السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 20 سنة، أرسلت لكم استشارة سابقة، لدي مشكلة نفسية دمرت حياتي، ولا أعرف لها سببا، ولا أرى لها حلا، وأشعر بأنني دائما أدمر نفسي رغم إرادتي، وأتجنب كل شيء يصب في مصلحتي، فكثيرا ما تغيبت عن الجامعة بدون سبب، غير أنني أستسلم بسرعة للكسل والنوم.
وبعض الأوقات أمتنع عن إكمال الواجب حتى لو كنت أعرف الحل، وأشعر بالملل من الدراسة بسرعة شديدة، وغالبا أوشك على النوم وأفقد تركيزي في المحاضرات، وأشياء أخرى من هذا النوع، وأكرر هذه الأخطاء وأعيدها بكل غباء، رغم إدراكي لحجمها وأضرارها، خاصة بعد تدهور دراستي مؤخرا.
أنا على هذه الحالة منذ سنة، أحاول مقاومتها، فأنجح مرة، وأفشل مرات عديدة، فصرت أتألم كثيرا وأشعر بالضعف، فهل يعقل أنني لا أستطيع مقاومة النوم للنهوض للجامعة؟ لقد كرهت نفسي، فأنا لم أتعود على الفشل وتكرار الخطأ، خاصة أنني تغلبت -بفضل الله- على مشاكل أكبر بكثير من هذه المشكلة، فقد كنت مصابة بالمس، ومن قبله بالاكتئاب، وأشياء أخرى تغلبت عليها -بفضل من الله- أمدني سبحانه بالقوة والعون من عنده، فما الحل لمشكلتي؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Gaga حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا مجددا، والكتابة إلينا بما تمرين به في هذه المرحلة والتي استغرقت عندك سنة تقريبا، أعانك الله ويسر لك النجاح والتوفيق.
لماذا ينام الإنسان ولماذا يستيقظ؟ كلها أسئلة هامة، وخاصة السؤال الثاني، فلابد للإنسان لكي يستيقظ بهمة ونشاط وتفاؤل أن يكون هناك ما يشجعه، ويدعوه للتطلع لاستقبال شمس يوم جديد مشرق.
فهمت من سؤالك أنك متألمة الآن من نمط حياتك الحالي، ومن تكرر تغيبك عن الجامعة، وأنك حاولت تعديل هذا إلا أنك تنجحين أحيانا، وأحيانا لا تنجحين، وأحيانا قد تكون بعض الأعراض كالشعور بالنعاس وضعف الهمة للاستيقاظ في الصباح، عبارة عن أعراض لأمور أخرى، والسؤال يا ترى كيف تقضين فترة المساء والليل؟ وأرجو أن لا يكون على النت ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وبحيث أنك لا تعودين للنوم بالشكل المناسب ليلا.
وربما أدركت أن الحل هو في إعادة النظر في نمط حياتك اليومي بين النهار والليل، وبحيث توزعي وقتك بالشكل المناسب بين العبادة من صلاة وتلاوة، والدراسة المناسبة، والنوم للساعات المطلوبة، وتوازن الحمية الغذائية، والنشاط الرياضي والهوايات الفردية أو الاجتماعية، وبحيث يكون نهارك ممتلئا، مما يجعلك تتطلعين لنوم هانىء ليلا، ولكي تستيقظين في الصباح بهمة ونشاط للتعامل مع يوم جديد، يحدوك فيه الأمل والتفاؤل بيوم جديد للعلم والعمل.
يا ترى ماذا تدرسين في الجامعة، وهل أنت تحبين هذا الفرع من الدراسة، وهل لديك صديقات تتطلعين إلى اللقاء بهن عندما تحضرين الجامعة؟ فكلا الأمرين، الرغبة بدراسة المادة، والصداقات، يمكن أن تدفع الإنسان ليرغب بالحضور والاستفادة من دراسته الجامعية.
وأنا متفائل من أنك ستستطيعين القيام بهذا التغيير، حيث ورد في رسالتك أنك -ولله الحمد- استطعت في الماضي تجاوز بعض العقبات الأكبر والأكثر تحديا، فهيا على بركة الله، وقد قرأت في سؤال سابق لك أجاب عليه الدكتور محمد عبد العليم، حول تحسين ظروف النوم، فأرجو أن تعودي فتستفيدي من جوابه.
وفقك الله ويسر لك الأمر، وجعلك من المتفوقات.