه دورات في العمل، وأنا عند أهلي لكي أكمل دراستي، قضينا شهر عسل مدته 20 يوما فقط، وبعدها تركني عند أهلي وذهب، يأتي لزيارتي 3 أيام، وأحيانا 6 أيام في الشهر، والآن لم يعد يأت بسبب نقل الدورة لمكان أبعد.

طبعا حياتي بها جفاف عاطفي، ومشاكل بسبب دراستي، فهو يريدني أن أتركها، وأنا رفضت تماما، وكنت أتناول حبوب منع الحمل من دون علمه، استعملتها من أجل تأخير الحمل؛ لأنني في منطقة وهو في منطقة أخرى، اكتشفها وبدأ يهددني أنه سيتزوج علي، فهو جاف في العواطف، تركني عند أهلي ولا يعلم عني أي شيء، ولا يتصل كي يطمئن علي.

أهملني لدرجة أنني أفكر بالطلاق منه، وأحيانا يوسوس لي الشيطان بدخول مواقع تعارف؛ لأنني أحس بالوحدة، وأحتاج للمعاشرة الزوجية مثل كل زوجة، وحياتي تعيسة مقارنة بصديقاتي، فأنا أحتاج للحنان والعاطفة أكثر من كل شيء.

في أيام العيد طلبت منه معونة لعمتي فرفض أن يحضر لي طلباتي، وذهبت لأهلي واشتكيت عليه بأنه لا يصرف علي، ولا يلبي طلباتي، وأصبحت علاقته مع والدي متوترة بسببي، كنت في لحظة غضب، وغصب علي ففعلت هذا، وجاء موعد الدراسة فأرسلني إلى أهلي بدون أن يجهزني للجامعة.

تعبت من معاملته لي، أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Asas حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ردا على استشارتك أقول:
أولا: من أكبر الأخطاء التي تقع فيها بعض الفتيات والأسر التفكير بالزواج بعاطفة مجردة، والواجب التفكير بالعقل المنضبط بالشرع، لذلك يحصل الاندفاع والموافقة السريعة بالزواج دون النظر في الصفات والمواصفات التي يجب أن يتصف بها الزوج، فالفتاة تريد أن تكون كزميلاتها متزوجة، ولا تفكر بالمستقبل، وبعض الأسر يفرحون بارتباط ابنتهم برجل دون النظر في العواقب، ولذلك كانت التوجيهات النبوية بضرورة توفر صفتي الدين والخلق في شريك الحياة فقال عليه الصلاة والسلام: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الرض وفساد كبير)، فالدين والخلق هما صمام أمان للحياة الزوجية الآمنة، والمطمئنة، والمستقرة.

ثانيا: من أكبر المنافع للزواج السكن النفسي، والطمأنينة، ووجود المودة والرحمة بين الزوجين كما قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)، فانشغال زوجك في الدورات، وانشغالك في إكمال دراستك، وبقاؤك في بيت أهلك ومجيئه إليك ما بين 3-6 أيام في الشهر والآن انقطع تماما بسبب بعد مكان الدورات كل ذلك من موانع تحقيق تلك المنافع، وسبب رئيسي في جفاف المشاعر بينكما، ولذلك لا بد من إزالة تلك الأسباب كي تسقر الحياة بينكما.

ثالثا: استعمالك لحبوب منع الحمل دون إذنه خطأ كبير، وليس من حقك، وهو ما سبب غضبه، وربما أحدث عنده رد فعل، أو أنه يفكر بأنك لا تريدين أن تنجبي منه، أو أنك تشعرين بأن حياتك معه غير مستقرة، وأنك تحتاطين لنفسك، ولذلك هددك بالزواج عليك.

رابعا: إن لم يتصل بك زوجك فاتصلي أنت، فلربما كان يختبرك ويختبر مدى حبك واشتياقك، فلما رأى أنك غير آبهة به عاملك بالمثل، ولذا أنصحك أن تبقي على تواصل معه، وأن ترسلي له الرسائل الغرامية المشعرة بالحب، والحنان، والاشتياق، وأتصور أنه سيتفاعل معك وسيراسلك ويبادلك المشاعر.

خامسا: احذري من اتباع خطوات الشيطان ووساوسه بالدخول إلى المواقع الإلكترونية، والتعرف على الشباب، وتبادل كلمات الحب والغزل؛ فهذه جريمة كبيرة قد تجرك نحو التهلكة، ولا تبرري لنفسك أنك بحاجة إلى عبارات الحب والحنان، ولك أن تطلبيها من زوجك بالحلال.

سادسا: الدورات العلمية أو التدريبية التي يقوم بها زوجك لن تبقى على سبيل الدوام بل ستنتهي ويعود، فعليك بالصبر، وحافظي على زوجك وبيتك ولو بالتنازل عن بعض الحقوق، كترك الدراسة إن لزم الأمر.

سابعا: الذي فهمته من قولك أنك طلبت منه معونة لعمتك أنه تركك في بيت والدته وأنكم تأكلون معا، وقد قمت بالواجب، وعليه أن يتفاهم مع والدته، وليس ذلك مبررا لذهابك إلى بيت أهلك إن كنت ذهبت دون إذن منه، ولا للتشكي بزوجك عند أهلك بأنه لا ينفق عليك، ولا يلبي طلباتك، إلا إذا كنت فعلا لا تحصلين على القوت الضروري، أو أن أهل زوجك يمنعونك من الأكل معهم، فهذا شيء آخر، لكن هذا غير مفهوم من استشارتك.

ثامنا: إقحامك لأهلك في مشاكلك الزوجية غير سديد وربما تعقدت مشاكلك، وها هي بوادر التعقيد تظهر من خلال غضب والدك، وسوء علاقته مع زوجك، وعليه فأنصحك بأن تحلي مشاكلك وتتفاهمي مع زوجك دون أن تدخلي طرفا ثالثا.

تاسعا: لست أدري هل كان من شروط العقد أن تواصلي دراستك الجامعية؟ وهل اشترطتم عليه أن يتحمل مصاريف الدراسة أم لا؟ فإن كنتم شرطتم عليه ذلك (فالمسلمون عند شروطهم) (وأحق الشروط بالوفاء ما استحلت به الفروج)، وإلا فلا يلزم بشيء.

عاشرا: أشغلي أوقاتك بأنواع العبادات ومنها الصوم، والأعمال النافعة الأخرى، وابتعدي عن كل ما يجعلك تفكرين في العلاقة الجنسية.

الحادي عشر: الطلاق ليس حلا بل التنازل عن بعض الحقوق والشروط هو الحل كي تعيشي حياة مستقرة مع زوجك.

أسأل الله تعالى أن يصلح أحوالك وسعدك، آمين.

مواد ذات صلة

الاستشارات