غزارة الدورة وقصر مدة الطهر بين الدورتين.. ما السبب وما العلاج؟

0 211

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ أن بلغت ودورتي تتسم بعدم الغزارة في النزول، وعدم وجود آلام كثيرة مصاحبة لها -ولله الحمد-، فدورتي تكون خفيفة في بدايتها لمدة نصف يوم أو يوم، ثم يكثر الدم نوعا ما لمدة (3) أو (4) أيام، ثم تعود للقلة، حيث يستمر الدم بالنزول بشكل قليل لمدة يومين، ثم أرى الكدرة والصفرة يوما أو يومين، فتكون دورتي (9) أيام أو (8) أيام.

لكن منذ سنة تقريبا صارت تأتيني الدورة بعد (18) يوما من الطهر، وأحيانا بعد (16) يوما أو (14) يوما، وأحيانا أخرى بعد (17) يوما، وهكذا، أي لم أعد أكمل (3) أسابيع من الطهر كما كنت سابقا، فبشكل عام منذ أن بلغت في سن الخامسة عشرة كانت مدة الطهر بين الدورتين بالنسبة لي (21) يوما أو (20) أو (19) يوما، ولم أكن كما أنا عليه الآن من قصر لمدة الطهر، فما هو
-برأيكم- السبب في هذا الخلل؟

لون دورتي طبيعي، لا هو باللون الأحمر الغامق، ولا الفاتح، بل الأحمر الزاهي، أما القصة البيضاء فلا أراها إلا في اليوم (14) أو (15) من الدورة، وتستمر ليومين -ربما- أو ثلاثة، ثم أرى شيئا من الصفرة في معظم الأيام.

بشكل عام صحتي جيدة -ولله الحمد- وتحاليل الدم تكون جيدة كذلك في كل مرة، ولكن ضغطي يتسم بالانخفاض نوعا ما منذ أن كنت صغيرة -ربما- في الابتدائية أو الإعدادية.

إن كنتم ستقترحون علي دواء ما؛ أرجو أن يكون طبيعيا كنوع من الأعشاب -مثلا-، فلا أحبذ تناول أدوية تسبب أعراضا جانبية كثيرة.

أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قد تساعد بعض المشروبات والأطعمة الطبيعية في انتظام الدورة الشهرية؛ لما لها من بعض الخصائص الهرمونية، ولكن لا يمكن الاعتماد عليها وحدها، بل يتطلب الأمر بعض الأدوية التي تساعد في حل مشكلة غزارة الدورة وعدم انتظامها، ومن تلك المشروبات والأطعمة الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع تناول مغلي أعشاب البردقوش، والمرمية، والقرفة، وحليب الصويا، ولكل ذلك بعض الخصائص الهرمونية التي تساعد في علاج التكيس وتحسين التبويض.

وغزارة الدورة أو (polymenorrhagia) تعني نزول الدورة الشهرية لفترات أكثر من (7) أيام، مع نزول دم أحمر بكثافة أكثر من المعتاد، أو نزول الدورة مرتين في الشهر، ويحدث ذلك بسبب الخلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن حدوث الدورة الشهرية؛ حيث يصبح هرمون إستروجين هو المسيطر على الدورة الشهرية، وبالتالي لا يتم بناء بطانة الرحم جيدا، وتزيد سماكتها على حساب تكون الأنسجة الطبيعية للبطانة؛ وبالتالي تأتي الدورة الشهرية غزيرة أحيانا، وتطول مدة نزولها، أو يحدث تنقيط، أو نزول إفرازات بنية حسب حالة الخلل الحادث.

ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى غزارة الدورة هو التكيس على المبايض، كذلك فإن زيادة نشاط الغدة الدرقية الزائد، أو الكسل في نشاطها؛ يؤدي إلى تلك الأعراض، ولذلك يجب فحص صورة دم (CBC) وفحص هرمونات الغدة الدرقية (TSH-- FreeT4) وفحص هرمون الحليب (prolactin) وعمل سونار على الرحم والمبايض، وأخذ العلاج المناسب حسب التحليل والأشعة.

ولإعادة تنظيم الدورة، وإعادة بناء بطانة الرحم، وعلاج الأكياس الوظيفية، ووقف التكيس في المبايض؛ يمكن تناول حبوب منع الحمل (الهرمونات) كليمن أو ياسمين، وهي تناسب الفتيات كما تناسب السيدات المتزوجات، ويتم تناول شريط كامل (21) يوما، والتوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، ثم الشريط الذي يليه لمدة (3) إلى (6) شهور، والتوقف عنها، ثم تناول حبوب دوفاستون، وهي هرمون بروجيستيرون صناعي، وجرعتها (10) مج، تؤخذ قرصا واحدا مرتين في اليوم، من اليوم ال(16) من بداية الدورة، حتى اليوم ال (26) من بدايتها، وذلك لعدة شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية.

ويمكنك تناول حبوب جلوكوفاج (500) ثلاث مرات بعد الأكل؛ لتنظيم عمل هرمون الإنسولين، والمساعدة في العلاج، ومن الأدوية التي تناسب علاج غزارة الدورة الشهرية أيضا، وتكرار النزيف هو (Ormeloxifene 30 mg) يؤخذ مرتين أسبوعيا لمدة شهرين، ثم مرة واحدة أسبوعيا لمدة (4) شهور، وتناول كبسولات دافلون (500) مج كبسولتين يوميا مرة واحدة لمدة شهرين.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك إلى ما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات